تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

الدور الإقليمي لا يصنع بالمال وحده.. السعودية مثلاً..!!

مصدر الصورة
SNS


12/10/2014  


تعتمد مملكة النظام السعودي منذ نشأتها على المكانة الدينية لمكة والمدينة  لدى المسلمين. وبعد اكتشاف النفط بكميات كبيرة لديها، أصبحت تعتمد على الأموال التي تجمعها من عائداته للعب الدور الذي تطمح إليه. وفي كلتا الحالتين، فقدت المملكة قيمة الرصيدين الفعلية بسبب استخدامهما بشكل سيء وسلبي؛

أولاً، مملكة آل سعود لم تعتمد نشر الإسلام الصحيح المتسامح الذي يشدّ المسلمين وغير المسلمين إليه. لقد اعتمدت المملكة على نشر النسخة الأكثر تطرفاً والأكثر تشدداً والأكثر سوءاً والتي لا تعبّر عن الإسلام الحقيقي في الأصل. وهذا الأمر استفاق إليه أهل النظام السعودي مؤخراً (بعدما أصبحت صورة المملكة في الحضيض من خلال دعمها وتمويلها للجماعات والتنظيمات الإرهابية التي تستخدم صورة الإسلام لممارسة القتل والذبح وقطع الرؤوس)، ولكن بعد فوات الأوان على ما يبدو. والنتيجة أن النسخة السعودية من الإسلام الوهابي المتطرف المنغلق عادت بالسوء على المملكة والمنطقة والمسلمين وشوّهت صورتهم ودينهم وحقيقة عباداتهم أمام العالم كله.

ثانياً، لم يحسن النظام السعودي استخدام أموال عائدات النفط بشكل صحيح ـ وهي في الحقيقة من مستحقات الشعب السعودي والشعوب الإسلامية وليست من حقّ أهل النظام وأمرائه فقط ـ وبدل أن يتم استخدامها في نشر العلم والثقافة والفكر والتنمية والبناء والعمران والتقدم والحضارة، وتحقيق الرخاء في السعودية والعالم العربي والإسلامي، استخدمت هذه الأموال أسوأ استخدام وأنفقت أرذل إنفاق مع أن الحديث الشريف أكد على أنه ستتم المحاسبة على كيفية اكتساب المال وكيفية إنفاقه. فالنظام السعودي وبسبب بعده الفعلي عن جوهر الإسلام، استخدم الأموال الكثيرة في التخريب والقتل وقلب أنظمة الحكم والإساءة للبلدان الأخرى وحبك المؤامرات بدل تحقيق التقدم والازدهار وتعزيز التعاون والوفاق والتكامل. وعلى سبيل المثال لا الحصر، يُنفق على الإعلام السعودي (والإعلام الذي يسير في فلكه) الذي ينشر الفرقة والعداوة والبغضاء بين المسلمين، ما يكفي لتطوير الدول الإسلامية قاطبة وتحقيق تقدمها لو تم توجيهه لذلك الغرض.

والسؤال البسيط الذي يطرح نفسه؛ أين مكانة السعودية في العالم الآن بعد كل هذا الغنى وهذه الثروات والأموال والمركزية الدينية للمسلمين؟!

إن احتلال أي دولة في العالم لمكانة متقدمة على الصعيد الإقليمي والدولي لا تكون بنشر التخلف والتطرف والقتل وثقافة الموت. الولايات المتحدة أو روسيا أو فرنسا أو ألمانيا أو اليابان أو ماليزيا أو الهند أو غيرها.. تتصدر العالم من خلال ثقافتها وجامعاتها وآدابها وعلومها واختراعاتها ونهضتها وحضارتها. الدارسون يقصدون هذه البلدان لينهلوا من علومها وثقافتها ونهضتها وليحملوا معهم من حضاراتها وتجاربها ومعارفها عند عودتهم إلى بلدانهم. فمن يقصد السعودية للتعلم والتدريب أو لنيل العلم؟! أين تقف الجامعات السعودية في مصافّ الجامعات العالمية؟! بل ما هو مستوى فريق كرة القدم السعودي على مستوى العالم مع أنه ينفق عليه أكثر من ميزانية دولة عربية ؟!!

تقدمت إيران واحتلت مكانتها الإقليمية والدولية بالعلم والعلماء؛ ازدهرت "النمور الآسيوية" بالعلم والعمل والتخطيط والعمران؛ تُعتبر تجارة الزهور في هولندا المورد الرئيسي للبلاد المنخفضة؛ الصين تكاد تحمل الاقتصاد العالمي وحدها؛ فماذا قدمت السعودية الثرية غير نموذج القتل والتكفير والإرهاب؟! حسناً أن النظام السعودي بدأ "يتحسس" رأسه ولكن الوقت متأخر جداً وداهمٌ والعالم السريع والمسرع لا ينتظر جِمال بني سعود أو نوقهم ولا هو يحتمل غبار صحراء الربع الخالي أو رماله المتحركة.. على الأغلب أنه سيتركها لآل سعود وحدهم...!!

 

       

 

 

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.