تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

الرقص على قبر الملك عبد الله؟!

مصدر الصورة
SNS


27/1/2015


غريبة ومثيرة حالة الهلع والرعاش التي تنتاب الإعلام السعودي؛ تضخيم المبايعة للملك الجديد؛ حالة هيستيرية في التأكيد على الاستقرار؛ الزغردة للعقد الاجتماعي السعودي(أين هو لم نسمع عنه من قبل)؛ التغني باختيار الكفاءات(مقرن ومحمد بن نايف)؛ التهليل لزيارة الرئيس الأمريكي والقمة القادمة وكان الأمر هو قيام السيد المسيح أو... الخ.

وكأن الإعلام السعودي يكتشف نفسه، وكأن الإعلام السعودي يكتشف فجأة أنه تمت نجاة المملكة من أمر جلل وكارثة كبيرة خطيرة أبعدتها أعجوبة من السماء، فلم يتمكن القائمون عليه من ضبط أعصابهم؟! هل حقاً "التسليم السلس" للسلطة يعدّ مكسباً وإنجازاً لدولة عريقة ومستقرة؟! وهل تعيين وليٍّ لولي العهد يعدّ مفخرة واختراعاً واكتشافاً وتعبيراً عن شدّة الاستقرار وحالة التراخي؟! أم أنّ ذلك دليل قاطع على "الرهاب" من الفوضى الكامنة والمقبلة والمنتظرة؟!

في حالة التخدير التي يمارسها الإعلام السعودي والهلع الذي يعاني منه، والقلق الذي يبديه ويسيطر عليه، وحالة تمجيد وتقديس الأشخاص التي يسعى إلى الإيحاء بوجودها شعبياً، يصعب على المرء ألا يقلق على الناس في الحجاز وكل شبه الجزيرة العربية والمنطقة؛ المسألة مربكة حقاً والنظام السعودي خائف، بل يرتعد من الخوف مما هو آتٍ، ولذلك هو يسابق الزمن ويختصره قدر المستطاع!

وحده الملك الراحل عبدالله يرقد في قبره العميق، ينام في سباته الأبدي هناك تحت كومة من الحصى والرمال، فيما الجميع يتسابقون للنسيان والهروب إلى الأمام.. إلى البعيد عن الذكرى قبل أن يفوتهم قطار مرحلة الحكم الثلاثي.. كأنهم يمارسون الرقص المجنون في حفلة تنكرية غريبة.. كأنها رقصة الخوف من الموت، كأنها رقصة ما قبل الموت، كأنها مقدمة الانفجار بطريقة عروض الألعاب النارية الأمريكية.. ألا ما أصعب أن يرى المرء الموت المحدق متجهاً إليه في عيون آلاف الأشخاص الذين لطالما أرعبهم وأخافهم.. وأنّ خشبة الخلاص التي تمسك بها هي الخشبة التي سيعلّق عليها ؟!!

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.