تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

صالح علماني: المهنة مترجم برتبة كولونيل

 

محطة أخبار سورية  

يقول وجهه النحيل بالعينين المتعبتين إنّ الورق أكل كثيراً من العمر. أما صمته الطّويل فيجعلك تدرك أنّ معايشة الأدب الإدمانية تقود المرء، في النهاية، إلى رؤية شخصيات الروايات تحوم من حوله: ها هو «بانتاليون» يدير غانياته بعقلية عسكرية.. وهناك «دون ريغو بيرتو» عاكفٌ على الدفاتر التي يمليها خياله.. وبين فترة وأخرى تلوح ظلال «ساعي بريد نيرودا» راكباً دراجته الهوائية في «إيسلا نيغرا».

 

هذا ما فعلته التّرجمة بترجمانها، حين صارت الحياة نفسها نوعاً من التّرجمة المبدعة للغة الحياة الحقيقية، تلك التي تتوارى خلف ضباب تعقيدات العصر وقشوره، فيما البشر التعساء يظنون أن ما يطفو على سطوحها من خواء هو الحقيقة النّهائيّة. ‏

 

 

 

أخذ صالح علماني بخيار الناسك ونأى عن الملذات الدنيوية ليعيش مع الأدب. غادر منزل العائلة إلى المنزل القديم المتروك، بعد أن أصيب بلعنة تشبه لعنة الفراعنة وهو يترجم رواية «سانتا إيفيتا» للأرجنتيني توماس إيلوي مارتينيث، هذه الرواية التي تحلّ فيها على الشخصيات لعنة جثة الجدّة المحنطة، عبر تصاعد نفسي مدمّر، فالكولونيل يتحوّل إلى مجنون، والكاتب يموت بعد الانتهاء من كتابتها، وها هو ذا مترجمها يغادر منزله كي لا يجنن عائلته. ‏

 

في عزلته الكاملة مع أدباء أمريكا اللاتينية، لا تفرّق بين علماني وبين أهل «ماكوندو» في الرائعة الماركيزية «مئة عام من العزلة». لكن عزلة الترجمان تأتي من اختياره الحرّ لا من اختيار القَدَر، من أجل البحث عن الوقت والصفاء، أو بمعنى أدق؛ عن صفاء الوقت، خصوصاً أن الرجل تقاعد منذ سنة من وظيفته في وزارة الثقافة، وبات يشعر أنه في سباق مع الزمن، فكان قراره الدخول في تحدٍّ شرس مع العمر لإنجاز أكبر قدر ممكن من الترجمات، وهذا لا يمكن من دون عزلة، يقول مترجم القارة اللاتينية: «في آخر أيامي في وزارة الثقافة كنتُ مخنوقاً، لم أمدد يوماً واحداً لأنني لم أصدّق متى أخرج، فقد تغيّر كل شيء، حتى المناخ. في أواخر حياتي الوظيفية صرت أكبر زملائي ولم أصر مديراً، لأني لا أنفع مديراً حتى على أولادي. الآن أنا سعيد لأني أشتغل أكثر مدفوعاً بما يشبه صراع الوجود عبر المزيد من العمل». ‏

 

حتى تاريخ هذا الحوار، وقد اكتملت مخطوطة رواية «سانتا ايفيتا» لتوماس إيلوي مارتينيث، وبدأ بترجمة «قابيل» آخر روايات خوسيه ساراماغو يكون رصيد ترجماننا 92 كتاباً، كان أولها رواية «ليس لدى الكولونيل من يكاتبه» لغابرييل غارسيا ماركيز التي أنجزها في عام 1979، بعد يأسه من رواية كتبها في تلك السنة عن هموم اللجوء الفلسطينيّ. ‏

 

قصته جديرة بأن تروى، فعلاوة على ما يمكن أن تقدمه من دروس مستفادة للشباب، هي حكاية ممتعة مثل الحكايات التي ما انفك يرويها، على طريقته في الترجمة، من رواتها الأصليين. ‏

 

بدأت قصة هذا الفلسطيني في «مخيم العائدين» بحمص المخيم الذي يسميه سكانه بـ«الثكنة»، لأنه بالأساس معسكر من معسكرات الجيش الفرنسي، وما بيوته سوى إسطبلات. إحدى هذه الإسطبلات تحولت إلى غرفة لعائلة علماني، كما هو حال فلسطينيي المخيم الآخرين. ‏

 

يقول عن ولادته: «أنا من مواليد عام 1949، ولدتُ مع النكبة.. هل هنالك أكثر شؤماً من إنسان كهذا؟». ويتحدث عن الظروف المناخية العاتية التي ولد فيها، حيث ترافقت ولادته مع أسوأ شتاء في تاريخ سورية، ومع ظروف الأسرة السيئة في الإسطبل، بدا من المستحيل للطفل الذي كانه أن يعيش، لكنه عاش ككل الفلسطينيين الذين ولدوا في المخيمات، هؤلاء الذين عليهم أن يعيشوا! ‏

 

حين بدأ العمل الفدائي المسلح عام 1965 بدأ يوزع المناشير الثورية مع أبناء المخيم، وبعد عام 1967 دخل إلى العمل الفدائيّ، دون أن يتوقف عن القراءة. القراءات الأولى التي شكلته هي روايات نجيب محفوظ وإحسان عبد القدوس وترجمات منير البلعلبكي، وأغلبها كانت من مكتبة أحمد شريح أول شهيد في «الثكنة».. «كانت الكتب تنسيني الطعام، أغرق في أحدها فأنسى الغداء والعشاء، وحين أنتهي أتذكر حاجاتي، وما حدث معي أثناء قراءة رواية «الأم» لغوركي، يوم نسيت طعامي طوال اليوم لا يزال يتكرر إلى الآن مع استغراقي في كلّ كتاب أعكف عليه». ‏

 

سافر صالح علماني إلى إسبانيا لدراسة الطب، وهناك حيث أصدر مع بعض الشباب الفلسطينيين نشرة حملت اسم «الوطن»، وكانت سياسية ثقافية، وبسبب هذه النشرة ترك الطب بعد سنتين من الدراسة ليدخل كلية الصحافة لمدة سنة ويغادرها. أما قصة دخوله إلى عالم الترجمة فقد جاءت من جلسة ثقافية في أحد مقاهي برشلونة، حيث كان يتحدّث مع مثقفين إسبان عن غسان كنفاني، فحدثه أحد هؤلاء الأصدقاء عن رواية «مئة عام من العزلة»، وأهداه إياها، فقرأها ثلاث مرات، ومن خلالها تعرف على أدب أمريكا اللاتينية، كانت علاقته مع ثقافة ولغة هذه القارة ستتعمّق أكثر وأكثر بعد زيارته إلى كوبا. ‏

 

بعد عودته إلى دمشق ترجم «ليس لدى الكولونيل من يكاتبه»، ولاقت استحساناً شجعه على الاستمرار في هذا الدرب، فراح يترجم لغابرييل غارثيا ماركيز وماريو بارغاس يوسا وإيزابيل ألليندي وإدواردو غاليانو وآخرين كثر.. وحين نسأل من هو الكاتب الأكثر قرباً إليه؟ يجيب: «ربما كان ماركيز هو الكاتب الأقرب إليّ، ليس لعوالمه القريبة منا وحسب، بل لأني أشبهه بالشارب وتعب العينين، وكلما تقدمت في السن تقول لي المرآة أنني ذاهب إلى التطابق معه، باستثناء الصلعة طبعاً». حسنٌ، وما الكتاب الأقرب؟ يعاجلنا قائلاً: «بين كل ما ترجمته تبقى رواية «الحب في زمن الكوليرا» الأكثر قرباً مني، لأنها رواية تُفْرحكَ وأنت تترجمها، وتُفْرحكَ وأنت تقرؤها، على العكس مثلاً من رواية بديعة لكنها كابوسية كـ«حفلة التيس» لبارغاس يوسا، ثم إني لا أزال أقرؤوها [يقصد الحب في...] بين فترة وأخرى بالإسبانية، وأستمتع بها أكثر من ترجمتي لها!! كما أن فيها مشاهد لا تُنسى كمشهد الدكتور« خوفينال أوربينو» حين تقدّم له الخادمة شراباً، وما إن يتذوقه حتى يقول لها: هذا الشراب فيه طعم نافذة. تأخذ الخادمة القدح وترشف منه وفعلاً تحس بطعم النافذة!!». ‏

 

صالح يرى أنّ إنجازه الحقيقيّ يكمن: «في تقديمي أدب أمريكا اللاتينية المعاصر بصورة منهجية غير مسبوقة»، ومن الناحية الشخصية هو في غاية السعادة لهذا الإنجاز لأن هناك شباباً لم يُولدوا الآن سيتذّكرونه بعد خمسين سنة. ‏

 

لكن كيف ينظر صالح علماني من موقعه الاحترافي إلى الترجمة؟ الأمر يُختصر بالفكرة التالية: «الترجمة عمل ديمقراطي، تعدد اللغات هو التعددية التي يجب الحفاظ عليها، لذا تأتي الترجمة لتحمي هذه التعددية وتصونها، فمن المستحيل أن يتعلم المرء خمس أو ست لغات كي يقرأ الآداب الأخرى، هذه هي الوظيفة العظيمة للترجمة». ويتوسع في فكرته مضيفاً: «كما أن اللغات التي تتكلمها أقليات يصير لها حظ في الانتشار من خلال الترجمة إذا كان هناك أدب جيد مكتوب بها، كما حدث مع اللغة التشيكية مثلاً التي لا يتجاوز عدد الناطقين بها أكثر من (10) ملايين نسمة بسبب ميلان كونديرا وياروسلاف هاتشيك صاحب «الجندي الطيب تشيفيك» و«حرب السمندر»، وبفضل رواية الخيال العلمي للأخير «إنسان روسوم الآليّ» التي يشكل عنوانها اختصاراً لكلمة «روبوت» تم إدراج هذه الكلمة في قاموس العالم. ‏

 

طريقته في الترجمة في غاية البساطة، وهي كما يشرحها على الشكل التالي: «أترجم الرواية بعد أن أقرأها وأحبها، بعد الاستمتاع الأول للقراءة، ترافقني الرواية، أقرأ وأترجم، وخلال ترجمة الكتاب أحمله معي أينما ذهبت، وأعيد قراءة فصوله مرات ومرات، وإذا حدث وضاع مزاجي مع الكتاب أتوقف عن العمل، لأنني لا أستطيع مواصلة ترجمتي دون رغبة». ‏

 

في الوقت الحالي يعيش صالح علماني كما أسلفنا صراعاً مع الوقت، وفي باله مخططات للعديد من الأعمال الروائية التي يرغب في ترجمتها، يقول: «اكتشفت أن هناك كتاباً مهمين للغاية لم أترجم لهم شيئاً مثل أوغسطو روا باستوس، وخصوصاً روايتيه: «ابن الإنسان» و«أنا الأعلى» اللتين سأترجمهما إذا أعطتني الحياة مزيداً من الوقت، كما سأترجم من أعمال المكسيكي كارلوس فوينتس بقدر ما أستطيع. وساءني أني اكتشفتُ في جردة حسابٍ أن هناك بلداناً لاتينيةً لم أترجم أيّاً من كتبها مثل نيكاراغوا فسارعت إلى ترجمة رواية «اللامتناهي في راحة اليد» للكاتب جيوكاندا بيللي، وسوف أترجم لنيكاراغوي آخر هو سيرخيو راميرث رواية بعنوان «مارغريتا.. كم هو جميل البحر»، وهذا الكاتب كان نائباً لرئيس جمهورية السانديين الأولى، وهو أهم روائي في نيكاراغوا. كما سأترجم من الأكوادور التي لم أترجم لأحد فيها رواية «واسيبوغو» لخوسيه إيكاثا، وهي رواية مكتوبة عام 1930، أي قبل موجة الواقعية السحرية. ولإحساسي الكبير بالواجب سأختار كاتباً من كل من: بنما والبراغواي والسلفادور وأترجمه لأجل اطلاع القارئ العربي، لا أريد تأجيل موتي إلا من أجل إنجاز هذه المشاريع، بعدها سأكون سعيداً باللحاق بأصدقائي الذين ماتوا كلهم». هذه الأجندة المرسومة بعناية مثال على الاستراتيجية الثقافية لهذا الرجل المشروع، فإذا كان ماركيز قد عاش ليروي، كما هو عنوان مذكراته، فإنّ صالح علماني يعيش ليترجم.. ‏

 

وماذا عن اهتمامك الكبير بأدب الواقعية السحرية إلى درجة أن هناك اعتقاداً بأن كل ما يكتب في بلدان أمريكا الجنوبية ينتمي إلى هذه المدرسة، مع أن هناك موجة واقعية مضادة لم نعرف عنها شيئاً، وكان يمكن باطلاع القارئ العربي عليها أن يشكّل صورة أكثر تنوعاً عن المشهد الروائي والحياتي في بلدان أمريكا الجنوبية من وجهة نظر أخرى؟ لا ينكر ذلك لكنه يلقي باللائمة على الناشرين الذين لا يغامرون بهذه الأسماء غير المعروفة، ويعدد لنا بعض هذه التجارب: «في كولومبيا هناك إدواردو ألبيرتو صاحب رواية «2226» التي اعتبرت بين أهم مئة رواية في أمريكا الجنوبية، وفي المكسيك هناك سانتياغو غامبا الذي يتميّز بموقفه المتضامن مع العرب، وله العديد من المقالات الجميلة عنا». ‏

 

في السؤال عن لغة ترجمات صالح علماني التي ينقسم حولها القراء بين رأيين، أحدهما يراها لغة إبداعية راقية تسطع جمالاً، والآخر يعتبر أن كل الروايات تمت ترجمها بالأسلوب ذاته، الذي هو أسلوب علماني في النهاية، حيث أصبح أسلوب يوسا نفسه أسلوبَ إيزابيل ألليندي، على سبيل المثال. الأمر من وجهة نظر صالح صحيح لكن له مبرراته: «لا يمكن أن يُنقل الأسلوب كاملاً، إنما أنقل روحه من خلال تعمقي في عالم هذا الكاتب وثقافته وثقافة بلده. من جهة أخرى يتميّز كُتّابي بلغاتهم المحلية، ماركيز في كولومبيته ويوسا في بيروفيته، والجميل هو طريقة التعامل لدى كل منهما مع بعض الأفكار والحالات، لكن المؤسف حقاً أن تلك التعابير تضيع في الترجمة». ‏

 

غالبية الروايات التي ترجمها كان ينقلها عن لغتها الأصلية إلا روايات البرتغالي جوزيه ساراماغو، صاحب التحف الأدبية الخالدة «كل الأسماء»، «الكهف»، «انقطاعات الموت»... كما أن القارئ يلمس معه أنه في التعامل مع ساراماغو يضع كل خبراته جانباً ليخرج بلغة تختلف عن اللغة المعروف بها، فما السبب؟ أسباب المترجم كثيرة في ذلك، وهي كما يسوقها: «نص ساراماغو لا يسمح لك بالتلاعب معه لأنك ستفسده، بينما تسمح نصوص الآخرين بذلك. صحيح أن قراءة أعماله أصعب لكنها بلا شك أمتع، لذا أتقيد بحرفيّته لأني دون ذلك سأفشل! أما لماذا أترجمه عن لغة ثالثة فللأمر ما يبرر ذلك، أولاً ساراماغو يعيش في إسبانيا، ثانياً الإسبانية والبرتغالية أقرب لغتين إلى بعضهما، وثالثاً زوجته بيلار، التي يهديها رواياته كلها، هي مترجمته الإسبانية، وهذا يعني أنه لن تكون هناك ترجمة أكثر دقة وأقرب من النص الأصلي كهذه الترجمة، نظراً للارتباط النوعي بين المؤلف والمترجم.. لهذه الأسباب لا تروعني عملية نقله عن الإسبانية». يقودنا الحديث عن إصراره على ترجمة صاحب «العمى» إلى السؤال عن إصراره على ترجمة روايات إيزابيل ألليندي التي تكاد تكون الأقل الأهمية بين من يترجم؟ يؤكد أنها لا تعجبه كثيراً «لكني أترجمها استجابة لرغبات القراء العرب الذين يحبونها، كما أن دور النشر التي تمرر لي كتباً أحبها يسعدني أن أترجم لها ما تحبه». ‏

 

ترجماننا لا يخرج من جلده، وموقفه الثابت كمثقف هو الالتزام بقضايا مجتمعه مهما كانت الرؤية السياسية التي يحملها، والمثقف النموذجي بالنسبة إليه هو المفكر والروائي الإسباني ميغيل ده أونامونو الذي يسوق لنا الحادثة التالية عنه: «بعد قليل من بداية الحرب الإسبانية في تموز 1936 أقام حزب «الفالانج» احتفالاً بجامعة سلمنكا، وكان أونامونو، اليميني المعادي للجمهورية، كما هو معروف، رئيساً للجامعة. ألقى في ذلك الاحتفال الجنرال ميّان سيتري الذي كان أبتر وأعور خطاباً فاشياً، وقوبل بهتاف: «يحيا الموت»، وعندما انتهى اعتلى أونامونو المنبر مع أنه لم يكن من المقرر أن يتكلم، فقال: هذا معبد للعلم وأنا كاهنه الأعلى، وأن أسمع في معبدي من يهتف «يحيا الموت» فإنه كمن يقول: «الموت للحياة»، ومن قال هذا الكلام هو مشوّه حرب، وهذا ليس عيباً فقد كان سرفانتس مشوه حرب لكنه كان مشوّه حرب بروح، وهذا بلا روح، ويريد إسبانيا كلها على شاكلته.. ثم أنهى أونامونو كلامه بالقول: ستنتصرون، لكنكم لن تقنعوا أحداً.. وغادر الجامعة إلى بيته الذي لم يخرج منه حتى وفاته في 31/ 12 من العام نفسه.. هذا المثقف الذي يتفق فكرياً مع اليمين وقف بكل شجاعة، وفي أوج حرب أهلية، ليواجه الفاشية التي كانت قد قتلت قبل أيام قليلة الشاعر فيديريكو غارسيا لوركا، وكانت قد تقتل أونامونو بكل بساطة». ‏

 

لا بد من القول إن هذا الحوار قد انتزع من علماني بصعوبة، فهذا الرجل الخجول لا يحبّ الحوارات الصحفيّة، وغالباً ما يهربُ منها إلى صمت محترفه، ليقول ما يحب ويرغب بالترجمة طريقته المثلى في اللعب على ثنائية الحضور والغياب.‏

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.