تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

ماذا يفعل إردوغان في أفغانستان؟!!


19/10/2014


حطّ الرئيس التركي رجب طيب إردوغان رحاله في أفغانستان قبل يومين؟ فما الذي ساق الرئيس التركي في هذه الظروف والأوضاع إلى كابول؟ هل يريد عقد صفقات تجارية، أم تصدير التجربة التركية وحزبه العدالة والتنمية إلى هناك.. أم أنّ وراء الأكمة ما وراءها؟!

بالطبع فإن أحد الأسباب المهمة لزيارة إردوغان لأفغانستان قد يكون إعادة تسليط الأضواء على حضوره الباهت ونقل الاهتمام إلى بقعة أخرى بعدما تأخر أو تعذر احتلال مدينة عين العرب السورية من قبل حليفه وأداته التخريبية المجرمة؛ تنظيم الدولة الإسلامية ـ "داعش"، كما وعد وأمل وهيأ نفسه وجمهوره للأمر. وزيارة الرئيس التركي إلى ذلك البلد الذي شهد انتخابات رئاسية حديثة ستوفر له المزيد من الاهتمام والحضور الإعلامي الذي لا يستطيع اردوغان، صاحب الأنا المتضخمة الغياب عنه.

المهم أنّ الرئيس التركي ومن هناك كرر تأكيد شروطه الأربعة للمشاركة في التحالف الدولي للحرب على الإرهابيين وتحديداً الحرب التي تجري بقيادة حليفته في حلف الناتو، الولايات المتحدة، على تنظيم "داعش". أردوغان اشترط ـ هل هو في موقع الاشتراط ؟؟ـ فرض منطقة عازلة في الأراضي السورية؛ تدريب ما أسماها المعارضة المعتدلة (إذا كان "داعش" حليفه، فعن أي اعتدال يتحدث) وتسليحها؛ إسقاط النظام السوري.

بالطبع يدرك إردوغان أنّ أياً من هذه الشروط لم ولن يتحقق، وذلك بعد أربع سنوات من الحرب على سورية والصمود الذي أبدته دمشق بكل مكوناتها، ولأنه يعلم أيضاً أنّ دون حصول ذلك جبال من العقبات والمصاعب التي يفرضها الصمود السوري والقوة السورية الداخلية وعبر مساعدة الأصدقاء والعلاقات الخارجية لسورية ...الخ. فعلام يشترط الرئيس التركي ويرفع صوته وهو مدرك أنّ ذلك لن يحصل؟ بالطبع، لا يمكن الجزم بنوايا أو دوافع إردوغان، ولكن، ومن خلال التجربة، وخيانة الرئيس التركي لأقرب أصدقائه وتخليه عنهم، وقياساً على شخصيته المريضة ومطامعه الكبيرة، يمكن الحديث عن احتمالات عدة، منها؛

أولاً، ربما يريد أردوغان الهروب من الدخول في حرب خاسرة بالنسبة له مع تنظيم "داعش"، وهو الذي يعتمده أداة لتمزيق المنطقة وتخريبها وبالتالي تحقيق مطامعه وأحلامه السلطانية. فمن الواضح أنّ ما يمثله "داعش" ويقف لأجله، يخدم المصالح الإردوغانية وحكومة حزب العدالة والتنمية التركي الحاكم والتنسيق بينهما واضح وجليّ ولم يعد سراً. وعليه فإن رفع سقف الشروط يحول دون الدخول في حرب مع الحليف وما قد يجرّ ذلك من مشاكل وعواقب هو بغنى عنها.

ثانياً، من المرجّح أن إردوغان يرفع سقف مطالبه لأنه يعلم حاجة الولايات المتحدة له كحليف ولعدة أسباب أخرى؛ ميدانية عسكرية ولوجستية وسياسية. وهو في كلتا الحالتين يعتبر نفسه رابحاً؛ إما أن تتحقق شروطه وطموحاته أو يتجنب دخول حرب يعرف كيف ومتى تبدأ ولكنه لا يعرف ولا يعلم كيف وأين ومتى تنتهي، والتي من المؤكد أنه سيدفع وبلاده ثمنا غالياً لها، أكثر من كل ما دفعه حتى الآن، وهذا يقودنا للاحتمال الثالث؛

ثالثاً، أن إردوغان وهذا أمر وارد جداً ولا يُستبعد عنه، ذهب لأفغانستان لشحن ونقل من تبقى من المسلحين والتكفيريين والمجرمين وجلبهم للقتال في العراق وسورية، وربما مصر أيضاً، لاستكمال تدمير وتخريب البلدان العربية الثلاثة بعدما أفشلوا مخططاته وتجربته الإخوانية في المنطقة.. الأيام المقبلة ستكشف حقيقة وأسباب زيارة إردوغان إلى أفغانستان.. فإردوغان لا يؤتمن جانبه أبداً..!!

 

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.