تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

عامين على رحيل الشاعر محمود درويش على هذه الأرض مايستحق الحياة

محطة أخبار سورية

لم يزل صاخباً في أرواحنا شعره وحضوره متدفقاً كشلال من شرار وطيب وأنفة:

 

سدوا علي النور في زنزانتي ‏

 

فتوهجت في القلب شمس مشاعل ‏

 

كتبوا على الجدران رقم بطاقتي ‏

 

فنما على الجدران عشب جداول ‏

 

وإذا احترقت على صليب عبادتي ‏

 

سأعود قديساً بزي مقاتل..

 

 

هذا ما قرأناه للراحل محمود درويش في السبعينيات ونحن في مقتبل العمر وفلسطين تجري فعلاً مع دمائنا في الشرايين.. الحماس في أوجه، والرغبة في الفداء تتخطى كل الأماني. ‏

 

عندما يغيب شاعر مثل محمود درويش فأنت تدرك ماذا يعني غياب الشاعر؟ وأن الفجوة التي يتركها في وجدان الأمة أقسى من أن يترهل الألم منها عبر الزمن. ‏

 

كان محمود درويش كثيراً مايكتب الشعر في الألم الفلسطيني، ولكنه أبداً ماكان يائساً أو ميئساً.. ولطالما كان شعره في الألم دافعاً للتحفيز والتحريض والمقاومة... ونحن قرأنا محمود درويش في السبعينيات مع صعود المقاومة الفلسطينية والصعود الوطني العلماني العربي الذي عاشته المنطقة وسورية كانت في الطليعة حقاً قبل أن يورط الرئيس السادات الأمة بأوحال كامب ديفيد التي قادت إلى مستنقع أوسلو.. وبعدها تتغير المعايير وتتغير الطلائع ويغيب تاريخ.. ويحضر واقع جديد. ‏

 

قمر على بعلبك ‏

 

ودمٌ على بيروت ‏

 

ياحلو من صبّك ‏

 

فرساً من الياقوت ‏

 

قلي ومن كبك.. ‏

 

نهرين في تابوت ‏

 

ياليت لي قلبك ‏

 

لأموت حين أموت ‏

 

في لقاء درويش الأخير مع عشاقه في دمشق قال: «كلما تساءلت هل مازال الشعر ممكناً وضرورياً، جئت إلى سورية لأعثر على الجواب».. ثم يضيف شعراً: ‏

 

«في الشام، أعرف من أنا وسط الزحام يدلني قمرٌ تلألأ في يد امرأة.. علي.. ‏

 

يدلني حجر توضأ في دموع الياسمينة، ثم نام» ‏

 

في الشام الوضوح لذلك يعرف محمود درويش نفسه في الشام وسط الزحام.. يقول: ‏

 

في الشام شام لكل شآمٍ ‏

 

في الشام مرآة روحي.. ‏

 

عندما تدرّج محمود درويش من شعر المقاومة المباشر إلى شعر المقاومة الإنسانية العميقة الذي يمتزج فيه الحب بالوطن بالمرأة على أجنحة خيالٍ لاينضب شعراً وألقاً كتب ماكان (ومازال) يلهم طاقة من التفاؤل والشعر الخصب الروحي الذي ملأ قصائد الشعراء الشباب في الشام وغيرها بالروح والحيوية والنضارة والشعر الحقيقي: ‏

 

يقول في ديوانه «ورد أقل» ‏

 

على هذه الأرض مايستحق الحياة/ تردد أبريل/ عشب على حجر/ رائحة الخبز في الفجر/ سيدة تدخل الأربعين بكامل مشمشها/ وخوف الطغاة من الأغنيات/ على هذه الأرض مايستحق الحياة/. ‏

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.