تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

"للتاريخ ولغازي القصيبي".. تفاصيل علاقة بالوزير الرَّاحل امتدت 40 عاماً

محطة أخبار سورية

صدر لخالد بن حمد المالك، رئيس تحرير صحيفة "الجزيرة" السعودية، كتاباً بحمل عنوان "للتاريخ ولغازي القصيبي"، صادر عن دار بيسان، روى عبر صفحاته تفاصيل عديدة عن علاقته بوزير العمل السعودي الراحل غازي القصيبي – رحمه الله – التي امتدت أربعين عاماً.

 

ويأتي الكتاب، والذي هو نص لمحاضرة ألقاها المالك في نادي الرياض الأدبي، بالإضافة إلى مقدمة كتاب "الاستثناء" ومقالات رثائية دونها المؤلف في القصيبي. يقول المالك: "لم يكن في ذهني أن أصدر محاضراتي في النادي الأدبي بالرياض عن المغفور له – إن شاء الله – الدكتور غازي القصيبي في كتاب، لولا ما صاحب وفاته من مشاعر هزت وجدان الأمة. فكرست الرغبة عندي وعند من أشار إليّ بذلك بإصدار هذا الكتاب لتكون المحاضرة متزامنة مع وفاته، وفي متناول من يريد أن يقرأ شيئا عن هذا العَلَم، أو يرغب بأن يتعرف على جانب من شخصية هذا المبدع، ضمن إسهامات أخرى لآخرين كتبوا ما كتبوا عن هذا العملاق في حياته وبعد وفاته".

 

وقد قسم المالك كتابه إلى أجزاء ثلاثة، فجاء في القسم الأول بالإضافة إلى المدخل حديث عن غازي القصيبي المثقف والإداري والشاعر. أما الجزء الثاني فتحدث عن القصيبي كموهوب ومجدد وصانع رأي، بالإضافة إلى موضوع "بين يدي القصائد" . أما الجزء الثالث فحمل ذكرى الوداع: باقِ في ذكرانا، في موكب الوداع المهيب، في وداعه الأخير.

 

غازي.. مادة دراسات ثرَّة وجاء في مقدمة الكتاب التي سطَّرها الدكتور عبدالعزيز الخويطر: إن الكتاب الذي بين أيدينا وفىّ معالي الدكتور غازي حقه بصفة عامة، وأرشد إلى مواقع الإبداع في سيرة في الحياة، وأجاد الأخ الأستاذ في مروره السريع، حسب ما سمحت به المحاضرة التي ألقاها، ووقتها، وكان (كماسح روض) وضع أمامنا فهرسا وافياً لكتاب حياة غازي، وغازي سيكون مادة دراسات ثرّة بحكم طبيعة تميزه كل حق حرثه وأنبته، والجامعة السعيدة هي التي سوف تفتح الباب للدراسات العليا عن غازي، وسوف يجد المتصدي للدراسات مجالات لا تحصى كلها صالحة أن تكون رسالة دكتوراه، فالشعر مجالاته لا تحصى، وأعماقه لا يوصل إليها بسهولة، ومقالاته من الكثرة والعمق بحيث لا يصعب الانتقاء منها حسب التخصص، وقصصه ورواياته فيها ميدان سباق حام لمن التفت إلى هذا الجانب، وعمله الإداري وإبداعه فيه مجال الإداريين في كلية الإدارة ليقارنوا بين ما يدرسونه نظراً وما طبقه غازي عملاً وهم أولى من يقوم بهذا، ويكثر منه ويكثر فيه، وفاء لرجل كان له تأثيره في هذه الكلية.

 

ويضيف الخويطر في مقدمته: الوفاء صفة مضيئة، تأتي عادة من نفس رضية، وروح صافية، وكلما تعددت الجوانب التي يأتي عن طريقها الوفاء، وعمقت منابعه، دل على إخلاص وعدم تصنع وهذا ما شعرت به وأنا أتابع صفة الوفاء فيما أبداه الأخ العزيز خالد بن حمد المالك، فهو لم يضع زهرة واحدة في التفاتته لمسيرة معالي الفقيد الأخ الأستاذ الدكتور غازي بن عبدالرحمن القصيبي فكراً وعملاً، وإنما نقل روضاً كاملاً من الزهور في أوقات متعددة ومتتالية قبل وفاته -رحمه الله- وبعد وفاته.

 

صفحة الحقيبة الدبلوماسية وأشار المالك في كتابه إلى بداية العلاقة بالدكتور غازي القصيبي، حيث اتفق معه على إعداد صفحة أسبوعية في صحيفة "الجزيرة" السعودية، وكان آنذاك يعمل في كلية التجارة بجامعة الملك سعود (كلية العلوم الإدارية فيما بعد) أستاذاً ثم عميداً للكلية.

 

ويضيف المؤلف: أتت الصفحة تحمل اسم الحقيبة الدبلوماسية، يكتب موادها الراحل غازي كاملة على شكل موضوعات متنوعة تعنى بالتطورات السياسية والاقتصادية على مستوى العالم، مع تركيز شديد على ما يخص القضية الفلسطينية.

 

وقال المالك: تطورت العلاقات من خلال الاهتمام بنشر الجديد من أشعاره بإخراج مميز ومساحات كبيرة تصل إلى صفحة كاملة لكل قصيدة حاملة صورته وتوقيعه.

 

ومع توقف صفحة الحقيبة الدبلوماسية، ظل يمد صحيفة الجزيرة ببعض المقالات من حين إلى آخر تعليقاً على حدث مهم أو تعبيراً عن وجهة نظر في قضية من القضايا التي يتحدث المجتمع عنها بأسلوب جميل وعبارات رشيقة وأفكار تأتي كما لو أنها تعتبر عن هموم أفراد المجتمع بموضوعية وصدق.

 

الإداري والمثقف والشاعرويفصل المالك في الجزء الأول من الكتاب الحديث عن القصيبي الإداري: انطلاقاً من استلامه رحمه الله تعالى دفة وزارة الكهرباء، والجهود التي قام بها لتطوير الخدمات الكهربائية في البلاد، وإيصالها لكل بيت وقرية مهما كانت نائية ويصعب الوصول إليها. ثم عرج على دوره في وزارة الصحة، وما قام به من تطوير لافت في الخدمات الصحية بالبلاد، استمرت ذكرى تلك الفترة مرتسمة في أذهان من عاصرها من ذاك الجيل، ثم تحدث عن عمل القصيبي الدبلوماسي سفيرا في البحرين ثم لندن، ومن ثم عودته وزيراً للمياه ثم العمل، والصعوبات التي واجهته في تلك المرحلة.

 

ويقول المالك عن القصيبي: "ومثلما هو في الصحافة، كاتب جماهيري متميز، فهو كذلك في المنابر والمنتديات، حيث الأمسيات الشعرية والندوات والمحاضرات، يأسر الحضور بصوته الجهوري الجميل والفصيح، وحضوره الذهني مع كل المداخلات ومع سيل الأسئلة التي لا تتوقف وتأخذ عادة منحى (مع أو ضد طروحات الشاعر الكبير) ما يجعل حضور مناسباته تضيق بهم الصالات والقاعات، وتتعالى فيها الأصوات، ويتسابق الحضور في التعليق وطرح الأسئلة حول ما استمعوا إليه".

 

ألَّف القلوب في مرضهوفي الجزء الثالث، دون المالك ثلاث مرثيات كتبت في وداع القصيبي، ليؤكد أن كل ما قيل وسيقال عن غازي لن يؤتيه حقه، إدارياً ومثقفاً، وشخصية وطنية فذة ومنتجة.

 

يختم المالك الكتاب بقوله: تحية للدكتور غازي القصيبي، الذي ألف القلوب في مرضه، وجمع الناس حوله عند وفاته، تقديراً لسيرته ومسيرته وسنوات من الإخلاص في عمله، فجعلهم في شهور محنته يتابعون حالته الصحية بألم، ويبكونه ميتاً، ويتذكرون باعتزاز كل أعماله الخلاقة التي قدمها هدية للوطن والأمة.

 

وعلى الغلاف الأخير كتب الناشر يقول: توجت صلتهما بوفاء نادر عبر إصدار مؤسسة الجزيرة الصحفية كتاب "الاستثناء" الذي قال عنه القصيبي إنه أهم لديه من جائزة نوبل، ولذا فحين يتحدث المالك عن القصيبي فإننا نقرأ عمراً من العمل الإبداعي والإعلامي، وتجربة نادرة في التواصل بين كبيرين قلما يتوافر مثله في عالم الصحافة والنشر والإدارة.

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.