يتيه المتلقي في قراءته للوحات طالب كلية العمارة /صلاح حريب/ مع المعمعة الكولاجية التي استحضرها فيها وبدت أشبه بتراكيب استعراضية لا نهاية لها.
ورغم أن حريب يؤكد في كلمته على بروشور المعرض أن (حلمي ومخيلتي هو تأكيد على إنسانيتي وإنسانية الإنسان وضمان حريته) إلا أنه أفنى كل عنصر يدل على إنسانه معللاً ذلك بالقول (لإمكانية التخطي والنفاذ إلى ما وراء الشكل المعروف المعتاد).
وبعيداً عن البروشور يقول (حريب) في تصريح خاص لـ (محطة أخبار سورية SNS ): إن هدف التجربة هو الخروج عن واقع الإنسان والانتقال إلى مخيلته من خلال كروكيات وملامح أشكال عن طريق إظهارها بالألوان.
ويعترف حريب أن دراسته للعمارة أفادته كثيراً لأنها كما يقول: "أعطتني مجالاً للتخيل والتجريد ففيها حس تجريدي"، مضيفاً: أحاول أن أربط دراستي للعمارة بما أقدمه في المعرض وكما تلاحظ هناك الكثير من الماديات ويطغى على اللوحات اللون الرمادي مع بعض الألوان القوية.
وإذا كانت اللوحات الثمانية عشر عبارة عن تجزيء لمشاهد نلتقطها دائماً في بيوتنا أو مكان عملنا أو شوارعنا فإن حريب يؤكد أنه يعمل من خلالها على التعبير عن المساحة اللونية لهذه المشاهد ويعمل على إعطائها الأهمية التي تستحق بهدف جعل الشكل صفة للون وليس العكس.
وحين أبدينا استغراباً من أن يقوم معماري بعرض لوحات فنية أنكر حريب علينا هذا الاستغراب مؤكداً أن العمارة أم الفنون وقال: "نحن ندرس الفنون في كلية العمارة ففي منهاجنا هناك مواد تتعلق بمهارات التواصل والاتصالات البصرية وحتى تكنيك الرسم".
من جانبه قال الدكتور (حيدر يازجي) رئيس اتحاد التشكيليين السوريين إن التجربة تدعو الناظر للبحث مع الفنان الذي يطرح أعمالاً بعضها منته وبعضها يريد أن يتشارك بها مع المشاهد، مضيفاً أن "هذا الطرح سبقه إليه الكثير من الفنانين لكن أهم ما في الموضوع هو البحث في اللوحة ومحاولات التجريب البادية عليها فضلاً عن استخدامه اللون مادة وسيطة بينه وبين المتلقي".
ويشير يازجي إلى أن مثل هذه المعارض ضرورية لأنها تحرض فينا حب البحث والتجربة دون أن نتقيد بالأساليب الكلاسيكية لكن مع المحافظة على خصوصيتنا.
ورأى رئيس الاتحاد أن الفنان حريب وضع مجموعة ألوان وتركها وقد لعب بهذا الموضوع إذ إن المشاهد للوحة معينة يجد فيها كل لحظة أمراً مختلفة بحسب نفسيته، موضحاً أن اللوحات مكونة تكويناً جميلاً وصحيحاً إذ إن حريب استفاد من دراسة العمارة في لوحاته.
