تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

بين باريس والجولان..!!

 

21/1/2014

       يجلس السيد حسن نصر الله يراقب المشهد بعيون متفحصة.. يشرب قهوته اليمنية بنكهتها "الحوثية"، بهدوء.. يقلّب قنوات التلفزيون، يشاهد منظر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وهو يقتحم المشهد الفرنسي بعد حادثة "شارلي إيبدو".. نتنياهو الكاذب المنافق يثير القرف والاشمئزاز حقاً، ولكنه يثير الاستفزاز والحنق أكثر عندما يدعو بقية اليهود الفرنسيين للهجرة إلى أرض فلسطين العزيزة وخاصرة بلاد الشام وجوهرتها!

 

يتباهى الطاووس الإسرائيلي متعالياً.. يزعم أن أرض فلسطين المحتلة أكثر أمناً وأماناً للصهاينة.. يردّ نصر الله في حواره على قناة الميادين بزرع الرعب في قلوب الإسرائيليين عندما يؤكد أن صواريخ المقاومة ستطال "كل" شبر من أرض فلسطين المحتلة! ويزيد نصر الله -الذي يفي - بوعوده التأكيد أن المعادلة الجديدة هي دخول المقاومة البري إلى ما بعد الجليل.. تردّ إسرائيل باغتيال قيادات من المقاومة في الجولان السوري.. لم يُخفِ حزب الله أمر الشهداء، بل تباهى بهم، فاضطر نتنياهو لابتلاع لسانه لأن الرد الأولي للمقاومة يوحي بالتصعيد الكبير..

    ترتعد مفاصل الإسرائيليين جميعهم، قيادة وحكومة وجيشاً وشعباً منهار القوى والمعنويات؛ حزب الله يعلن كل ما يقوم به ويمارسه، حتى في تقبّل العزاء، أنه سيردّ بحزم.. إسرائيل بعمليتها قدّمت المبرر والحجة التي لا نحتاجها لتوحيد جبهات المقاومة.. منذ زمن وهذه الجبهات مفتوحة ضد أطراف المقاومة.. لماذا لا يتم استخدامها بالاتجاه المعاكس منذ الآن؟! إسرائيل تدرك الآن حجم المأزق؛ أنجزت انتصاراً تكتيكياً، لكنها ليست قادرة حتى على إعلانه أو الاحتفال به، بل هو يشكل كابوساً مرعباً.. والأخطر أن إيران رفعت يدها مؤكدة شراكتها في الحرب الحتمية القادمة لأنها جزء أساس من محور المقاومة ؛ متى هذه الحرب، كيف، أين، ما حجمها؟ وتسأل المقاومة؛ لماذا الإجابة؟ لا ضرورة للعجلة، بل من الأفضل ترك العدو يعدّ أنفاسه ولا يلتقطها، نتنياهو "يتقلّى" والقلق والانتظار ينهشانه! الرئيس بشار الأسد يدير معركة الانتصار القادم بصبر وتأنّ وحكمة.. هل ساهمت إسرائيل بتقريب الخطر عليها بدعم الإرهاب وممارسة الإرهاب؟!

  الرئيس بشار الأسد نقطة المركز وقطب الرحى، صموده وجيشه وشعبه ألهم العالم حتى الخصوم.. السيد نصر الله يرتشف قهوة "أنصار الله" في اليمن ويقلّب خططه برأس بارد! أجل، آلمه رحيل الشهداء ولكن إذا لم يكن هو، فمن يثأر لهم.. الإمام الخامنئي أكد حتمية زوال الكيان الصهيوني.. الأمر مسألة وقت! بردت دعوة نتنياهو لليهود.. جفّ الصوت في الحلق من الخوف.. من يجرؤ على القدوم إلى إسرائيل وآلاف الصواريخ والمقاتلين ينتظرون سحق الكيان الغاصب؟! انتفخ نتنياهو في باريس أمام الملك الأردني وبجوار محمود عباس.. أراد أن يكمل في الجولان، لكن فرحته انقلبت إلى رعب.. نتنياهو يرتعد.. صواريخ "اس 300" الروسية متوجهة إلى طهران.. "الفاتح 110" في الضاحية.. دمشق تخفي سرّها "الكبير" بين شفتيها.. وسرّ الله على ألسنة خلقه؛ دمشق منك تبدأ الحياة وبك تستمر ولأجلك يموت أبناؤك لتعيشي أبد الدهر، فأنت قلب العالم النابض بالحب والحياة والذي لم ولن يتوقف أبداً.. المسافة بين باريس والجولان رمشة عين؟!!

 

 

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.