24/1/2014
ثمة نقاط واضحة تفضح قلق أهل الحكم في السعودية وخوف العائلة الحاكمة مما هو قادم، وبات الجميع حذراً فيما يقول ويفعل وفي كيفية الرّد على كل الأسئلة التي يتم طرحها وتداولها. وبغض النظر عن التحديات الداخلية والخارجية التي تواجه المملكة وملكها الجديد، وهي كثيرة وضاغطة وحساسة، فإن العائلة السعودية تبدي الكثير من بواعث القلق:
أولاً، إن وليّ العهد السعودي ـ الملك الحالي سلمان بن عبد العزيز، أعلن قبل يومين من وفاة شقيقه الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز أن صحة الأخير بخير؛ ربما أنه وقبل تلك اللحظة كان قد فارق الحياة؛ فكيف لشخص تجاوز التسعين ويعاني أكثر من مرض ولا سيما التهاباً رئوياً حاداً ويرقد في المشفى، أن يكون بخير؟! ربما كان ذلك الإعلان وقتاً مستقطعاً لترتيب شؤون الخلافة قبل إعلان الوفاة بشكل رسمي. أجل، لقد تم ترتيب الخلافة بشكل أسرع مما كان يعتقد الجميع؛ ألا يعكس ذلك قلقاً؟!
ثانياً، قام الملك الجديد، وعلى خطى سلفه، بتعيين وليٍّ لولي العهد، في خطوة مدروسة ومكررة ولكن لها دلالتها أيضاً. فلماذا تعيين وليٍّ لولي العهد إن لم يكن هناك قلق من الصراع على الخلافة فيما بعد؟! ولكن من يضمن أن تسير الأمور مستقبلاً، بالطريقة التي سارت بها حتى الآن؟! أليست هذه الخطوة التي يعتقد أهل الحكم السعودي أنها دليل على استتباب الأمور، دليلاً واضحاً على عكس ذلك؟!
ثالثاً، لفت تأكيد الإعلام السعودي ومن يدور في فلكه إلى "مبايعة السعودية للقيادة الجديدة"، وإلى "انتقال سلس للسلطة"، وأنّ العاهل السعودي يستهل عهده بترتيب "انتقال الحكم للجيل الثاني من الأسرة".. وأنّ باختياره الأمير محمد بن نايف وليا لولي العهد، يكون الملك سلمان قد أرسل رسالة تطمئن السعوديين والأجيال الصغيرة.... والسؤال هو؛ إذا كانت الأمور تجري بسلاسة وبشكل طبيعي وبديهي وبدون خوف أو قلق من التشظي والانقسام، فلماذا كل هذا الاحتفال بالانتقال السلس والمبايعة؟! البديهي لا يؤكد، والمعرّف لا يعرّف، ولذلك، فإن جرعات التأكيد ورسائل الإطمئنان التي حاولت القيادة السعودية وإعلامها بثّها أعطت وأكدت عكس ما أرادت.
الأمور مرّت بسلام حتى الان، ولكن إلى متى؛ شهر.. شهرين.. عام أم عامين؟! الملك الجديد ليس في عزّ شبابه لا هو، ولا وليّ عهده ولا حتى وزير خارجيته.. ومن الصعب الركون إلى رسائل "الطمأنينة" التي يصدّرها الإعلام السعودي!!
