تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

أورنينا تهدي محمود درويش عرضها "الإلياذة الكنعانية"

قدمت فرقة أورنينا للرقص المسرحي عرضها الملحمي الراقص (الإلياذة الكنعانية) مساء أمس على مسرح الأوبرا فيدار الأسد للثقافة والفنون بدمشق وذلك في ختام فعاليات القدس عاصمة للثقافة العربية لعام 2009.

وأهدت الفرقة عرضها الأخيرللراحل محمود درويش الذي جسد ضمير الشعب الفلسطيني الحي والباقي كرمز راسخ لمقاومةالاحتلال وكل محاولاته لتهويد القدس.
وتضمن العرض ثمانية عشرمشهدا راقصا تناول كل منها مرحلة من التاريخ الفلسطيني بطريقة رمزية تعبيرية استطاعمن خلالها الراقصون الخمسون أن يحققوا مشهدية مسرحية معبرة من خلال التكويناتالجماعية والحركات المدروسة التي جسدت الانسجام بين أعضاء الفرقة. ‏
وجاءت بداية العرض مجسدةحضارة أرض كنعان منذ نشوء تلك الحضارة التي تم عرضها ضمن جو أسطوري مرورا بمرحلةالتكوين وبزوغ فجر الحياة على تلك الأرض العربية بشواطئها التي شكلت تمازجا بين عدةثقافات لتتصاعد الموسيقا مع أصوات الموج ليلي ذلك ظهور الشخصية المحورية في العرضكنعان الذي يرمز لأصل الشعب الفلسطيني عبر التاريخ. ‏
وتبرز الإلياذة الكنعانية فظاعة جرائم اوشع بن نون في مدينة أريحا وأفول شمس الحضارة في تلك الحقبة من تاريخكنعان لتتحول الدراما الى تراجيديا واقعية تعلن سقوط الحلم لكنها لا تبقى على تلكالذروة من الألم بل إنها تجسد انبعاث الأمل والتفاؤل بفجر الحرية القادم. ‏
وتشهد هذه المسرحيةالاستعراضية فترة الانتقال الى مرحلة الفتح الإسلامي لفلسطين عبر لوحة تتمازج فيهاالرايات مع صهيل الخيول وصوت يقرأ العهدة العمرية على سكان ايليا ثم تتداخلالموسيقا مع ألحان كنسية دلالة على التعايش السلمي بين الأديان على أرض فلسطينلينقل المشهد الثامن الازدهار الحضاري في أرض فلسطين معلنا نهاية الحكم الصليبي علىيد صلاح الدين الأيوبي وتحرير القدس وتنتقل أحداث العرض الى فترة الانتدابالانكليزي لفلسطين ودخول الجنرال اللينبي ومعه الحاخامات دلالة على وعد بلفور. ‏
وتضمنت إحدى اللوحات قصيدة (أيها المارون بين الكلمات العابرة) للشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش بصوتهوأخرى احتوت على مقاطع من قصيدة (خديجة لا تفتحي الباب) ما زاد من تعبيرية اللوحاتالراقصة وخدم فكرة العرض. ‏
وقال الفنان ناصر إبراهيم مدير الفرقة ـ مخرج العرض لوكالة (سانا»: إن الإلياذة الكنعانية تستلهم رقصاتها منالفنون الشعبية الفلكلورية الفلسطينية بأسلوب فني متطور وحديث وبإيقاع سريع يبقي المشاهد ضمن الأحداث المعروضة. ‏
حضر العرض  رئيس مجلس الوزراء المهندس محمدناجي عطريونائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية وعدد من الوزراء ورئيس هيئة تخطيط الدولة وعدد من مديري وسائل الإعلام والفنانين والمثقفين السوريين. ‏
يذكر أن العرض من تأليف الكاتب محمود عبد الكريم وموسيقا وليد الهشيم والديكور والاكسسوار لمحمد كامل،اضاءة ماهر هربش وصمم الأزياء محمد رحال ويستمر العرض حتى الثامن والعشرين من الشهرالجاري في دار الأسد للثقافة والفنون بدمشق كما سيقدم في الدوحة عاصمة الثقافةالعربية لعام 2010 في الحادي والثلاثين من الشهر الجاري. ‏
 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.