تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

ندوة العجيلي الروائية: الروايات العربية لا تزال تبحث عن التابو ومحظوراته

محطة أخبار سورية

بدأت في دار الأسد للثقافة في مدينة الرقة أمس فعاليات الدورة السادسة من مهرجان العجيلي للرواية العربية بعنوان المحظورات في الكتابة الروائية العربية بمشاركة عدد من الأدباء والنقاد السوريين والعرب والإيرانيين.

 

وقال الدكتور عدنان السخني محافظ الرقة إن الرقة تؤكد من خلال استضافتها لمهرجان الرواية العربية أنها وريثة من شيدوا أول مسكن للبشرية على ضفاف نهر الفرات وأن عنوان الدورة السادسة للمهرجان يوحي بمسائل عديدة لعل من أبرزها أن لكل مجتمع خصوصيته غير أنه لا يعني بالمقابل القيام بصناعة محظورات وهمية تساهم بشكل أو بآخر في تقييد الإنسان نحو مايليق به من الحرية التي فطر عليها.

 

ودعا السخني المشاركين بالمهرجان لإغناء هذا الموضوع بمناقشاتهم وآرائهم البناءة و رفد المشهد الروائي العربي بفيض إبداعهم المتواصل مستذكرا شخصية الاديب الراحل الدكتور عبد السلام العجيلي الذي ترك أثراً ليس على صعيد مدينته الرقة ووطنه سورية فحسب وإنما على صعيد الأمة العربية والابداع الإنساني عموما .

 

من جانبه قال الدكتور أحمد المديني من المغرب في كلمة المشاركين إن المهرجان في دورته السادسة يؤكد وفاءه للأديب العجيلي الذي عرف في مغرب الوطن العربي و مشرقه مع بواكير نهوض المجتمعات العربية الحديثة كونه واحدا من الذين أرسوا جذور شجرة الإبداع في العصر الحديث مؤكدا ان المهرجان جاء اليوم لتبادل الفكر والإبداع في أكثر الموضوعات إشكالية في المجتمع العربي وفي علاقة هذا المجتمع بالفن والثقافة.

بدوره بين محمد العبادة مدير المهرجان ان المهرجان ينتظر مساهمات الأكاديميين والمبدعين والنقاد لتقديم تجاربهم ورؤاهم الفنية والفكرية المستقبلية لتطوير الكتابة الروائية العربية ومنحها آفاقا معرفية و جمالية أوسع وأكثر تطورا توازي هموم الإنسان العربي و طموحاته.

 

وتضمن حفل الافتتاح عدة معارض لفن التصوير الضوئي والكتاب العربي ومخططات هندسية لمشروع إعادة تأهيل منطقة مابين الجسرين في مدينة الرقة وأعمال يدوية لجمعية الإعاقة والتأهيل وعرضا فنيا لفرقة الرقة للفنون الشعبية من التراث السوري.

 

يذكر أن فعاليات المهرجان تستمر لمدة ثلاثة أيام وتتضمن جلسات وندوات صباحية ومسائية وشهادات للأدباء والنقاد المشاركين.

وركزت الندوة الأولى في مهرجان الدكتور عبد السلام العجيلي للرواية العربية على الموضوع الرئيسي للمهرجان وهو المحظورات في الكتابة الروائية العربية حيث تحدث الناقد السوداني آدم كومندان حسب النبي في البداية عن تجربة الروائي الراحل الطيب صالح والأرضية الروائية التي بناها في الرواية السودانية والعربية ككل وقدرته في مرحلة من المراحل على تجاوز الكثير من المحظورات وخاصة على الصعيد اللغوي.

 

وقال كومندان في الندوة التي ترأسها الروائي السوري نبيل سليمان ان مفردات الطيب الروائية الأخاذة قدمت فضاءات واسعة للرواية العربية وصورت السودان من وجهة نظر كاتب واع ومنتم.

 

وأشار حسب النبي إلى الذكاء الكبير الذي تعامل به الطيب صالح مع الواقع واعتماده على الصوفية في محاكاة الكثير من القضايا ما أسهم في تكوين سرد روائي مميز وعفوي وتلقائي وقادر على تجاوز الفضاء السوداني إلى ما هو أرحب بالرغم من أنه استمد رواياته من المجتمع المحلي في السودان.

 

بينما تناول الروائي السوري نصر محسن قضية المحظورات والأساليب التي يتبعها الكاتب العربي للهروب منها ما يؤدي في كثير من الأحيان إلى تضليل اللغة والهدف داعياً إلى ضرورة أن يكون المثقف هو من يضع المحظورات بحيث تكون متناسبة مع العطاء والإنتاج الفكري.

 

وتحدث الروائي السوري ابراهيم العلوش عن المكان في الرواية العربية وقال إن غيابه في الكثير من النصوص يضر بالرواية ويلغي في الكثير من الأحيان هويتها.

 

وأشار إلى أن الكتاب الجدد في سورية صاروا أكثر جرأة في تسمية الأماكن فيمكن أن نجد الكثير من الأمكنة والشوارع في الروايات لافتاً إلى أن إهمال المكان كان جانباً من جوانب المحظورات.

 

وفي الندوة الثانية التي ترأستها الدكتورة شهلا العجيلي عضو اللجنة العلمية للمهرجان كان موضوع قدرة بعض التجارب الروائية العربية في تجاوز المحظورات أكثر حضوراً حيث ركز الباحث الدكتور أحمد المديني من المغرب على المضامين اللغوية في السرد الروائي العربي وقدرة بعض الروائيين على توظيف اللغة في سياق الترميز لإيصال الرسالة مستشهداً برواية الشاعر الأردني المتجه حديثاً إلى الرواية أمجد ناصر "حيث لا تسقط الأمطار".

 

بينما استشهدت الروائية والإعلامية المصرية مي خالد بنص قصصي لها حول موضوع الأثر الذي تحدثه الجرأة الروائية على الروائي بحيث قد يفقد الروائي بعض علاقاته الشخصية نتيجة حالة الكشف التي يقدمها لشخصيات يعرفها ما يؤثر على حياة الروائي ويعرضه في الكثير من الأحيان لأخطار اجتماعية كبيرة.

 

وتساءل الدكتور هايل الطالب من سورية لماذا اتجهت الروايات العالمية للبحث عن بؤر أخرى للإدهاش بينما لا تزال الروايات العربية تبحث عن التابو ومحظوراته.

 

واتجه الطالب نحو قضية الجسد في الرواية التي تكتبها الروائيات السوريات حيث وجد أن هذه القضية الإشكالية تثير الكثير من حالات النقد المختلفة وباتجاهات متباينة مستشهدا بأربع تجارب روائية سورية للروائيات سمر يزبك وهيفاء بيطار وفوزية المرعي وسلوى النعيمي.

 

واختتمت فعاليات اليوم الأول من المهرجان بجلسة ترأسها الروائي جمال ناجي من الأردن استكملت فيها قضية المحظورات في الكتابة الروائية العربية مع الروائي خليل الجيزاوي من مصر والروائي الحبيب السالمي من تونس اللذين تحدثا عن الرواية العربية ومشكلاتها في تجاوز المحظورات وطبيعة هذه المحظورات والتجارب السردية التي استطاعت تجاوزها أما النحات والروائي أيمن ناصر فقد قدم تجربته في رواية "اللحاف.. تسعة أيام في حوث" حيث قال.. كانت رغبتي أن أبدأ من حيث انتهى أقراني التشكيليون الذين كتبوا الرواية وسبقوني في تحميل رواياتهم تناغماً جمالياً بين اللون والكلمة ولن أستطيع التحدث عن تجربة أحد منهم فهذه مهمة النقاد الأكاديميين والباحثين المتخصصين لذا ستكون هذه الرؤية أقرب إلى شهادة شخصية عن تجربة نحات تورط في تشكيل رواية يرى أن أزمته مع الواقع مستمرة ودائمة بين ابتهال اللون وألق الكلمة.

 

وأشار ناصر إلى أن ملكة الكاتب لا تقتصر على إدراك أصول اللغة ومعرفة قواعدها بل تتعدى إلى تفجير ما في اللغة من طاقات تثير كوامن النفس تحركها قوة الخيال بسرد فياض بالصور ثري بالأضواء والظلال مليء بالشحنات الوجدانية الموحية بعيدا عن الحشو والثرثرة المجانية.

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.