محطة أخبار سورية
من أعماله النصبية عبر مشاركاته في ملتقيات نحتية أقيمت في سورية ولبنان (من ضمنها ملتقى النحت الأول في قلعة دمشق 1997 وملتقى النحت الأول والثاني للنحاتين الشباب 1998-1999 وسمبوزيوم عالية- لبنان لعامي 1999- 2000، وملتقى النحت في معرض دمشق الدولي، الذي دخل فيه كمشارك وعضو لجنة التحكيم)، إضافة لإنجاز بعض الأعمال الفراغية الكبيرة والنصب التذكارية والشعارات في سورية والخارج.
وتصميمه للكثير من أغلفة الكتب الفنية والأدبية.
تحوّل تقني
المهم أن الفنان أكسم السلوم يقدم نفسه في معرضه الفردي الأول هذا، بعد سلسلة طويلة من التجارب النحتية السابقة، التي أبرزت مقدرته على ترويض الكتل الحجرية الكبيرة، كما أنه أنجز في تجاربه التشكيلية المتنوعة السابقة الكثير من الأعمال النحتية البرونزية، إضافة لتجربته الطويلة في الرسم وتشكيل اللوحة الفنية الحديثة.
والعديد من الذين شاهدوا المجموعة الواسعة من أعماله النحتية الخشبية الكبيرة التي يقدمها في معرضه تساءلوا عن أسباب تأخره في إقامة معرضه الفردي الأول هذا، وكان جوابه إنه اتخذ قراراً في مراحل سابقة بأن لايقيم معرضاً فردياً قبل أن يتجاوز سن الأربعين، ربما لأنه استشف التسرع والجمود والتوجه الاستعراضي في الكثير من المعارض الشابة والتي تطرح في أوساط الفنانين والنقاد والمتابعين تساؤلات وإشكاليات لا تنتهي.
وهذا يعني أنه وبالرغم من مشاركاته في الملتقيات النحتية المذكورة، يضع ولأول مرة خلاصة اطلاعه وبحثه النحتي المكثف والمركز في دائرة الاهتمام الإعلامي والنقدي، محاولاً إيجاد خصائص التوافق الأسلوبي في العمل على خامات خشبية متنوعة (توت بري، زيتون، زنزلخت، زعرور، دلب، خشب قديم- سنديان)..
كأنه يبحث بآن واحد عن وحدة التنوع التقني في استخدام خامات الخشب وعن انسيابية الخطوط الفراغية العفوية والمتموجة.. ولهذا نراه أكثر توجهاً نحو الأداء التحويري التلقائي، وأكثر تركيزاً لإيجاد حالة من التوازن العقلي الذي يظهر بصورة واضحة في نعومة الملامس وأناقة السطوح الخشبية، مع اتجاهه في أحيان كثيرة لإظهار التأثيرات البصرية المتشكلة بعوامل الطبيعة (ألوان الخامة وحركات الدوائر والعقد وتموجاتها المختلفة).
إضافة لإبراز التآكلات المتواجدة في نسيج الكتلة بعد إزالة تلافيف قشورها وطبقاتها الخارجية.
وهذا التنوع في استخدام جذوع الأشجار المختلفة يتوافق مع قدرته على المجاهرة بالأزمنة التشكيلية، والتي تظهر من خلالها تحولاته التعبيرية في احتمالاتها المتدرجة من الصياغة البانورامية الباحثة عن مدى تداخل عناصر الأجساد والوجوه والأسماك، إلى الأداء التحويري والاختزالي في احتمالاته التجريدية التي تختصر حركة الجسد أو على الأقل تظهر إشاراته أو إيقاعاته الدالة عليه.
أفقياً وعمودياً
بعض منحوتات أكسم السلوم تقرأ أفقياً أما الأخرى وهي الأكثر في مجموعة المعرض فتقرأ عمودياً، وفي النطاق الأول يأخذ السمكة على سبيل المثال إلى اختصارات وتحويرات تتوازى مع خط الأرض، ونجد في بعض مقاطعها بعض التشكيلات الدائرية والنقوش العفوية المحفورة بوسائل وتقنيات مختلفة تحقق التوازن بين حركة انفعالية حرة وبين عقلنة ضابطة.
وفي امتداد الفراغ في الصالة تبدو أكثرية المنحوتات في إيقاعاتها الشاقولية بمثابة شخوص تقيم علاقة بين التشخيص التعبيري والتجريد، وتبدو في سيرها كما لو كانت ماضية لتلتقي ببعضها البعض، ولكن دون أن يتم بينها أي لقاء حقيقي، إنهم أناس منعزلون ومنطوون على أنفسهم ويحيط بهم الغموض، والإيقاعات المنحوتة في جسد الكتلة والتي تأخذ حركات منحنية ودائرية ونصف دائرية وبيضاوية وتصل إلى حدود استخدام كرة حجرية في أحد الأعمال الخشبية، لاتبدأ بتصورات أو بتصاميم مسبقة، وإنما تتوالد بشكل تلقائي أثناء فترة العمل في المحترف، وبعبارة أخرى حين يباشر القيام بمشروع منحوتة، لايرسم مسبقاً مايريد تجسيده، بل يترك أحاسيسه على سجيتها متبعاً معطيات الحركة العفوية التي تشحن ضربات المطرقة وحركات الإزميل، ومن هذه الحركات ينطلق لإيجاد الشكل النهائي للمنحوتة، مع إضفاء التجاويف والفراغات المستديرة والخطوط المحفورة والإيقاعات المتموجة التي تحدد خصلات شعر المرأة بإيقاعاتها الأفقية والشاقولية.
