تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

الأردن ...بين الحبال والحبائل..؟!


14/2/2015

لطالما تنقل الملك الأردني عبد الله الثاني بين المواقف والمواقع والأطراف، ولعب على الحبال المشدودة كافة ؛ مرّة في الولايات المتحدة، وفي النقيض في روسيا، مرّة يجتمع مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس وفي اليوم التالي يلتقي رئيس وزراء العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مرّة مع العراق ومرة مع المعارضة العراقية، مرة في دمشق وعشرات ضدها، في السرّ شيء وفي العلن شيء آخر... الخ، وكل ذلك كان بهدف ضمان البقاء والحصول على المساعدات أو ضمان المصالح، وكان ذلك مفهوماً وإن لم يكن أحد يتوقع من الملك الأردني أو نظامه أكثر من ذلك.

وحافظ الملك الأردني على المواقف المحايدة أو السلبية من سورية ـ على الأقل علناًـ حتى بداية الأزمة السورية. بعد بداية هذه الأزمة، أي منذ أكثر من أربع سنوات تبنى عبد الله الثاني شيئاً فشيئاً مواقف أكثر سلبية ، ثم تحولت إلى عدائية. ربما اقتنع ـ كما الكثيرين ـ أن سقوط الدولة السورية مسألة أيام أو أشهر. الدور الأردني انتقل من اللعب على الحبال إلى الاشتراك في المؤامرة الشرسة على سورية ؛ تنفيذ أوامر وتعليمات الأسياد الأمريكان والفرنسيين والبريطانيين، التواطؤ مع الموقف السعودي والقطري؛ وأخيراً التعاون مع الإسرائيلي لتدريب وتأهيل الإرهابيين وإرسالهم إلى سورية لتنفيذ المخططات في التخريب والقتل وتهديم الدولة السورية!!

لكن الدولة السورية فاجأت الأعداء بقوتها وقوة أصدقائها ورسوخ مواقفها. الصمود السوري الاسطوري، يرتفع ويرتقي أمام كل عقبة أو معركة أو استحقاق جديد.. والأهم أن الوعي وبُعد النظر الاستراتيجي يتجلى في كل مناسبة ؛ قبل أيام هلل الإعلام الأردني وبعض السعودي واللبناني الشريك للتدخل الأردني البري في جنوب سورية ـ مستغلاً حادثة إحراق الطيار الأردني معاذ الكساسبة الشنيعة وتأجيج الرأي العام الأردني ـ وذلك بهدف تأمين الدعم للإرهابيين والمسلحين للتوغل أكثر فأكثر في العمق السوري وإقامة حزام يؤمن حدود العدو الصهيوني ويضعف العاصمة السورية.

وكالعادة كانت الدولة السورية يقظة، وبادرت إلى استباق العدوان والمؤامرة، وقصم الجيش العربي السوري ـ بدعم من الأصدقاء وفي عملية نوعية ـ ظهر الإرهابيين في المنطقة الجنوبية بين درعا والقنيطرة. حدث ذلك أمام صمت العدو وذهول عملائه وخيبتهم!!

العملية السورية في الجنوب كانت سريعة وحاسمة وقوية، والأهم أنها كانت مباغتة وصادمة وغير متوقعة.. ومرةّ أخرى تُفشل الدولة السورية مخططات الأعداء وتسقط دور منفّذيها. ومرة أخرى يخيب أمل هؤلاء ورجاؤهم بانهيار الموقف السوري، وينعكس المخطط المعادي قوة ومنعة ليصبّ في رصيد الجيش العربي السوري وقيادته وشعبه وحلفائه.. ومرة أخرى يخيب أمل الملك الأردني بالذات!!

دمشق عرين الأسود وقلب العروبة النابض، كانت وستبقى وإن جار عليها الزمن؛ فعند الشدائد تظهر حقيقة الرجال والمواقف ويظهر عمق التاريخ والأصالة، ولطالما كنا نقول ونؤكد:           دمشق صبراً على البلوى فكم صُهرت      سبائك الذهب الغالي فما احترقا.

الملك الأردني انتقل من الحبال إلى الحبائل، من التلوّن إلى المؤامرة، هذا خطير على الأردن والشعب الأردني والمنطقة؛ كان على الأردن عدم التوغل في مواقف وسياسات لا تناسب حجمه ووضعه، أو تخضع لتوجيهات أو ضغوط حلفائه في الحلف الخائب المتراجع المنكفئ.. لا نريد للشعب الأردني الشقيق أن يدفع ثمن رهانات خاطئة لحكامه، ولكنها نار الحرب التي لعب بها هؤلاء الحكام وغذّوها وأوقدوها طويلاً.. فهل من "حكمة" هناك للعودة عن الحماقات قبل فوات الأوان وتجنب السقوط بين الحبال والحبائل..؟!

 

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.