تحتفي الهيئة الملكية الأردنية للأفلام بالمنجز السينمائي للممثل بسام كوسا وتعرض بحضوره بدءا من يوم الاثنين المقبل في مقرها الكائن بجبل عمان القديم ثلاثة من ابرز أفلامه السينمائية التي قدمها ضمن نتاجات المؤسسة العامة للسينما في سورية وحازت على إعجاب وتقدير النقاد في مهرجانات السينما العربية والعالمية .
ومن بين أفلام كوسا التي وقع عليها اختيار الهيئة للعرض أفلام : ( نسيم الروح ) للمخرج عبداللطيف عبد الحميد و( كومبارس) لنبيل المالح و(تراب الغرباء) لسمير ذكرى وجميعها أظهرت طاقاته الإبداعية في براعة تقمصه لادوار صعبة تمتليء بالتعابير الإنسانية الجذابة التي تسرد قصصا وحكايات عن عوالم النفس البشرية في العزلة وحوار ومعانقة الآخرين باعتبارها نموذجا للانعتاق من قيود البؤس .
أدى الممثل كوسا أدوارا درامية لافتة في المسرح والتلفزيون والسينما من بينها : باب الحارة وأيام شامية والخوالي وبيت جدي والعار وليالي بن آوى ووراء الشمس أحدث أعماله التي ما زالت تعرض بحفاوة في أكثر من محطة تلفزيونية عربية.
يشار إلى إن بسام كوسا المولود في مدينة حلب العام 1954 ودرس الفنون التشكيلية في جامعة دمشق حائز على جائزة أفضل ممثل سينمائي من مهرجان بينالي السينما العربية الذي نظم من قبل المعهد العالم العربي بباريس العام 1999 واحتفل بتكريمه كمبدع في مهرجان الفنك الذهبي بالجزائر.
يعالج فيلم (كومبارس) مشكلة شاب فقير وامرأة أرملة يبحثان عن استقرار عاطفي في مكان بوسط المدينة المليئة بأنماط إنسانية متباينة لكنها تشير إلى التحولات في المجتمع إذ يتبين أن المكان ليس هو العائق الرئيسي الذي يمنعهما من التواصل.
يحاول الفيلم الاقتراب من عالم الهامشيين من خلال حادثة بسيطة أساسها الرجل والمرأة ويكشف من خلالهما مدى حضورهما كبشر لهما الحق في الحب والكرامة والحلم.
حاز فيلم «الكومبارس» على عدة جوائز منها جائزة أفضل مخرج في مهرجان القاهرة السينمائي وجائزة أفضل سيناريو في مهرجان فالنسيا وجائزتي أفضل ممثل وأفضل ممثلة في بيينالي السينما العربية في معهد العالم العربي في باريس.
يطرح فيلم (نسيم الروح) بحيوية تلك اللمسات الإنسانية الجارفة دواخل شاب وهي تفيض بالحب والمودة والألفة حيث تمنحه القدرة على إقامة علاقات حميمة مع كل الذين يعيشون حوله فهو يستدين المال ليعطيه لصديق يحتاجه ويمنح باقة الورد التي اشتراها لبائعة الورد نفسها بل ويبلغ به الإيثار حدا يجعله يتنازل عن حبيبته كي ينقذ شابا آخر من خطر الانتحار ولكن يبدو أن شجرة الخير لا تثمر خيرا دائما فثمة مفاجآت تحرق الزهر وتجعله رمادا. إنه فيلم عن تلك الزهور النادرة التي نصادفها في حياتنا ونتمنى أن تكون أكثر وأطول عمرا.
حاز الفيلم الذي أنجزه المبدع عبداللطيف عبد الحميد على عدد من الجوائز منها جائزة أفضل ممثل في بيينالي السينما العربية في معهد العالم العربي في باريس وجائزة التحكيم وجائزة الجمهور في مهرجان جربة في تونس.
تتمحور احداث فيلم (تراب الغرباء) حول شخصية المفكر النهضوي العربي عبد الرحـمن الكواكبي (1849-1902) وكفاحه ضد الإرث الفكري الثقيل الذي ألقى بظلاله على أكثر من بيئة عربية إبان الحكم العثماني.
لقد فتح عبد الرحمن الكواكبي عينيه على الدنيا عندما كانت الإمبراطورية العثمانية في طريقها إلى الأفول والاضمحلال مع كل ما تحمله من أفكار وتصورات عن العالم في الوقت الذي كان فيه هذا العالم يشهد ولادة حركات تحررية عديدة آخذة في النمو والاتساع.
يرصد الفيلم السنوات الأخيرة من حياة الكواكبي ونضاله الدؤوب من أجل تحرير مجتمعه من الأفكار الظلامية.
حاز فيلم «تراب الغرباء» على عدة جوائز من ضمنها أفضل فيلم عربي في مهرجان القاهرة السينمائي العام 1999 وجائزة أفضل ممثل لبسام كوسا لتجسيده دور الكواكبي بفطنة وألمعية نادرة.
