تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

المربية منيرة علوش ..بــرّ الوالــديــن.. حتـى بعـد رحيلهــم..!!

مصدر الصورة
SNS

 

 خاص ـ محطة أخبار سورية

في منتصف ثلاثينيات القرن الماضي، كانت ولادتها، في منطقة الدريكيش التابعة لمحافظة طرطوس. ومن هناك بدأت وتابعت المربية الراحلة منيرة علي علوش تحصيلها العلمي. أصبحت معلمة يوم كان عدد المعلمين الشباب يُعّد على الأصابع. ولكنّ تحصيلها العلمي ـ كما غيرها من السوريات الأوائل ـ يؤكد تفتح الوعي والتطور وحبّ المعرفة وانتشار الثقافة، في المجتمع السوري.

مارست المربّية (أم وائل) دورها في التربية من خلال أسرتها أولاً، ومن خلال المدارس التي كُلّفت التعليم فيها في أكثر من محافظة سورية ثانياً، إلى أن استقرت مع زوجها المرحوم اللواء أحمد درويش سليمان في مدينة دمشق، وهناك كانت رحلة العمل الأطول والعطاء والتفاني، والأهم؛ الكـرم.

في دمشق أدّت واجبها التعليمي ,الذي كان جزءاً من تربيتها , وتنشئة أولادها الذين حصلوا مدارك العلم برعاية أبٍ فاق كثيراً من أترابه علماً وثقافةً ونبوغاً، وبرعاية أمّ هي الراحلة منيرة علوش التي علّمت في مدارس دمشق وأهمها مدرسة (أم الخير) في حي القصور والتي حازت لسنوات عديدة على ترتيب المدرسة الأولى بين مدارس دمشق الابتدائية في الانضباط والتفوق والسلوك التربوي القويم.

وكان للراحلة فضل في إدارة المدرسة لسنوات عديدة عرفها من خلالها أبناء نجباء من أبناء الأم الكبرى سورية. ولقد شاركت مدرسة أم الخير تحت إدارة الراحلة منيرة علوش في الكثير من المهرجانات الطلائعية التربوية والمعارض الفنية والتي تشهد لها وزارة التربية , كما يشهد لها تلامذتها من فترة الثمانينات والتسعينات.

ومن دمشق، عادت بعد سنوات على رحيل (أبي وائل)، وبعد رحلة طويلة من المعاناة مع المرض، عادت يوم 30/6/2014، وفي فاتحة شهر رمضان المبارك، إلى ملكوت رحمته تعالى، ليرقد جسدها إلى جوار رفيق عمرها، الذي توفي في 9/9/1999، في قرية فتاح نصار في قضاء صافيتا بمحافظة طرطوس.

وفي أربعين الراحلة منيرة علوش في 9/8/2014 سطّر نجلها الأوسط السفير تمّام سليمان قصيدة (وجه النور) التي تخلّد مزايا الأم المربية من جهة، وتؤكّد أيضاً على حُسن التربية والدور الذي أدّته الفاضلة طوال حياتها بتنشئة أجيال صالحة ومعطاءة. كما تحمل القصيدة مضامين سامية في حبّ الوالدين أسوةً بسيرتهما، وبمكارم الأخلاق ومعالي الأمور التي تصلح أن تكون خير نذير في الزمن العسير:

 

قصيدة (وجه النور)

إلى المربية الفاضلة منيرة علوش (أم وائـل):

 

بكتكِ العينُ وانهمرتْ سحابا

 

فـوجهُ الـنـورِ قد ولّى وغـابا

وقد حزنَتْ لفقدك كلُّ عَجلى

 

ونُوحٌ دمعُهنّ جرى انصـبابا

ولم أجزعْ لذكرِ الموتِ يوماً

 

فـأمـــرُ الله مـنـحـسـمٌ كـتـابـا

ولكن فُرقةُ الأحبابِ دوماً

 

إلى العلياء ما عرفَتْ إيابا

شكوتُ وإخوتي خطباً جليلاً

 

سرى في روحنا صبَّاً عَذابا

فــرُزْءُ الـوالـدَيـن أبـاً وأمّـاً

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.