تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

أيام سينما الواقع ..أطفأت شمعتها الثالثة بآلام (نور الهدى)

 

تسعة أيام كانت كفيلة بعرض مجموعة من الأفلام التسجيلية من مختلفة أصقاع العالم تصب ضمن إطار السعي لتسليط بقعة ضوء حول قضية أو فكرة أو حدث من واقع الحياة .
توّجت هذه الأيام بحصول الفيلم اللبناني (12 لبنانياً غاضباً) إخراج زينة دكاش على جائزة الجمهور ، والفيلم السوري (نور الهدى) إخراج لينا العبد على جائزة أصوات من سورية .‏
 
عرض في (أيام سينما الواقع DOX BOX) التي أطفأت شمعتها الثالثة يوم الخميس الماضي (43) فيلماً تسجيلياً تم انتقاؤهم من أصل (600) فيلم قدموا من 58 دولة ، منهم أربعة أفلام تُعرض العرض العالمي الأول لها (أصرخ ، كان ياما كان هذا الزمان ، غياب السيد أو السيدة ط ، كلام حريم) ، و19 فيلماً يعرضون العرض الأول في الوطن العربي . كما تمت استضافة عدد من المخرجين والمنتجين والسينمائيين منهم المخرجان الأمريكيان د.ا. بينيبيكر وكريس هيغدس ، المخرج التشيلي باتريسيو غوسمان .. فيلم الافتتاح كان (اصرخ) وهو فيلم هولندي إخراج سابين لوبه باكر و استر غولد وتناول قضية الجولان السوري ، أما في فيلم الاختام الذي كان هولندياً أيضاً (بوريس ريجي) إخراج آليونا فان دير هورست .‏
 
 لأول مرة قدمت أيام سينما الواقع (أصوات من سورية) التي تختص بتقديم الفيلم التسجيلي السوري وتنافس فيها خمسة أفلام سورية ، كما أقيمت عدة تظاهرات ، أما الأنشطة التخصصية فقد انتهت بجلسة تقديم المشاريع التسجيلية الجديدة ومن ثم ملتقى توزيع الفيلم التسجيلي في الوطن العربي . بحضور اختصاصيين من التلفزيونات العربية والدولية، مما أفضى إلى بعض الاتفاقات على إنتاج مشاريع شابة وانطلاق بعض الأفلام المعروضة في المهرجان في جولة مهرجانات كبيرة .‏
نور الهدى‏
إنها أماكن قد يصادف أن تراها يومياً أثناء ذهابك أو قد تمر من جانبها حتى دون أن يجذبك منظرها البائس وطبيعة شكلها إلى النظر إليها والسؤال (ماذا هناك ؟.. أهي بيوت حقاً يأوي فيها أشخاص مثلنا ؟ أم تراها خرابة مهجورة يُنتظر أن تسقط فوق رؤوس قاطنيها في أي لحظة !؟.) إنها قطعة منسية من الأرض .. هذا ما يتبادر إلى الذهن بعد عشرين دقيقة تتابع خلالها في فيلم (نور الهدى) للينا العبد تفاصيل الحياة اليومية لفتاة تدعى نور الهدى تحاول أن تخترق عالمها لترصد كيف تحيك أحلامها تحت السقف المعدني وبيوت الصفيح والكرتون ، ولا تلبث هذه التفاصيل أن تتحول لتشكل تفاصيل حياة لعائلة بحميميتها ومرارتها ..‏
 
حول السبب وراء نجاح الفيلم وحصده جائزة (أصوات من سورية) تقول مخرجته : (لقد بقيت لمدة سنتين مع هذه الفتاة بطلة الفيلم قبل أن أصور الفيلم ورغم ذلك هناك أمور اختلفت لأنها كبرت واختلف الكثير من عفويتها لكني جازفت فيها لأنها في النهاية وبغض النظر بأنها تعيش ضمن صفيح وكرتون فيمكن أن تكون مثل أي فتاة في أي منزل ، وإن لم يساعدها أحد لا أعرف أين ستصبح ، فقد لا تكمل حلمها وإنما تتزوج لتنجب ستة أولاد !..) وحول اسم الفيلم الذي قد يوحي لمن لا يعرف محتواه بمنحى مختلف تماماً عن مضمونه ، قالت : (إنه اسمها ولكن بالفعل عندما تلعب على العنوان ستجد أنه يشد) وحول ما شدها نحو الفيلم التسجيلي .. (السينما التسجيلية لها تأثير أكبر ، فاليوم قد نكون نتناول طعامنا ويظهر على التلفزيون أن هناك شهداء في غزة أو العراق فنتابع طعامنا بشكل عادي ، وبالتالي شعرت أنه عبر السينما التسجيلية يمكنك أن تُحدث تغييراً) .‏
 
12 لبنانياً غاضباً‏
 
إنها تجربة تستحق المحاولة .. من هذا المبدأ انطلقت المخرجة زينة دكاش إلى سجن رومية لاختبار فكرة العلاج بالمسرح لمجرمين ومغتصبين وتجار مخدرات وقتلة اختلفت مدة محكومياتهم من خمس عشرة سنة وخمس وعشرين سنة سجن إلى مؤبد وحكم بالإعدام .. هذه الشريحة التي توجهت إليها زينة لتحفيزها على الدخول في تجربة تقدم لها بداية عدد كبير ما لبث أن تقلص حتى بات يقتصر على مجموعة خضعت معها لتمارين ذهنية وحركية ليصلوا في النهاية إلى المبتغى وهو تمثيل مسرحية بعنوان (اثنا عشر رجلاً غاضباً) المقتبسة عن مسرحية ريجنالد روز تحمل الاسم نفسه وهو اسم الفيلم أيضاً الذي نال جائزة الجمهور .. وبعد رحلة شاقة جاذبة مليئة بالمكاشفات وكشف العوالم الخفية للسجناء امتدت خمسة عشر شهراً حانت الساعة وعرض العمل ولقي النجاح بعد أن اختبر السجناء فيما اختبروا لحظات الخوف والترقب ومن ثم النجاح واللقاء مع أشخاص من خارج السجن .. كانت تجربة تستحق أن تُعاش .‏
 

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.