تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

محاضرة: الراهن الثقافي: غفوة أم سبات..؟!

 

تترنح الثقافة العربية تحت وطأة العديد من الأزمات الذاتية والموضوعية فمن قدرة امتلاك أدوات فعالة للتواصل إلى عدمها ومن التمسك بما هو تاريخي والعودة إلى الجذور أو القفز فوقه إلى ما يسمى الحداثة أو التلاحم والتشابك بينهما إلى مصارعة ومقاومة التيارات الثقافية الآتية من الغرب باعتبارها عملية سطو وإلغاء للهوية أو ركوب تلك التيارات أو فرزها بما يتناسب أو لا يتناسب.‏

الباحث والناقد «يوسف مصطفى» كان له قراءة فكرية في المشهد الثقافي العربي ضمن محاضرة ألقاها بالمركز العربي بالمزة.‏

بدأ الباحث بتساؤل لماذا لا تجد الثقافة وانتاجها الفكري من يقرؤها أو يعيها أو يرسخ قيمها؟ ولماذا تبقى ثقافة أنساق ونخب لا تصل معانيها ومفاعيلها إلى مساحة أكبر من المجتمع والناس؟ بعض الجواب كما يقول الباحث الاحساس العام بعدم جدوى الثقافة وطغيان ثقافة الاستهلاك وحالة الاحباط العام لدى المفكرين والمثقفين.‏

فالطاقات الفكرية والعلمية متوافرة لكنها غير موظفة بطرق فاعلة، فالكثير من الذي كتبه المفكرون والمثقفون العرب هو في حالة هدر وضياع.‏

هذه الحالة للمشهد الثقافي العربي ليست وليدة فترة محددة لكن لها سياقها التاريخي في النشأة والامتداد ولها شرطها الاجتماعي فيمن تمثل كما يقول المفكر الكبير «انطونيو كرامشي» هل يشكل المثقفون طبقة اجتماعية مستقلة أم أن لكل طبقة اجتماعية فئتها المثقفة، لا إجابة واحدة وشاملة.‏

من خلال هذه الأسئلة والأجوبة كانت نزعة مثقفي أواخر القرن التاسع عشر تقليدية ومواقفهم الفكرية كانت تستدعي العودة إلى الماضي لمقاومة التهديد الغربي، مقابل ذلك كانت الرؤية التحديثية ترفض الواقع القائم وتستمد تفكيرها من الفكر النهضوي الأوروبي وبين هاتين النظرتين نمت حركة وسطية أطلق عليها «الاصلاحيون» ولكنها كانت محكومة بالتقليد.‏

وأشار الباحث إلى أنه إذا كانت الثقافة العربية في أحد تعريفاتها هي كل أشكال الوعي الموروث والمنتج المكتوب والشفوي. فإن مكوناتها هي: أشكال التعبير اللغوي والرمزي والحركي المشاهد لذلك علينا في قراءة المشهد الثقافي العربي أولاً: توصيفه البنيوي ومعرفة إمكانياته ومساحته ومواقع الجودة والقوة فيه.‏

وثانياً: تحليل وظائف هذه الثقافة وآليات توصيلها ووسائلها. بعده رسم أطر ذلك وأدواره وموقعه من التحولات وتوفير كل مناخات العطاء والابداع لها كل هذه القضايا تعطي للثقافة مشروعيتها وريادتها في التغيير.‏

أما في مسألة خطاب «الحداثة» فيقول الباحث:‏ إن أي عمل ثقافي حداثي أصيل يحتاج إلى حوار كل قوى انتاج المعرفة والثقافة لرسم معالم أي حداثة ثقافية عربية لا كما نشاهد اليوم فلكل مبدع حداثته لتصبح الحداثة مفهوماً فردياً في اللغة والشعر والقصة والمسرح وحركة الحياة وبالتالي لم يتشكل تيار حداثي عربي يملك مدرسته وملامحه وخصوصيته.‏

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.