"إذا كان جنوني يخدم وطني فأنا مستعد لأن أكون مجنونا". هكذا علق الشاب أيهم السعدي على من يقول: "الحيطان دفاتر المجانين"، وذلك في إشارة إلى اللوحة الجدارية التي حولت جدران تجمع مدارس (الأونروا) في مخيم العائدين الفلسطينيين بحمص من شعارات عشوائية كتبت لتفريق أبناء الشعب الواحد بكل الاتجاهات، حتى بالمقلوب، إلى لوحة فنية رائعة، ألفت بين القلوب.
وتزامن الإعلان عن هذه اللوحة مع مناسبتين التف حولهما الجميع هنا , (يوم الأرض والاحتفال بالقدس عاصمة للثقافة العربية).
( محطة أخبار سوريا SNS ) واكبت هذه الفعالية الثقافية الوطنية في المخيم و أجرت بعض اللقاءات.
يتحدث أيهم السعدي، وهو مسؤول اللجنة الثقافية في مفوضية حيفا للاجئين بحمص، صاحبة الفكرة عن "مشاركة معظم الفصائل الفلسطينية بالجدارية، والتي تضمنت / 26 / لوحة لأعضاء "رابطة حمص لاتحاد التشكيليين الفلسطينيين " ومنها خمس لوحات للمبدع ناجي العلي و(حنظلته)". ويضيف أيهم، "لقد تحول الشارع الذي تزينه الجدارية إلى مدخل رئيسي للمخيم " شاكرا كل من توقف ولو للحظة واحدة كي يشاهد لوحة" .
عهد جمعة، وهو أحد الفنانين المشاركين، اعتبر أن "أجمل اللحظات هي لحظة الرسم التي شهدت جمهرة من المساهمين والمشاركين من كافة فئات وشرائح أبناء المخيم"، في مشهد رآه جمعة "إعلانا لافتا لبدء فعالية القدس عاصمة للثقافة العربية". ورغم الإمكانيات المادية البسيطة – يضيف جمعة - فقد "رسم كل فنان وطنه كما يتخيله، فكانت مفاتيح العودة و طيور الهجرة والأذرع الممدودة لاسترجاع وطن مسلوب من خلال ألوان صارخة تعبيرا عن الرغبة بالوجود".
وكان لدى الفنان مصطفى سلايمة رجاء حار بالتركيز على الجهد الجماعي الذي بذل في إنجاز هذا العمل، لكي "لا يضيع حق أي من الجنود المجهولين الذين كانوا سر نجاح العمل"، حيث شارك بعض الفنانين بأكثر من لوحة, كما ساهم أكثر من شخص برسم لوحة واحدة.
وأوضح سلايمة أن "تلك اللوحات لا تشكل سوى المرحلة الأولى من الجدارية بطول / 100 / متر, مشيرا إلى أن ثلاث مراحل أخرى ستنفذ تباعا على مدى عام القدس عاصمة للثقافة العربية، حتى يصل طول الجدارية كاملاً إلى حوالي / 500 / متر، جامعة النتاج الفني والأدبي والتاريخي لرموز الثقافة الفلسطينية أمثال محمود درويش وإدوارد سعيد ومي زيادة وغسان كنفاني و غيرهم".
