بمناسبة عيدها الخامس تقدم الهيئة العامة لدار الأسد للثقافة والفنون أمسية موسيقية غنائية غداً الخميس 14/5/2009 على مسرح دار الأوبرا، تكريماً للفنانة الكبيرة الراحلة أسمهان، تحيي هذه الأمسية أوركسترا الطرب بقيادة ماجد سراي الدين وبمشاركة الفنانة السورية وعد البحري.
في أمسية غداً اختار المايسترو ماجد سراي الدين باقة بديعة من أغنيات أسمهان ضمت ثماني أغنيات جميعها تنتمي إلى المرحلة الفنية الثانية من حياة أسمهان الفنية، التي بدأت عام 1937، وانتهت بوفاتها عام 1944، وفي هذه المرحلة نلمس نضوج صوت أسمهان واكتماله، وسلامة مخارج الحروف عندها، أكثر من المرحلة الأولى التي انتهت عام 1933، بزواجها من ابن عمها حسن الأطرش، واعتزالها الفن خلال ذلك الزواج، وتوزع أغنيات هذه الأمسية على مدرستين، الأولى المدرسة الطربية، ونجمها الموسيقار فريد الأطرش، وفيها سبع أغنيات هي من قمم ألحان فريد، أغنيتان قدمتهما أسمهان في فيلم (انتصار الشباب) عام 1941، وهما (يللي هواك شاغل بالي) كلمات أحمد رامي، و(يابدع الورد) كلمات حلمي حكيم، وأغنيتان من فيلم (غرام وانتقام) عام 1944، وهو الفيلم الذي رحلت قبل أن تنتهي من تمثيله، مما اضطر القيمين على الفيلم إلى إجراء تعديل على نهايته، بحيث انتهى بوفاة البطلة، أما الأغنيتان فهما (أهوى) كلمات مأمون الشناوي و(ليالي الأنس) كلمات أحمد رامي، وفي الأغنية الثانية استخدم فريد إيقاع الفالس، أما الأغنيات الثلاثة الأخرى لفريد فهي(رجعتلك ياحبيب الروح) عام 1941، وهي من كلمات يوسف بدروس، و(اسقنيها بأبي أنت وأمي) عام 1940، ونظمها شعراً الأخطل الصغير، والأغنية الأخيرة لفريد (كان لي أمل) كلمات أحمد رامي، وطبعت الأغنيات الثلاث الأخيرة على اسطوانات، ولم تقدم سينمائياً،
المرحلة الثانية التي اعتمدت على العلوم الموسيقية الغربية والأسلوب الغربي، وبشكل خاص الصوت المستعار (الأوبرالي)، تمثلت بثلاث أغنيات، اثنتان منها من تلحين محمد القصبجي (ايمتى ح تعرف) من فيلم غرام وانتقام عام 1944، وهي من كلمات مأمون الشناوي، ولحنها حيوي سريع تتلاحق فيه الكلمات، وخاصة في المقطع الذي يقول ( ايمتى ايمتى ح تعرف ايمتى اني بحبك). والأغنية الثانية (ياطيور) كلمات يوسف بدروس، وقدمتها أسمهان عام 1940. وفيها وصل القصبجي إلى قمته الموسيقية، ووصلت أسمهان إلى قمة أدائها خاصة في المقاطع التي تحتوي غناء أوبرالياً بالصوت المستعار، وفي الواقع فإن صوت أسمهان كان الصوت الذي أطل محمد القصبجي من خلاله بأسلوبه التجديدي في التلحين الذي اعتمد فيه على معارفه في العلوم الموسيقية الغربية، وبشكل خاص استخدام الصوت المستعار (الأوبرالي)، لاسيما بعد رفض أم كلثوم المغامرة في هذا التجديد، وتفضيلها الأسلوب الطربي الكلاسيكي الذي تعودت عليه، والتفات القصبجي الكبير إلى أسمهان أغاظ أم كلثوم، لذلك رأينا كيف انتقمت منه بعد رحيل أسمهان عام 1944 وأجبرته على اعتزال التلحين، وفي أغنية (ياطيور) يصل محمد القصبجي إلى أقصى غايته في استخدام أساليب الموسيقا الغربية وخاصة الصوت المستعار (الأوبرالي)، مستفيداً من القدرات الصوتية الكبيرة لأسمهان، الأغنية الثالثة في المدرسة الثانية كانت (ياحبيبي تعال الحقني) كلمات مدحة عاصم، وهو أيضاً واضع اللحن الذي اقتبسه عن لحن تركي، واللحن ذو طابع غربي يتماشى مع أسلوب مدحت عاصم في التلحين، وهو الذي درس الموسيقا دراسة غربية، وسوف نستمع إلى هذه الأغنيات من ثلاث مغنيات جميلات الصوت وهن: ميس حرب خريجة المعهد العالي للموسيقا وستغني (رجعتلك ياحبيب الروح)، وستقدم أغنيتي (يللي هواك شاغل بالي) و(أهوى)هالة أرسلان خريجة المعهد العالي للموسيقا، التي تتمتع بقدرات صوتية كبيرة، حيث بدأت الغناء طفلة وعمرها دون العشر سنوات، فقدمت أغنيات لأم كلثوم ولوردكاش واسمهان وغيرهن، ثم وعد بحري التي أطلت علينا لأول مرة في مهرجان الأغنية السورية، ثم في برنامج سوبر ستار، وآخر وأهم إطلالتها كانت في مسلسل (أسمهان) في رمضان الفائت، حيث تمتعنا بأدائها الجميل لأغنيات أسمهان، ووعد تحمل إجازة جامعية في إدارة الأعمال.
