تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

فساد أكاديمي .. الضحك باتجاه واحد

 


يتابع الفنان همام حوت في عرضه الكوميدي الجديد (فساد أكاديمي) تأليف- د. عبد الجبار العبد رحلته المسرحية الناقدة مستخدماً أدواته الفنية ذاتها التي سبق واستخدمها في عروضه السابقة.
بداية لابد من الاعترافبهذا الجمهور الكبير الذي يتابع هذا الفنان، جمهور يحجز بطاقاته قبل أسبوع، ومستعد لدفع مبلغ 800 ليرة سورية ثمناً لبطاقات الدرجة الأولى، وهذه حقيقة لاتحتاج إلى نقاش أو تأكيد وهو جمهور يريد أن يضحك والضحك حاجة في كل الأزمنة وهو بحق ميزة إنسانية تجعل الإنسان يسخر من همومه عبر الضحك، والضحك في العالم الثالث قادر على تأجيل الاختناقات القلبية التي قد تقتل هذا الإنسان أو ذاك لأسباب متعددة، وهمامحوت مع فرقته تمكن من توصيل هذه الضحكة.
في هذا العرض يشن الفنان حوت نقده الصارخ على العديد من أماكن الفساد التي يعيشها المواطن السوري، وإلىالجامعات الخاصة والرسمية وما يحدث من مظاهر الفساد فيها، مروراً بالغلاء الذي يعصفبجيوب الناس لاسيما ذوي الدخل (المعدوم) ولم ينس العرض تناول ونقد قضية الدعمالمازوتي وتجربة القسائم قبلها إضافة لتناوله لعشرات الموضوعات الحياتية مثل فسادالبلديات وغيرها من مؤسسات على تماس مباشر مع حياة الناس. ‏
أوصل هذا العرض جرعتهالكوميدية مخلوطة بكم هائل من مفردات الشارع اليومية حيث تحتل البذاءة اللغويةجزءاً كبيراً من سياق الحوار المسرحي، بذاءة تشتغل على اللعب اللفظي باللغة اليوميةالمتداولة إضافة لتوظيف الغناء ضمن المساحة الكوميدية للعرض. ‏
وفي الدخول ضمن تفاصيل الكوميديا نجد أن الحوت قد اعتمد على الحماقة كوسيلة من وسائل توصيل الكوميديامخلوطة باللعب باللغة، وفي لحظات كثيرة استخدم الصراخ بطريقة فجة لانتزاع الضحك منالجمهور، وفي كل الأحوال كان الجمهور يضحك لاسيما عندما يتناول الحوار موضوعات تخصالغلاء والأسعار أو مسائل حساسة لها علاقة بحياته.
قلنا في بداية كلامنا أن الفنان همام حوت استخدم أدواته ذاتها، فلم يطور هذه الأدوات، لا بل زاد فقط منمساحة الغناء في العرض بغاية جذب الجمهور أكثر من السابق، ويبدو أنه يدرك جيداًدرجة الهمّ العام التي وصل إليها الناس، ولذلك زاد من جرعة النقد وملامسة الخطوط الحمر، ولكنه بقي محافظاً على مساحة وخطوط للحماية كما يفهمها الفنان. ‏
وفي أحيان كثيرة كان الحوتيتوجه للجمهور في خطاب سياسي مباشر تلقيني، أو مدرسي، بغاية تعبئة المعبأ في وجدانالناس، أو بغاية شحن المساحة المشحونة في نفوس الناس. ‏
إذا حسبناها بلغة الربحوالخسارة بمعناها النفسي نجد أننا ربحنا الضحكة وخسرنا مقابلها الكثير، فالمفرداتالشارعية التي استخدمت زادت من مساحة البذاءة. ‏
في جانب آخر اتكأ الحوت علىإرث دريد لحام والماغوط المسرحي لاسيما في مشهد الساعة الكهربائية. ‏
بكل الأحوال تمكن الحوت منإدارة اللعبة المسرحية لمصلحة ضحكة خففت من مساحة المشكلات اليومية للمواطن ضحكةصارت ضرورة كبرى لتنعش من تخيم عليه الكآبة. ‏
ولكنه لم يساهم في تزويدالثقافة المسرحية لجمهور يحب أكل البوشار أثناء المشاهدة. ‏
 
 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.