تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

السعودية..عندما يحيق المكر السيء بأهله..؟!

مصدر الصورة
SNS


15/9/2014


يسعى الإعلام السعودي ومن يدور في فلكه، جاهداً هذه الأيام، لطمس حقيقة أن مملكة آل سعود هي المؤسس والممول والمغذي الأول للإرهاب في العالم، تربية وفكراً وعقيدة وتسليحاً. ويعتمد هذا الإعلام منهجاً يقوم على عدة عناصر، منها؛

أولاً، إلقاء تهمة الإرهاب ودعم المسلحين على الآخرين. وفي هذا السياق، يتهم الإعلام السعودي سورية وروسيا وإيران بأنها تدعم الإرهاب، ويستمر بالتركيز على الفكرة وتناولها عشرات المرات وبأساليب مختلفة ليؤكدها في ذهن القارئ أو المشاهد أو المستمع. والحقيقة أنه يمكن للإعلام ـ أي إعلام ومنه السعودي ـ أن يقول ما يشاء، كأن يتهم المخابرات السورية بقتل الخليفة الإسلامي الرابع أو بتخريب سدّ مأرب أو المشاركة في قتل كليوباترا ملكة مصر.. لكن الواقع شيء آخر والمتابع يستطيع فرز الغثّ من الثمين والحقيقة من الكذب. الدولة السورية أو روسيا أو إيران أو كل من يدور في محور المقاومة، ليسوا هم من ربوا الشباب السعودي أو درّبوه أو دعوه للإلتحاق بالتنظيمات الإرهابية.. وليسوا هم من يموّل الإرهابيين ويستقدمهم إلى سورية والعراق ولبنان والمنطقة؛ ومن الغباء والاستهتار بعقل المتابع استمرار الحديث السعودي عن أن "ما يسميه "النظام السوري" هو الذي يحتوي جبهة النصرة أو تنظيم "داعش"، وليس قطر والسعودية وتركيا. والواقع أن سيل الأكاذيب الذي مارسه الإعلام السعودي ضد سورية هو الذي أوقعه في شرك أعماله وكشف الحقيقة والواقع. فكيف يستطع النظام السوري الصمود أربع سنوات وهو ـ كما يقول الإعلام السعودي ـ يقتل شعبه ويدمّر أجهزة مخابراته ويقتل قياداته ويواجه العالم كله ويغذّي الإرهاب ويموله وانشقّ من جيشه ما يفوق عدد الجيش كلّه؟! اللهم إلا إذا كان الإعلام السعودي يخاطب مواطنيه فقط ويستغبيهم ويجهّلهم في الردح المتواصل الذي يقوم به!!

وأمس اعترف الكاتب السعودي خالد الدخيل في مقاله في صحيفة الحياة بأن موافقة السعودية على استضافة مركز تدريب المسلحين لمهاجمة سورية، "جاءت نتيجة صفقة، توافق بموجبها واشنطن على أن تمتد الحرب على «داعش» إلى تغيير المعادلة العسكرية في سورية لمصلحة المعارضة... واشترطت واشنطن للقبول بتغيير سياستها على هذا النحو بأن يكون للرياض دور مباشر في ذلك، وألا تكتفي بالتمويل وتوفير الغطاء السياسي". نعم استخدم الكاتب كلمة "صفقة" لأنهم هكذا يتعاملون مع أسيادهم أو أدواتهم، وهذه هي أدبياتهم القائمة على الدفع والقبض واستخدام المال العفن لتحقيق المآرب والغايات القذرة. وأوضح الدخيل بدون مواربة أن الحرب على تنظيم الدولة الإسلاميةـ "داعش"، تهدف من بين ما تهدف إلى تحقيق الأحلام السعودية بفرض هيمنتها على المنطقة وشعوبها بالقوة والقتل والموت.

ثانياً، تعمل وسائل الإعلام السعودية ومن لفّ لفها، على تقديم النظام السعودي بمظهر جديد وعصري. وهذا ما فعلته مثلاً، افتتاحية الوطن السعودية (15/9/2014) عندما قدّمت السعودية كنموذج "عصري" في مواجهة التطرف. ومثلها ما كتبه في الشرق الأوسط المنافق السعودي عبد الرحمن الراشد، أو يوسف الكويليت في افتتاحية صحيفة الرياض، وكأنهم ينفذون التعليمات التي صدرت لهم في يوم واحد من مصدر واحد. والحقيقة لا ندري كيف يصلح العطار ما أفسده الدهر، فالتبخير للنظام السعودي العفن لم يعد يجدِ، ومحاولة طمس الحقيقة تأخرت كثيراً، والناس ترى وتسمع ولم يعد ينطلي عليها الخداع والمكر السعودي. وقذف الآخرين بتهمة الإرهاب وهم يعانون منه أقبح القبائح وأرذل الرذائل.

والحقيقة أيضاً، أنّ الإعلام السعودي يتجاهل عن عمد أن "الفكر الوهابي" المتحجر هو أصل الشرور والبلاوي في المنطقة، وأصل التكفير والتطرف، وهو فكر سعودي خالص ترعاه المملكة منذ نشوئها. فالنظام السعودي لا يحتاج أصلاّ للعمل على تغذية التطرف والتكفير، لأن الفكر السعودي العادي والنهج السعودي العادي والثقافة السعودية العادية لا تختلف عن فكر تنظيم "داعش" والدليل التأييد الذي يحظى به "داعش" في المملكة لدى الناس العاديين، إضافة إلى أن المملكة وبعد أن وصلت ألسنة الإرهاب إليها وارتدت عليها، قامت بحملة داخل البلاد لتغيير المناهج والفكر والثقافة والتربية، لمحاولة وقف تدهور الأوضاع والتقليل من توجه الشباب السعودي للانخراط في التنظيمات الإرهابية. والدلائل أكثر من أن تُحصى على أن النظام السعودي هو المصدر الأول للتكفيريين والتطرف والإرهاب في العالم، وآخر ذلك ما بدأت تنشره وسائل الإعلام الغربية والصديقة أصلاً للنظام السعودي من حقائق ومعلومات واعترافات لمسؤولين غربيين حاليين وسابقين عن الدور السعودي في تأسيس وقيادة التطرف والإرهاب والإجرام.

ثالثاً، اتهام الآخرين بالطائفية والمذهبية. والواقع المعاش يكشف بشكل فاقع أن النظام السعودي هو أكثر أنظمة العالم قمعية ومذهبية وطائفية؛ في فكره وتربيته ووسائل إعلامه وثقافته، ما يراه النظام السعودي تحضراً أو حرية معتقد أو حرية رأي أو "ديمقراطية" لا يقترب من الحدّ الأدنى للمعايير العالمية التي أقرتها شرعة الأمم والقوانين والمعاهدات الدولية، وربما تعيش السعودية في القرون الوسطى أو ما قبل إذا ما أراد المرء تصنيفها!! بالمقابل، يعرف الجميع ويعترف بأن الإسلام المعتدل السمح موجود في بلاد الشام، والتعايش الديني والمذهبي موجود في بلاد الشام منذ مئات السنين، والدولة السورية ـ لو أرادات أن تكون غير علمانيةـ فالمنطقي أن ذلك ليس ذلك في مصلحتها.

مشكلة الحكام السعوديين أنهم مرتبكون ويتخبطون وخائفون، وأن أقرب حلفائهم لا يصدقون ما يقولونه، فقد رأت افتتاحية الخليج الإماراتية (15/9/2014) أيضاً أنه "كان يمكن فهم الاستراتيجية الأمريكية لمحاربة الإرهاب لو أنها كانت شاملة ولم تقتصر على "داعش""، معتبرة أنّ القرار الأمريكي كان "انتقائياً" وفيه "ازدواجية في الاختيار، و"كأن هناك إرهاباً حميداً وآخر يستدعي الاستئصال". وتساءلت الصحيفة إن كانت الاستراتيجية الأمريكية تهدف إلى ترك منظمات الإرهاب الأخرى تقوم بأدوار لم تنته بعد؟".

 فإذا كانت الإمارات العربية المتحدة ـ إحدى الدول الأساسية في اجتماع جدّة ترى الأمور هكذاـ فماذا يمكن أن نضيف لتوضيح النفاق السعودي بعدما شهد شاهد من أهله، كما يُقال!!

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.