تأسس مركز استكشاف اللاذقية الذي يستضيف حالياً معرض ( أمواج مسار ) الذي ترعاه السيدة أسماء الأسد، في أيلول 2007، ليكون مكاناً يجمع الأطفال والشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بين / 10-17 / عاماً، مقدماً لهم الفائدة والمتعة ومكملاً دور المدارس في زيادة معارف وخبرات هذه الفئة العمرية المهمة.
يعتمد المركز مبدأ التعلم التجريبي القائم على الاستكشاف والمحاولة، اللذين يعمقان الفهم العام للعلوم المتعلقة بالموسيقى والفيزياء وتكنولوجيا الصوت، وذلك بأسلوب ترفيهي ممتع بعيد عن أساليب التعليم التقليدية.
وقد استقبل المركز حتى اليوم قرابة ثلاثين ألف زيارة تنوعت ما بين زيارات فردية للأطفال وأسرهم وزيارات جماعية لطلاب مدارس اللاذقية بالتنسيق مع مديرية التربية، شملت مؤخراً استقبال طلاب من مدارس المرحلة الثانوية في ريف اللاذقية، إضافة إلى زيارات لأطفال الجمعيات الأهلية والكشاف والمدارس الخاصة.
ولا تقتصر نشاطات المركز على ذلك، فهو يضم العديد من المعارض التفاعلية التي تستخدم تكنولوجيا متقدمة لبرامج وعلوم الصوت والأمواج الصوتية وشاشات اللمس والآلات الموسيقية التي تساعد في تشجيع الأطفال والشباب على الإبداع والابتكار وتطوير مهاراتهم في تحليل وفهم المعلومات، حيث ينتقل الطفل من حالة الوصف والمشاهدة إلى حالة المشاركة الفعالة.
وبالإضافة إلى معارضه المختلفة يسعى مركز استكشاف اللاذقية إلى ترسيخ أهدافه في بناء مهارات الأطفال والشباب وتعميق فهمهم للعالم من حولهم عبر تنظيم أنشطة وورشات عمل متعددة شهرياً تهدف إلى مايلي: أولا ً، اكتساب مهارات التفكير المنطقي والإبداعي والناقد، حيث حققت ورشات العمل التي أقامها المركز نتائج هامة، تمثلت بإنتاج أعمال مميزة نفذها المشاركون أنفسهم، كتأليف مقطوعات موسيقية أو ابتكار وصناعة آلات موسيقية من مواد بسيطة متوفرة في البيئة المحيطة.
كما يهدف المركز، ثانيا ًإلى اكتساب الثقة بالنفس ومهارات العمل والحوار الجماعي، حيث يمارس المشارك نشاطاته في المركز بشكل طوعي واختياري، بشكل مختلف عن الدروس التي يتلقاها في المدرسة، مما يجعل عملية التعلم متعة حقيقية تتنوع من نشاطات تفاعلية إلى عروض يقدمها المشاركون أمام الجمهور بكل ثقة وسعادة.
ويهدف المركز ايضاً إلى زيادة المجالات المعرفية للمشاركين وذلك عبر تشجيع الأطفال على مطالعة الكتب والمتابعة والبحث في مصادر المعلومات المختلفة، تساعدهم في كتابة مقالات خاصة بهم، تنشر في مجلة شهرية، يصدر المركز منها / 1000 / نسخة شهرياً، مما يزيد من معارفهم ويعمق ثقافتهم في مجالات شتى.
و من أهداف المركز المهمة كذلك، مشاركة الأطفال في عملية التعلم، حيث يقوم المركز بطرح استبيان للزوار بعد زياراتهم للمركز، وبعد نهاية كل برنامج أو نشاط، وذلك بهدف تقييمها والاستفادة من الاقتراحات لتحسينها، مما يشعر الزائر بأهمية دوره ويعزز ثقته، كما أن هذا الاستبيان يساعد المركز في تطوير برامجه المختلفة، وهو ما حدث فعلاً، إذ طورت العديد من البرامج بناءً على مقترحات الزوار، ومنها برنامج التعلم غير النظامي للعزف على الآلات المختلفة.
ويمكن القول إن مركز استكشاف اللاذقية يحقق بيئة اجتماعية ملائمة تساعد في دعم عملية تعلم الأطفال في سورية، ويسعى لترسيخ رؤية مشروع ( مسار ) في بناء أطفال وشباب فاعلين قادرين على المشاركة الإيجابية في بناء وطنهم.
تلخص السيدة ماسة مفتي مدير البرامج والمحتوى في مشروع ( مسار ) تجربة المركز قائلة ً لـ(محطة أخبار سورية SNS ): " خلال أقل من سنتين، من عمر المركز و نشاطاته المختلفة، شهدنا تغيراً واضحاً في سلوك الأطفال وانعكاسه على المجتمع، باعتبار أن الأطفال والشباب يبدون انجذاباً واهتماماً في تجربة التعلم، فهم يبحثون ويسألون ويبتكرون ويشاركون ويناقشون ويتصلون بالعالم الخارجي".
وتضيف السيدة مفتي: " لا يتوقف سرور الأهل والمجتمع بالنتائج المتحققة فقط، فهم باتوا يفكرون بالتغيير الذي جعل هذه النتائج ممكنة، والذي قاد المجتمع للدعم المستمر لمشروع مسار، وإدراك أن حدود مسار ليست محصورة بالمركز نفسه، وإنما مرتبطة بخيارات الأشخاص وبطريقتهم في الحياة ككل".
