تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

المعرض السنوي لنادي فن التصوير الضوئي حوار العين والحياة

اللوحة الضوئية استراحة للعين، ولعلها فسحة لرصد جمال يركض من أمامنا فجاءت الكاميرا وعين المصور لتوقف الزمن في لحظة خاطفة، و ربما هي مساحة من وجع، أو مساحة من ندى مر دون أن نراه، و لعلها غير كل هذا الكلام، فربما هي حوار العين والموضوع أو حوار العين والحياة، بكل الأحوال اللوحة يمكن أيضاً أن تثير أسئلة أخرى غير أسئلة الضوء، اللوحة المميزة قد تقودك إلى أسئلة جديدة.
 
في المعرض السنوي لنادي التصوير الضوئي الذي افتتح مساء الأحد 14 آذار الجاري وشارك فيه 71 فناناً وفنانة وذلك في صالة الرواق بدمشق، في هذا المعرض تنوع كبير للموضوعات، التي اختارها المصورون، إضافة إلى تنوع في الرؤى والزوايا والحالات التي ‏
 
أضفت على المعرض وأعطته غنى وجمالاً. وأي حديث عن فنان سيعني بالضرورة ظلماً لبقية المشاركين، هذا لايعني أن السويات الجمالية كانت متساوية، فقد حفل المعرض بالعديد من الصور الكلاسيكية، صور هي استراحة للعين أكثر منها صور تثير أسئلة، وهي إذا شئتم ضرورية لأنها جزء من ذاكرة التصوير الضوئي فصور دمشق القديمة أو صور الآثار، و صور المعالم الأثرية الموزعة في مختلف المناطق السورية تعطي الناظر فسحة ليعيد تشكيل رؤيته لهذه الآثار وتلك المناطق. ‏
 
ثمة صور كما قلنا إضافة إلى أنها استراحة للعين، تثير أسئلة وتدعو للتأمل من هذه الصور صورة للفنان مدين سليم ابراهيم تحكي قصة ورقة ميتة سقطت فالتقطتها عين المصور لتحكي حكاية الموت والحياة أو حكاية الضوء والعتمة، هنا يشي التضاد بحكاية توصلنا إلى فسحة إضافية لم تقلها اللوحة في بعدها الظاهري. ‏
 
ربما إلى الآن لم نتحدث عن الجانب التشكيلي في العديد من اللوحات، ففي هذا المعرض لوحات ضوئية حملت في مساحاتها الجانب التشكيلي فظهرت وكأنها خرجت للتو من يد فنان تشكيلي بارع، منها لوحة الفنان نوح حمامي ولوحات محمد ستيتة وأنور الرحبي و أحمد المرعي ونور جلنبو وأيمن الجمل. ‏
 
  رهف الجلاد هذه العاشقة للضوء والكاميرا اختارت تصوير قرد نائم، في هذه اللقطة الجميلة بحث عن زمن خاص وموضوع مميز. ‏
 
سائر الضحاك اختار تصوير الطبيعة في لحظة نادرة حيث الألوان تضج بحيويتها ‏
 
وجمالها الباهر، أما وفاء رسلان عزام فذهبت نحو الطفولة واختارت وجه طفلة يشي بالمستقبل، طفلة تحضن الطبيعة أو ربما الطبيعة تحضن هذا الوجه، ثمة تفاؤل واضح في هذه الصور تفاؤل تقوله الكاميرا والموضوع، وجه الطفلة يحيلنا إلى صور الوجوه التي اشتغل عليها الفنان أنس أكرم شحادة، وجوه عاركت الزمن وعادت تحمل تجاعيدها وخيباتها وحزنها. ‏
 
الفنان سليم صبري فشارك أيضاً في هذا المعرض وهو من مؤسسي النادي في سورية وقدم لوحة فيها الكثير من تدرجات الضوء واللون.
  
وتمضي اللعبة إلى فضاءات بعيدة فترسم الكاميرا الضوء على هواها، وتهرب العيون إلى استراحاتها من تعب يومي يكاد ينهك الحواس جميعاً، ويتوقف الناظر عند صورة عازف الكمان لمصطفى مغمومة حيث تلتقط العدسة الروح التي يعزف بها العازف، التعبير هنا يمضي إلى عزف الروح الباحثة عن محطة للاستراحة، والعازف الباحث عن متعته يعطي تعبيره للكاميرا، وربما يتابع عزفه إلى الآن. وفي المعرض أيضاً العديد من الكنوز الضوئية الموزعة على جدران الرواق فهناك مشاهد الغروب والشروق ومشاهد البحر وزوارقه، وحكاية تلك الأم التي تنقي العدس بيديها. ‏
 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.