تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

هل هذا هو الحلّ: السعودية تدشّن سياجـاً أمنياً على حدودها الشمالية؟!!

مصدر الصورة
SNS


8/9/2014


دشنّت السعودية قبل أيام سياجاً أمنياً على حدودها الشمالية، كخطوة في الجهود التي تبذلها لمنع التسلل والتهريب عبر حدودها المترامية الاطراف. وإذ عددّت وكالة الأنباء السعودية مزايا وتفاصيل هذا المشروع، أشارت الى تشييد مجمعات لقيادة القطاعات في "طريف" قرب الحدود مع الأردن، و"رفحاء" و"حفر الباطن" قرب الحدود مع العراق، تتضمن "جميع المرافق الإدارية والتعليمية والصحية والترفيهية بالاضافة إلى مبنى للاستخبارات وسجن". وذكر الخبر الذي أوردته السفير(8/9/2014) أنه مع تزايد القلق جراء عمليات تسلل يقوم بها تنظيم "القاعدة"، قررت وزارة الداخلية السعودية توسيع السياج ليشمل كل الحدود مع الدول المجاورة. وكانت السعودية قد بنت العام الماضي جداراً على الحدود مع اليمن بطول 1800 كم للتعامل مع المشكلات الحدودية وما ينجم عنها. وكذلك، قامت السلطات السعودية العام الماضي بترحيل قرابة مائتي ألف عامل يمني إلى بلادهم، ولا يخفى تأثير ذلك على عائلات هؤلاء وعلى الاقتصاد اليمني.

هل هكذا تصون المملكة نفسها؟!

قبل الإجابة، نرى من البديهي أن السعودية قلقة ومتوترة لأنها معرضة أكثر من غيرها للأخطار الداخلية المحيطة لعدة أسباب؛

أولاً، الوضع الداخلي السعودي القلق بسبب الظروف والأوضاع التي يعيشها السعوديون. فقسم من الشعب السعودي الغني هو من أكثر الشعوب تجوالاً في العالم، ومن الطبيعي أن يجري مقارنات بين أحواله وأحوال العالم المتحضر المنفتح، بينما هو محاصر ومقموع من قبل سلطات المملكة القهرية السياسية والدينية، هذا من جهة. من جهة أخرى فإن قسماً آخر من الشعب السعودي المتشدد يتبع كل ناعق يدعو إلى التكفير والقتل باسم الدين أو تحت رايات أخرى ظهرت في تفجيرات الحادي عشر من أيلول في الولايات المتحدة في ظاهرة أسامة بن لادن وتنظيم القاعدة أو في سلوك الآلف من السعوديين الذين حاربوا وما يزالون في أفغانستان والشيشان واليمن وليبيا والعراق وسورية... الخ.

ثانياً، هناك ممارسات النظام السعودي الاستبدادي القمعي المنغلق مع الجيران الأقربين والأبعدين، ومع دول العالم قاطبة. هذا النظام الذي ظل لعقود يشعل النيران ويموّل ويسلّح الإرهاب في كل الأماكن التي يريد بغطاء أمريكي، لم يترك له صاحباً إلا المنتفعين من أموال نفطه، وفي الغرب تحديداً. فهذا النظام له مشاكل مع اليمن ولبنان وسورية والعراق وقطر وإيران وروسيا...الخ، ومن الطبيعي أن الممارسات العدوانية له والنار التي لعب بها طويلاً جعلته يخاف على استقراره وأمنه. ورغم الدعاية الإعلامية السعودية والإنفاق على الفضائيات والصحف العديدة واستكتاب العديد من الأقلام الصفراء، فإن السؤال البسيط؛ هو من منّا معجب بالنظام السعودي ويتمنى أن يعيش في ظله أو أن يكون نظام بلده مثله؟! الذين يعحبهم النظام السعودي هم هؤلاء الذين يبني سياجاته ويرفعها لمنعهم من الدخول إلى السعودية؛ إنهم المتطرفون الذين ربّاهم وغذّاهم وكبّرهم وضخّمهم حتى أصبحوا خطراً على الجميع، وهو الآن يطرح الخطط لمواجهتهم والتخلص من ارتدادهم عليه.

وبالعودة إلى السؤال الرئيسي؛ هل عبر طرد العمال الفقراء أو بناء سياج عالٍ تصون المملكة نفسها؟! الجواب يعرفه القارئ ربما، أكثر مني وحتى من النظام السعودي المجرم؛ فالقسوة لاتولّد المحبة والقتل لا يوفر الحماية وحرمان الجائع من لقمة عيشه لا يخلق التراحم وتكفير الآخرين لاينتج الإيمان؛ القسوة تولّد القسوة، والعنف يجرّ العنف، والحرمان يولّد الانفجار وطرد العمال يسبب الأحقاد والضغينة، وإيذاء الشعوب المسالمة يخلق الكره والمقت لديها؛ السعودية تحمي نفسها بالتوقف عن إيذاء الآخرين والتدخل في شؤونهم؛ عبر مدّ يد العون والمساعدة النبيلة لهم لبناء حياتهم وتقدمها وليس عبر تدريب وتمويل وتسليح القتلة والمجرمين وتوزيعهم على الجوار؛ السعودية تحمي نفسها بالحب والتكافل والتعاون مع الجوار وليس بالكره والحقد والانعزال عنهم ومحاولة إخضاعهم وتهديم أمنهم واستقرارهم!! هل يفهم النظام السعودي ذلك؟! عســاه..!!

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.