تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

الفنانة رنا حتمل.. معمارية تنحو منحى إنسانية الفن

لا تذكر الفنانة رنا حتمل (مواليد دمشق 1976) تاريخاً محدداً يمكن اعتماده لمعرفة زمن اهتمامها بالفن التشكيلي، لكنها تذكر جيداً أنها خُلقت وفي يدها فرشاة وعلبة ألوان.

وتقول رنا في تصريح لمحطة أخبار سورية SNS : (لا أتذكر إلا أنني كنت أرسم منذ بداية حياتي، وحتى إنني ما زلت أحتفظ بكروكيات وشخبرات بسيطة رسمتها ولونتها منذ أيام الطفولة).
وربما تكون رنا محظوظة أكثر من غيرها، لأن فرصة ذهبية تهيأت لها للولوج إلى عالم الفن التشكيلي، واستغوار جوانبه الفنية العميقة، ومن بين هذه الفرص النادرة أنها عاشت في كنف عائلة عرابها الفنان التشكيلي الراحل ألفريد حتمل، حيث تؤكد رنا تأثرها بوالدها من ناحية العجينة اللونية والطريقة، لكنها تعتبر أن هناك خصوصية تميزها عن عمله، وهي الفرق بالألوان والمواضيع.
وقبل أن تدخل رنا المدرسة كانت قد التحقت بمعهد أدهم إسماعيل وبقيت فيه طوال المرحلة الابتدائية، فاكتسبت منه الكثير، إلى جانب نصائح والدها عن مدارس الفن واتجاهاته وأساسياتها والذي ترك لها حرية الخيار بين التشكيل ومجال آخر، فاختارت دراسة هندسة العمارة.
ومع هذا فقد عملت رنا على تطويع دراستها للهندسة في الفن، حيث تقول: (إنني أفكر باللوحة كأنها مشروع هندسي، من ناحية كيفية البدء ووضع الخطوط).
أولى محاولات رنا كانت بالزيتي، وهذا مشابه لما كان والدها يقوم به، لكنها في المراحل الأخيرة تعمل على تجريب عجائن أخرى وذلك بهدف: (لأرى كيف يمكن أن تخرج هذه المحاولات).
وفي معرضها الحالي المشترك مع (كاظم خليل، أيمن بعلبكي، رياض نعمة) المقام حالياً في غاليري رفيا تشارك رنا بثلاث لوحات تندرج ضمن تسلسل واحد، فقد وضعتها ضمن مسميات (الخَلق، المدينة، التقاطع)، وتريد من هذه العناوين وفق تسلسلها (للتعريف بكيفية نشوء الحياة وتطورها حيث يكون فيه فكرة الخلق ثم يأتي كل شخص ليتميز بشيء معين من خلال تقاطعه مع عنصر آخر قد يكون إنساناً أو أي شيء آخر).
ويظهر من خلال اللوحات الثلاث تأثر رنا بقصة الخلق والبداية وكيف كانت الألوهة في الأنثى، وقد ينبئ هذا الأمر بشعورها بغبن وظلم المجتمع للأنثى التي لم تأخذ حقها بعد.
كما يظهر على أعمالها التضاد اللوني المقصود وإن اللون الغالب (البنفسجي) كما تقول رنا: (أتى عفوياً ولكن غير العفوي كان الأبيض وهنا أفتعل التضاد اللوني لكي أشد إليه النظر).
لا وقت محدداً عند رنا لإنجاز اللوحة فبعض اللوحات اشتغلتها على مدار شهر كامل وبعضها أنجزتها في يوم واحد وهذا الأمر مرتبط بدرجة حساسية كل فنان للوحة وحسب الطاقة التي يشعر بها.
ورغم حرفية رنا في الهندسة المعمارية وهذا ما يظهر من خلال المشاريع التي نفذتها مع شركات هندسية كبرى، إلا أن الفن ما زال يشدها ويأخذ مساحة من روحها وتفكيرها، وبهذا فإنها تعمل على تحقيق الموازنة بين العمل والفن.
وتبدي رنا فخرها بوالدها وتجربته الفنية التي تركها، لكنها في المقابل ترفض أن تنسب تجربتها تقليداً لتجربته، وتؤكد على خصوصيتها الفنية، رغم الأثر الكبير الذي تركه في حياتها وأسلوبها الفني.
يشار إلى أن رنا حتمل أقامت حتى الآن معرضاً مشتركاً واحداً في خان أسعد باشا ضم لوحات زيتية إلى جانب أعمال لوالدها الراحل.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.