ركز الباحث الاسباني جوسيب أنفرونس دابي في محاضرته الشعائر الجنائزية وميزات سكان تل حالولة في العصر الحجري الحديث التي القاها في معهد ثربانتس على أهم نتائج تحليل أكثر من مئة وثلاثين قبراً عثر عليها في حفريات موقع تل حالولة الأثري الواقع في حوض الفرات الأوسط التي انجزتها البعثة الاسبانية هناك.
وقدم الباحث انفرونس دابي لمحة عن حضارة سكان تل حالولة الأوائل الذين استقروا في تلك المنطقة قبل 7500 إلى 8500 سنة مضت مبينا انها مجتمعات انتقلت من مرحلة الصيد إلى مرحلة الزراعة التي ما زالت تشكل حتى الآن انعكاسا للمجتمعات الموجودة حاليا.
واستعرض دابى مميزات هؤلاء السكان والمظاهر المرتبطة بشعائرهم الجنائزية وذلك ضمن سلسلة الاستكشافات الجارية في سورية وشرق المتوسط مسلطا الضؤ على نماذج لعمليات الدفن المختلفة التي كانت تتم في تلك المنطقة والتي تكشف عن علاقة التعايش ما بين الاحياء والاموات عند هؤلاء السكان.
وقال الباحث ان عمليات الدفن كانت مرتبطة بالبيوت السكانية حيث كانوا يستخدمون منازلهم لدفن موتاهم بشكل أفقي يدل على وجود تواصل او احاسيس معهم اضافة إلى امتلاء هذه المدافن بالحلي التي كان يلبسها النساء والرجال.
يذكر ان الدكتور جوسيب أنفرونس دابي عضو أساسي في البعثة الأثرية الإسبانية التابعة لجامعة برشلونة في تل حالولة حيث بدأ العمل معها منذ عام 1989 بالتعاون مع المديرية العامة للاثار والمتاحف في سورية إضافة لذلك له العديد من الدراسات جراء مشاركاته المتعددة في الكثير من المواقع الأثرية التي يجري بحثها وتحليلها في سورية من بينها موقع تل رماد وجعبة المغارة وتل كوم في تدمر وشيخ حسن والجرف الأحمر وغيرها.
