تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

الخادمتان مسرحية في رثاء العبودية للمخرج جواد الأسدي

بدأت عروض مسرحية "الخادمتان" للمخرج العراقي جواد الأسدي على مسرح الصالة متعددة الاستعمالات في دار الأسد للثقافة والفنون مساء أمس .

 
ويروي العرض المأخوذ عن نص "الخادمات" للكاتب الفرنسي جان جينيه قصة خادمتين تتسللان ليلا إلى حجرة سيدتهما وتقومان بسرقة ملابسها وزينتها وأحذيتها تمهيدا لقتلها تحت ضوء القمر بغية الحصول على حريتهما حيث تتدرب كل واحدة منهما على القتل عبر حوارات متلاحقة وسريعة على صوت مرور القطار بالقرب من حجرتهما الواطئة.
 
ويركز العرض على موضوع السيد والعبد من خلال تصعيد شعري للجمل الحوارية التي ينشئها الصراع مرة في تقمص دور السيدة وعنجهيتها ومرة في اللعب على إنكار الذات الخادمة عبر الامتثال للأوامر بغية الوصول إلى تشريح نفسي غاية في الفرادة لكرامة الذات الإنسانية.
 
ويعتمد المخرج في عرضه الذي قدمه برؤية مختلفة في تسعينيات القرن الفائت على مسرح القباني بدمشق على سينوغرافيا خاصة مكونة من فضائين علوي ومائل للدلالة على ميول الشخصيتين ورغبتهما في انتحال دور السيدة الغائبة وسفلى للدلالة على عالم الخدم السري.
 
وقال الأسدي في حديث خاص لوكالة سانا إن العرض اعتمد على سينوغرافيا حداثية وعلى جسد الممثل وأسلوبه في الأداء من خلال مستويين من اللغة العربية الفصحى الممزوجة بجمل من العامية اللبنانية للتعبير عن أماكن مغلقة في نفسية المرأة عبر كسر العديد من المحرمات بشتى أصنافها ونسجها مع فضاء أكثر تحركا ومعاصرة على صعيد الأداء .
 
وعن حذفه لدور السيدة ومشهد القتل من النص الأصلي أوضح الأسدي أن عرضه اليوم مختلف في رؤيته عن التصور الإخراجي الذي قدمه منذ سنوات على مسرح القباني موضحا أن التصور الجديد هو أقرب إلى نفسه بسبب جدته وحداثة أدواته الفنية وشغله على الممثل بطريقة أكثر معاصرة وقربا من المتفرج .
 
من جهته قال المخرج والممثل المسرحي غسان مسعود إن الأسدي يحاول من خلال عرض "الخادمتان" أن يقدم مقولة غاية في الأهمية مفادها أن الخادم الذي خلق مهزوما سيموت مهزوما مزاوجا بين العبث الغربي وبين المعرفة الأكاديمية للنصوص التي كتبها جان جينيه وفق ثقافته الغربية.
 
وأضاف مسعود أن العرض ابتعد عن الثرثرة حتى على مستوى الإضاءة التي كانت غاية في الإتقان والدقة من خلال الاعتماد على المساحة الفارغة والضوء وجسد الممثل محققا شروط المدرسة التعبيرية القاسية ومعتمدا على لغة المجاز الشعري جنبا إلى جنب مع مشاهد السلايدز التي عوض بها المخرج عن غياب دور السيدة ذاهبا بالجمهور إلى أعلى درجات الجمالية المسرحية .
 
يذكر أن عرض الخادمتان مستمر على مسرح الاستعمالات المتعددة حتى الثامن عشر من شباط الجاري وهو من تمثيل كل من كارول عبود و ندى أبو فرحات ومن إنتاج دار الأسد للثقافة والفنون بالتعاون مع مسرح بابل - بيروت.
 
 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.