تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

الـهدوء الســوري القاتل ..للآخرين؟!


27/11/2014


منذ بدء الأزمة السورية قبل أربع سنوات والآخرون يزمجرون ويزبدون؛ في الإعلام والدبلوماسية وكل القنوات والأدوات التي يستطيعون، ينشرون التهديد والوعيد.. يعدّون الأيام والأسابيع والأشهر.. يحددون النهايات كما يريدون ويتمنون.. السعودية، قطر، تركيا وأنصارهم في الأردن ولبنان وغيرهم يرددون صوت مشغّليهم وينفذون خططههم.. لكن مشكلتهم وخطأهم القاتل أنهم لم يتذكروا مع من يتعاملون. قاسوا الأمور بمقاساتهم وعلى شاكلتهم وعلى منطقهم وطبيعتهم وتركيبتهم وطريقة تفكيرهم، فخسروا الرهان بمنهى الغباء.

سورية لا تشبه أحداً منهم أبداً؛ لا الشعب السوري يشبههم ولا الجيش السوري ولا المجتمع السوري ولا الاقتصاد السوري ولا القيادة السورية التي هي انعكاس لمحصلة هذه المكونات.. وبالتالي حتى أصدقاء سورية الحقيقيون فهم مختلفون عنهم؛ جميعهم لا يشبهون أحداً من أعداء سورية؛ نحن لا نشبه قطر أو تركيا أو السعودية... وبقية الرهط.

سورية اصطفاها الله درّة الشرق وقلب العالم! سورية الحضارة بلا بداية، والحضارة في سورية أيضاً بلا نهاية. ولذلك تسير سورية بكل هداية نحو الأفضل واثقة مما تقوم به. وبالأمس، عكس وزير الخارجية السيد وليد المعلم هذا البعد التاريخي العميق بهدوئه ورصانته في زيارته لموسكو. الوزير المعلم هو رمز الهدوء والاستقرار والحزم السوري. تسربت بعض كلماته؛ سورية لا تؤخذ بالتهويل والصراخ! أجل يا معالي الوزير! سورية لا تؤخذ بالتخويف والتهديد والوعيد.

نكرر للمرة الأف لمن لديه عقل يعمل ويفكر ويفهم ويدرك؛ قوة سورية تنبع من ذاتها؛ هي كالشمس. ولذلك ثبتت، وثبت شعبها وجيشها وقيادتها وأصدقاؤها، وصمد الجميع في وجه اعتى الحروب الدولية في العالم والتي تخاض بكل قسوة ولؤم ضد بلد بحجم سورية.

صمود سورية غيّر كل المفاهيم والقواعد؛ تراجع التهديد وانكفأت لغات الوعيد؛ انتهت الأزمنة وفق ما تشتهي وتريد سورية لا كما كانوا يريدون؛ بدأ المهوّلون بالهروب من مواعيدهم وكلماتهم وتصريحاتهم وإعلامهم؛ ثبات سورية هزّهم وأقلقهم؛ صمود سورية فككهم وأضعفهم؛ صبر سورية أوجعهم وأفقدهم صبرهم، صمت سورية أصابهم في الصميم وقتلهم جميعاً؛ سورية المجد والإباء.. سورية دم الشهيد الذي يبارك الصليب؛ سورية دموع الأمهات الثكالى ودعواتهم؛ سورية قلب الجيش العربي السوري الجسور المقدام النابض بالعزيمة والإيمان.. سورية راية الحقّ في هذا الكون الرهيب؛ سورية غابة الفلّ والياسمين وحدائق المنثور والريحان ومنبع النور والإيمان.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.