تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

العالم والشرق الأوسط ..اللعب على المكشوف؟!

مصدر الصورة
SNS


21/9/2014


منذ زمن طويل لم تكن الأمور واضحة بهذا الشكل في منطقة الشرق الأوسط والعالم. كانت عبارات "النفاق" مثل "التعاون"  و"التنسيق" و"التضامن" و"الأخوة العربية" تذيّل بيانات الجامعة العربية، وكان الكل يدرك أنّ الواقع غير ما كُتب وما نُسج من أقاويل تذخر بالعواطف الجيّاشة.. الآن بدأت معظم الدول العربية تتكلم لغة واقعية وعملية؛ لغة المصالح. قد تأخذ الأمور وقتاً طويلاً لتدرك هذه الدول أين مصالحها الحقيقية ومع مَن، وكيفية متابعة تحقيقها وآليات ذلك، ولكن المهم أنّ الدول العربية صارت تتكلم "لغة المصالح" مثلها مثل غيرها من دول العالم، رغم أنّها رفعت بالمجمل أعلام الاستعمار مما يعني أنها عادت إلى مرحلة البدايات كما كانت في منتصف القرن الماضي، مثل ليبيا.

مصر مثلاً، تمسك العصا من المنتصف، تقف بين روسيا والولايات المتحدة، بين السعودية وسورية، تعمل على تحقيق مصالحها وتأمين استقرارها ولاسيما الاستقرار الاقتصادي مقابل النمو السكاني الذي يبتلع كلّ تطور، وذلك في مرحلة تعتبر من أشد المراحل خطورة على المنطقة؛ السعودية أيضاً بدأت تعيد النظر في كل سياساتها وتوجهاتها وحتى القيم التي قامت عليها المملكة العجوز، السياسية والدينية والاجتماعية والفكرية والتربوية! هل تنجح؟ هل تملك أدوات التغيير الحقيقي؟ هل تدرك أين مصالحها الحقيقية؟ هل حربها الضروس على سورية تخدمها على المدى الطويل؟ هذه أمور أخرى، لكن الربيع العربي ـ الفوضى الخلاقة وصلت على الأبواب ومن المستحيل التمكن بالأساليب السابقة من النجاة، ومن يلعب بالنار سوف يحرق أصابعه. أما اليمن فيبدو أنّ مسار التغيير شارف على الوصول إلى نهايات جديدة ولا يعلم أحد الواقع الذي سيستقر عليه اليمن الجديد.

سورية وإلى حدّ ما العراق، يدفعان ثمن المواقف الوطنية والقومية التي تبنّياها على مرّ العقود الماضية؛ تلك المواقف واجهت المصالح الصهيونية والأمريكية والرجعية العربية وعرقلت تطبيق خططها في هذه المنطقة، والآن يعمل هؤلاء على استنزاف سورية والعراق إلى أقصى الحدود؛ كيف يمكن لإسرائيل والسعودية والغرب أن يكونوا سعداء أكثر من ذلك، ولكن إلى متى تستمر تلك السعادة؟! فسورية صمدت قرابة أربع سنوات حتى الآن وهذا يعني أمرين مهمين؛ أولاً، أن أصدقاء سورية الحقيقيين وقفوا إلى جانبها وبكل قوة وثقة ولم يخذلوها، وثانياً، وهذا هو الأساس، أنّ صمود سورية اعتمد على قواها الذاتية وصمود أهلها وجيشها وقيادتها. والحقيقة، أنّ معظم السوريين بدأوا التكيّف مع الواقع وتخطيه نفسياً ومعنوياً وواقعياً ومعظم السوريين بدأوا يدركون أنّ ما حصل ويحصل ليس ثورة ولا تحرر بل مخططات صهيوـ عربية غربية للتخلص من شيء اسمه المقاومة، ودليل السوريين سبب بسيط وهو أن "التغيير والثورة" يكون هدفهما ـ بغض النظر عمن يحكم ـ إعمار البلد وتطويرها وليس تدميرها وتخريبها وهدم بنيتها التحتية ومرافقها.

أما الفيل التركي فيجول في متجر الخزف العربي والإقليمي ويكاد لم يُبق على شيء إلا ويحطمه، ولذلك فإن الجميع ينتظر اللحظة التي سيتخلص فيها من هذا الحيوان المدمّر. إيران من جانبها، تعتمد على قدراتها الذاتية وعلى نفطها وعلى علاقاتها الدولية وهي تعمل بطول بال وباستراتيجية بعيدة المدى، تعرف كيف تستفيد من كل شيء وتحاول تسخير كل شيء لمصلحتها ولكنها مستهدفة من الغرب والسعودية وإسرائيل. روسيا ليست بعيدة عن المعمعة والغرب يحاول محاصرتها اقتصادياً وسياسياً وعسكرياً لمنع عودتها إلى المسرح الدولي قوة كبرى، ولكنه تأخر على ما يبدو لأن روسيا ليست وحدها والكثير من دول العالم تنظر إلى القوة الروسية بأمل وإعجاب ولنا أن نتذكر منظومة شنغهاي ومجموعة البريكس. الغرب بالمقابل، يعمل بخبرة وخبث وبدون رحمة؛ لديه منظوماته ولديه إعلامه ولديه أدواته والخونة والعملاء ليشنّ الحرب على طريقته.. والحديث ليس عن حرب باردة جديدة بل عن حربين باردة وساخنة، وما اختراع  "داعش" إلا الوسيلة لتحقيق الأهداف والغايات الكبرى.

هل من مجال لترف الحديث عن المناخ والبيئة والأرض والتسخين الحراري والذوبان الجليدي وشرعة الأمم المتحدة وانقراض الفيلة والإيبولا...؟!

إنه العالم المتجه نحو الهاوية بكل ثقة وجنون!!

 

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.