تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

"ارتجالات ذاكرة" معرض للفنانة أرز الأسمر في صالة "شام محل" بدمشق القديمة

 

محطة أخبار سورية

تستضيف صالة "شام محل" في دمشق القديمة المعرض الفردي الخامس للفنانة التشكيلية السورية أرز الأسمر. وقد اختارت الفنانة للمعرض عنوان "ارتجالات ذاكرة".

بدايةً، يطرح عنوان المعرض إشكالية معرفية لغوية، فالعنوان مؤلف من مضاف ومضاف إليه، ومن اسمين غير معرفين، والمعرَّف بالإضافة في العنوان لا يحيل إلى معرفة صريحة، ولو كانت الفنانة تريد تعريفاً صريحاً لعنوان المعرض ليدل على شيء محدد قد يعين المتابع للوحاتها، ربما كان أولى بها الذهاب في التعريف نحو المجاورة، من نحو استخدام الصيغة "ارتجالات من ذاكرتي" باستخدام شبه الجملة، أو "ارتجالات" فقط؛ على كل حال لا يمكن حل هذه الإشكالية تماماً، إذ إن ميزة الفنان أنه يرتجل في إبداعه، ولا فائدة من الذهاب في تشكيل منطقي لأفكار الفنان في لحظة الإبداع. غير أن كلمة ارتجالات قد توحي للمتلقي لأول وهلة أن الفنان يجرب، أو أنه غير واثق من ما يفعل.

تلك الأفكار البسيطة، غير المبسطة، هي مدخلنا لقراءة 48 لوحة مائية ضمها المعرض، فـ"الارتجال" يجد محله في صعوبة المادة التي اختارت الفنانة أن تقدم لوحاتها بوساطتها، فمن المعروف أن تنفيذ اللوحة بالألوان المائية أكثر صعوبة من الألوان الزيتية، أو ألوان الإكريليك، اللذين يمكنان الفنان من وضع الألوان فوق بعضها مرة وراء مرة حتى الوصول إلى اللون الذي يريد التعبير به عن حالة، أو شكل، أو شعور، أما الألوان المائية فهي من الدقة بحيث أن على الفنان المجازفة في ضربة الفرشاة لمرة واحدة دون إمكانية التعديل، حتى أن رضى الفنان عن درجة اللون مرهونة بوقت جفاف اللون على الورق، المرتبط بدوره بدرجة الرطوبة والحرارة في الوسط الذي اختار أن يرسم فيه لوحته. ومن هنا نجد منطقاً لتفسير استخدام كلمة "ارتجالات"، ثم إن كلمة "ذاكرة" هي "لزوم ما لا يلزم"، فالفنان ينهل من ذاكرة القلب والعين حين يختار أن يعبر عن نفسه، ليحاور المتلقي بلغة اللون.

طغت على اللوحات في معظمها ظاهرة انخفاض درجة النور، واستبداد الظل بسطح اللوحة الذي يملأ السطح كاملاً في بعض اللوحات، وهذه الحلكة تحيلنا مرة أخرى إلى الذاكرة، التي يبدو أنها متعبة بتفاصيل كثيرة، فالوجوه حزينة، مضطربة، والألوان تميل إلى نوع من التعبيرية تقترب من التراجيدية في الحالة الشعورية للفنانة.

نذكر أن الفنانة تخرجت في كلية الفنون الجميلة في دمشق عام 2001، في قسم التصوير الزيتي، وهذا المعرض هو الخامس بعد معرضين سابقين في دمشق، وآخرين في كل من حلب وحمص.

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.