تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تسعة مشاريع مبتكرة في ملتقى بيتشا كوتشا الثالث

 

محطة أخبار سورية

للمرة الثالثة هذا العام استضافت صالة تجليات للفنون بدمشق مساء الخميس 7-10-2010 ملتقى بيشتا كوتشا العالمي للمبدعين الشباب وذلك بتنظيم من فضاء التصميم الحر حيث قدم المشاركون تحت عنوان "تلترباع" تسعة مشاريع إبداعية متطورة تظهر مقدرة الشباب السوري على الابتكار وتمتعه بروح المبادرة ومحاكاة العصر في شتى الفنون والتقنيات.

 

وتميز تقديم المشاريع بحضور مميز من الجمهور كما كان أمراً لافتاً طريقة تقديم هذه المشاريع ولاسيما أنه تم تخصيص كل مصمم بعشرين صورة فقط وكان عليه أن يشرح كل منها في20 ثانية.

 

وقال سامر يماني منظم الملتقى في سورية لوكالة سانا.. إن بيتشا كوتشا حدث عالمي يقام في عدة مدن من العالم بحيث تحتضن كل مدينة هذا الحدث أربع مرات في العام أي كل ثلاثة أشهر وذلك لإعطاء الفرصة لمبدعين هذا البلد لتقديم أنفسهم في شتى المجالات ونحن اليوم نقيم هذا اللقاء للمرة الثالثة في دمشق مضيفاً.. إن رغبة الناس في مشاهدة هذا الحدث أو المشاركة فيه تعبر عن مقدرة بيتشا كوتشا في أن يكون منصة ينطلق منها المبدعون المجتمعون فيه للعالم وليعرضوا للناس وللمهتمين آخر نتاجهم وأفكارهم وتجاربهم.

 

وأوضح يماني أن مبدأ الاختيار للمشاركين يأتي اعتماداً على أهمية ما يقدمه المشارك فكل أنواع الإبداع مرحب بها والمشروع يحرص من خلال الاختيار على أن ينوع في مجالات العرض لتحقيق الفائدة لأكبر شريحة ممكنة من المهتمين المنتظرين لهذا الحدث ونتاجه مبيناً أن العدد الواجب قبوله ليعرض ضمن الحدث محدد ويجب ألا يتجاوز عشرة مشاركين.

 

وأشار مدير فضاء التصميم الحر إلى أن صالة تجليات ومن خلال احتضانها لبيتشا كوتشا صارت تشكل صلة وصل دائمة بين المشاركين في هذا الحدث وبين المهتمين به وبنتاجه على طول العام ما يشكل قاعدة بيانات مهمة في هذا المضمار مبيناً أن الكثير من الاتفاقات والمشاريع تأتي كنتيجة لما بعد الحدث وهذا أحد أهداف المشروع.

 

وأكد يماني أن الإعلام كان أهم شريك للمشروع لأن الهدف هو إيصال المبدعين للعالم وإلقاء الضوء على تجاربهم وأفكارهم وهذا يتحقق من خلال العمل المستمر والمتراكم للوصول إلى نتائج مهمة للتعريف بالمبدعين السوريين عالمياً.

 

وشاركت الفنانة إيمان حاصباني بعرض عن عملها الفني منذ تخرجها من الدبلوم عام 2006 حيث ركزت بكل مشاريعها على أوضاع النساء في الشرق الأوسط فقدمت التنوع الفني الذي اعتمدته من رسم وتجهيز بالفراغ في مشاريعها ومعارضها الذي كان آخرها بعنوان في الصمت المعبر عن الذكريات وما تبقيه في نفس صاحبها.

 

وقالت حاصباني إن هذا الحدث يتيح الفرصة للفنان والمبدع لأن يقدم تجربته بمحاضرة لها شكل مختلف ومركز لتوصيل أهم ما في هذه التجربة وهي فرصة بالنسبة للفنان وللجمهور للتعريف بالعمل الذي أنجز والأعمال التي ستخرج للعرض مستقبلاً.

 

بدوره قدم الكاتب المسرحي عبد الله الكفري عرضاً يحكي عن الكتابة المسرحية وعلاقتها بالذاكرة وبشكل أساسي اعتمد على مفاهيم الوهم والنسيان لكونها تشكل مجموعة سمات مشتركة بين الذاكرة والكتابة المسرحية والتي يمكن استخدامها كتقنية للكتابة بالانتقاء والتكثيف وهنا تعبر الذاكرة عن حالة معينة من خلال تفصيل معين.

 

واعتمد عرض الكاتب المسرحي الشاب على مجموعة مفاهيم وعلى نموذجين أحدهما للراحل سعد الله ونوس وهو الذاكرة والموت الذي قدمه قبل وفاته مباشرة ويحكي فيه عن اللحظة التي دخل فيها بالمرض كطريق للموت وكيف أن الذاكرة أوسع من حياتنا الشخصية لكونها في منطقتنا تشكل إرثا تاريخيا يمتد إلى آلاف السنين ونحن مشبعون به من دون معرفتنا.

 

وجاء النموذج الثاني وهو نص مسرحي يقوم الكفري حالياً بكتابته كمحاولة لإشراك الجمهور في تلمس جزئياته من خلال وجهات النظر وهو نص يدور حول سيدة تحاول محاربة ذاكرتها من خلال عمليات التجميل وارتباط وجهها بكل تفاصيل حياتها وعلاقتها مع الآخرين من خلال طرح سوءال قابل للنقاش للوصول إلى نتائج حول إمكانية التغلب على هذه الذاكرة أو لا.

 

وقال الكفري إن الذاكرة مضللة فهي لا تعطي الواقع بقدر ما تعطي المشاعر التي ترسم رغبة صاحبها في تذكر الأمور بلحظة تكون واهمة وتقدم صوراً مختلفة عن الواقع وهذه العناصر يمكن اعتبارها مكامن للدراما يمكن أن تعمل عليها الكتابة المسرحية والشرط الأساسي لهذه العملية يعتمد على ما يحدث أمامنا الآن وهذا تماماً عكس الذاكرة.

 

وأضاف..أن هذه التظاهرة الجديدة على الوسط الثقافي السوري تقدم جواً من النقاش التفاعلي الايجابي المهم لكل المشاركين وهي فرصة للاطلاع على تجارب المبدعين وهي حدث داعم للطاقات المبدعة وتفتح مجالات تعاون وعمل وتلفت النظر للذين يعملون ولم يعرف عن عمله الكثيرون.

 

أما السينوغراف زكريا الطيان فقال: أحببت أن أقدم عرضي عن الاختصاص الذي درسته وأعمل به فهذا الفرع لم يأخذ حقه من التعريف بعد في مجتمعنا ولا حتى في الوسط الفني والمسرحي وهو مرتبط بالإضاءة والديكور والأزياء.

 

وقدم الطيان عرضاً سريعاً عن السينوغرافيا وعن المفارقة بين فترة التحضير وفترة الانجاز وعلاقة السينوغراف بالمخرج وبالعمل الفني سواء كان مسرحياً أو تلفزيونياً أو سينمائياً كما ركز على السينوغرافيا كثقافة وافدة على المجتمع والوسط الفني كونها جديدة على تقاليد العمل الفني لدينا ولم تلق الاعتراف الصحيح حتى الآن كفن يرسم الفضاء الكامل للعمل الفني بما يشمل جميع العناصر.

 

وأوضح الطيان من خلال عرضه القصير أن السينوغراف يعتبر المخرج الثاني للعمل وهو المسؤول عن الهوية البصرية للعمل وهذا ما لا يتحقق لدينا لكون المخرج ما زال يعمل بأحادية الرؤية ولا يسمح لأحد بأن يشاركه رؤيته الفنية للعمل ما يبعد السينوغراف عن مهمته الحقيقية ليصبح منفذا لوجهة نظر المخرج.

 

وأضاف..أنه شارك في هذا الحدث لأنه يحقق له فرصة لنقل مفهوم السينوغرافيا للناس بشكل صحيح ليعرفوا ما يعني السينوغراف وما يقدمه للعمل الفني كهوية بصرية متكاملة وغير مجتزأة وهذا يساعد الناس على رؤية الأشياء بجمالية أكثر بعد أن يعرفوا علاقة هذه الجزئيات مع بعضها لرؤية لوحة بصرية متكاملة.

 

بينما قال الدكتور وسيم القطب الذي قدم مشروع المعالجة بالموسيقا إن لهذا الدمج تاريخاً قديماً جداً من أيام الإغريق وكتب عنه العالم العربي ابن سينا وكان هناك الكثير من البيمارستانات التي تعالج المرضى بالطبيعة وخرير المياه وغيرها مشيراً الى أنه منذ أن بدأ بمشروعه عام 2008 اشتغل عليه ووظفه باتجاه ذوي الاحتياجات الخاصة وكانت النتائج جيدة.

 

وأضاف قطب إن العلاج بالموسيقا ليس بهدف الاستماع إليها فقط بل أيضاً استخدام الأدوات الموسيقية لتحقيق أهداف أخرى كتعديل السلوك وتطوير المهارات والتأهيل البدني والعقلي مشيراً إلى أن هناك الكثير من الحالات التي تستفيد من العلاج بالموسيقا كالزهايمر وداء باركنسون والتأتأة عند الأطفال.

 

ولفت قطب إلى أهمية تعلم هذا النوع العلاجي وقال.. ليس من الضرورة أن يكون المتواصل مع ذوي الاحتياجات الخاصة طبيباً بل أن يكون موسيقياً متمنياً أن يقيم ورشة تدريبية للأشخاص الذين يعملون في جمعيات تعنى بشؤون الاحتياجات الخاصة.

 

وقال قطب إن المعالجة بالموسيقا ليست بديلاً من الطب ولكن يمكن اعتبار دورها مساعداً ومكملاً لها ولاسيما أنها تتطلب اشتغالاً على كلمات الأغاني والموسيقا والألعاب بحيث تتناسب مع طبيعة كل مجتمع مضيفاً إن مدة المعالجة مرتبطة بعدد الأهداف المبتغاة وبدرجة الإعاقة.

 

وأوضح قطب أن مشاركته في الملتقى وعرض مشروعه بهدف تشجيع الجهات الرسمية والخاصة المعنية لدعم ورشات عمل تتم إقامتها للعاملين في الجمعيات التي تعنى بذوي الاحتياجات الخاصة.

 

من جانبه قال عمرو حاتم الذي قدم مشروعاً عن تلفزيون الوحي إن المشروع يفترض وجود محطة تلفزيونية مختصة بالموسيقا فعملت على الهوية البصرية الخاصة بها إضافة إلى عدد من الشارات والبوسترات مضيفاً انه بدأ مشروعه بالاسم أولاً ومن ثم اشتغل على اللوغو الذي راعى فيه خصوصية الموسيقا التي تبثها المحطة معتمداً فيه على عناصر الزخرفة والعمارة الشرقية.

 

بدوره قال مصطفى عاشور الذي قدم مشروع مركز استكشاف علوم الأزياء.. أحاول من خلال هذا المشروع التعريف بكيفية دمج علمين مع بعضهما وهما هندسة العمارة التي درستها دراسة أكاديمية وعلوم الأزياء وكيفية الإحساس بمادة القماش موضحاً أنه عمل من خلال المشروع على الابتعاد عن العلوم المعمارية والاشتغال على تحليل مبادئء علوم الأزياء ودمجها مع المبادئ المعمارية.

 

وأشار عاشور إلى أنه قضى عاماً كاملاً في الاشتغال على المشروع وزعه بين البحث وجمع المعلومات وبين عملية تضمين ما توصل إليه وفق تصميم مشترك.

 

وأكد عاشور أن شهرة ملتقى بيتشا كوتشا العالمية هي ما جعلته يشارك فيه وقال.. إنه فرصة لإطلاع الجمهور عليه ومن الممكن أن يتم تطبيقه على المستوى العالمي.

 

من جانبه قال هشام زعويط الذي قدم مشروع الوكالة السورية للصورة إن هذا المشروع الذي يحتضنه مشروع روافد التابع للأمانة السورية للتنمية يهدف لتكوين مخزون متكامل من الصور عن سورية بهدف توثيق التراث الثقافي والحضاري والطبيعي السوري وليكون مصدر معلومات أساسيا ولاسيما إن كانت هذه المعلومات مصورة.

 

ولفت زعويط إلى أن ملتقى بيتشا كوتشا يستقطب الكثير من الناس ولاسيما الذين يهتمون بحالات الإبداع وبالتالي فإنه فرصة ليتعرفوا على المشاريع الإبداعية التي يتم عرضها ومن ثم تبنيها والمساهمة في إنجازها على أرض الواقع.

 

فيما قال علي محمود الذي قدم مشروع كيفية بناء الماركة..إن هذا المشروع يهدف إلى تعريف صاحب الماركة بكيفية اختيار الإعلان المناسب لمنتجه من خلال التركيز على نقاط قوته وإظهارها بحيث تأخذ حيزاً جيداً في ذهن المستهلك بمعنى أن يضع استراتيجية متكاملة لبناء الماركة التي ينتجها من خلال وضع خطها البصري وخطتها الإعلانية.

 

وأوضح محمود أن مشاركته في ملتقى بيتشا كوتشا هو إطلاع الجمهور على هذا الموضوع وتعريفهم بأن هناك شيئاً أعمق من مجرد تصميم لوغو للمنتج وقال.. إن المهم هو صياغة الرسالة التي تريد قولها للزبائن بشكل صحيح ومعبر ويتم تقديمها بحرفية.

 

بدوره قال وائل أبو عياش الذي قدم مشروع تصميم الديكور المناسب.. إن المشروع يطرح المشاكل التي يعاني منها مصممو الديكور في التنفيذ في مجال التلفزيون ويقدم أيضاً طرق حلها بشكل مثالي من خلال استخراج الديكور المناسب من أفكار البرامج مشيراً إلى أن الكثير من الناس لا يهتمون كثيراً بالديكور ولكنه شيء أساسي في العمل البرامجي أو الدرامي وبالتالي فإن عدم مناسبة الديكور للعمل يشكل نقطة ضعف بالنسبة له.

 

يشار إلى أن بيتشا كوتشا هي منظمة غير ربحية وتهدف إلى تسليط الضوء على المبدعين في أي مدينة يقام فيها هذا النشاط كما يتيح موقعها الإلكتروني عرض هذه النشاطات كفرصة للآخرين عبر العالم للتعرف على إبداعات أقرانهم ونظرائهم في نوعية الإبداع الذي يمارسونه ما يساعد على تطوير الإمكانات وزيادة الخبرات.

 

يشار إلى أن فكرة ملتقيات بيتشا كوتشا بدأت عام 2003 من طوكيو حين قام مكتب كلين بيثام المعماري بتنظيم أول حدث لينتشر بعدها هذا الحدث في كل أنحاء العالم وفي دمشق أصبح الملتقى محطة ثابتة في المشهد الثقافي الإبداعي لدمشق ولاسيما مع الحضور الكثيف للجمهور السوري في إطلاعه على المشاريع المقدمة ما يعني اهتمامه بما يعرض والرغبة في سبر آفاق إبداعية جديدة على الحراك الثقافي المحلي.

 

وتشكل دمشق أكبر مدينة عربية تنضم لهذا الحدث بعد بيروت والدوحة ودبي والكويت وقد انضمت مؤخراً كل من المنامة وعمان ليصبح عدد المدن العربية التي تنظم هذا الحدث سبعاً.

 

وتسهم لقاءات بيتشا كوتشا في الترويج للمبدعين المشاركين على المستوى المحلي ونشر أعمالهم واللقاء والحوار بين المبدعين في المدينة ولعل المساهمة الأكبر هي في النشر والترويج لهم على المستوى العالمي حيث سيصار إلى وضع مساهماتهم على الصفحة الرسمية لبيتشا كوتشا على الإنترنت ليراها حضور بيتشا كوتشا في أكثر من 357 مدينة حول العالم.

 

سمير طحان وباهل قدار .. وكالة سانا

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.