محطة أخبار سورية
لم ترق لي يوماً أفلام shawn levy ولكنه كان موفقاً في إخراج هذا الإنتاج السينمائي، وذلك من خلال استخدامه ممثلين هزليين مضحكين إلى أبعد الحدود. والقصة عبارة عن كوميديا رومنسية، مع قليل من الأفلام المفعمة بالحوادث والحركة، ولكنها لاتزال تتحلى بالكثير من الضحك الصادر من القلب، وخاصة على يد البطلين Tina Fey الوسيطة العقارية وزوجها Steve Carell مستشار الضرائب.
يشعر الزوجان أن حبهما بات رتيباً وروتينياً، فكل يوم يستيقظان مبكرين، ويأخذان معهما شطائر الغداء، ويصطحبان طفليهما إلى المدرسة ثم يذهبان إلى عملهما، ويعودان مرهقين جداً ولا يقويان على فعل أي شيء إلا النوم باكراً وسريعاً، لذلك يقرران، للتخلص من الملل والسأم، أن يجددا حياة حبهما بشحنات جديدة، فيذهبا في عطلة نهاية الأسبوع المعتادة إلى مطعم فخم يزدحم بروّاد يبالغون في الأناقة وارتداء الثياب الفاخرة، ويحتل الزوج، التوّاق كثيراً إلى حلّ، طاولة محجوزة لشخصين غيرهما، رغبة في حقن حياتهما الزوجية بالمغامرات أو الإثارة والرومنسية والرفاهية. وبسبب سهوٍ ما، يحسب القائم على خدمة الزبائن أنهما صاحبا الحجز، وقد أفضى هذا الخطأ إلى خطر ومخادعة.
وما يلفتك في هذا العمل السينمائي أن الزوجين متعادلان في دوريهما وأن بينهما تجاذباً واضحاً، إضافة إلى لحظات وعبارات تبقى في الذاكرة . وترى في الحوار الكثير من العناصر الهزلية والمزحات العملية ومطاردة للسيارات عنيفة ومضحكة، ومكيدة محبوكة بطريقة مخرج الأفلام البوليسية الشهير «ألفرد هيتشوك» متسمة بمرح صاخب وكلام منطو على دعاية.
من الناحية التقنية: الإخراج رشيق وسريع الخطوة ولا ينقصه شيء من البراعة، والكلام سلس ولا يعكر الجريان اللطيف للفيلم، ولا يخلو التأليف من خلل، ولكنه كتب بأسلوب جيد عموماً، ولا شك أن الفيلم غير منطقي ، وأن فيه صيغاً مبتذلة بين الحين والآخر، ولكنه ملهاة جذلة، قلباً وقالباً، ولذلك يرى الحاضرون تسلية كوميدية رفيعة المستوى.
إن فيلماً مثل « ليلة الموعد» يشجع العاملين في مجال الكوميديا في هوليوود على التنويع بين فترة وأخرى، وعلى معرفة أن سلسلة الأحداث التي تبعث على الضحك تنشأ من الشخصيات والمواقف، ولا يمكن أن تلفّق من خلال عمل دال على الجسارة أو البراعة كالألعاب البهلوانية مثلاً، أو أن تُفبرك على نحو يعوزه الابتكار والإبداع.
