تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

عاصم الباشا يعود من اسبانيا ليعرض في دمشق

 

 

النحات والأديب السوري عاصم الباشا يعود إلى دمشق من بلد المهجر إسبانيا ليعرض مجموعة من أعماله تعود لعدة مراحل متنوعة تمثل وتختصر جزءاً من مراحل أعماله التشكيلية النحتية بفترات زمنية متفاوتة ليعرضها في صالة تجليات للفن التشكيلي.
وضم معرض الفنان عاصم الباشا مجموعة متنوعة من الأعمال الفنية ذات الخامات المتعددة والتي تشكل تلخيصاً لتجربة فنية تزيد على 40 عاماً.
فتنوعت الأعمال الفنية بين الرسم على الورق أو الخزف أو الاشتغالات النحتية بخامات متعددة من صلصال وبرونز ومعدن مباشر وإن هذا التنوع المقصود ليس محاولة لإثبات الذات بل تأكيد على التزام بخط فني لم يتغير مثبت منذ بدايات التجربة ومؤكد في الدراسات والكروكيات المشغولة كمادة أولية للنحت ظهرت فيها قوة الخط والتلخيص الشديد للظل والنور والتقشف اللوني.
وعلى هامش المعرض التقت «الوطن» الفنان عاصم الباشا الذي قال: إن المعرض يشكل محاولة لاستعادة أغلب مراحل تجربتي الفنية ولكن بشكل مصغر جداً إذ إنني انتقيت نماذج قليلة من كل مرحلة لأكشف للجمهور بعد 14 عاماً من الغربة خارج سورية عن همي التشكيلي الحالي. وأضاف الباشا الذي قدم معرضه تجربة جديدة تعتمد على المعدن المباشر مع الحفاظ على خطه التعبيري.
إن مبدأ استحالة كمال العمل الفني يجعل الفنان دائم البحث والتجربة مشيراً إلى أن التنويع الذي يضمه المعرض شيء حتمي على الإنسان المتعايش مع محيطه وما يجري حوله وبهذا فإن الحياة قادرة على إمداده بالكثير من الأفكار وحالات التطوير التي يبحث عنها معتبراً أن الحركة الدائمة على مستوى الوعي والعمل من شروط هذا التطور، وبيَّن عاصم أن المرأة والطبيعة أساس الحياة والفن بالنسبة إليه، فمن يمعن النظر في أعماله الفنية يجد أنه لم يقدم الأم والأخت والحبيبة فحسب بل يجسد الأنثى التي تحمل الكثير من المعاني بالنسبة إليه.
واعتمد أسلوب البساطة وكان هاجسه الأول المرأة وبحث عنها لأنه رأى فيها الجمال وربطها بالمجتمع وعمل على إظهار ملامح جسدها بأسلوب راقٍ، وقد اعتمد الفنان بشكل واضح على الاتجاه التعبيري في الأعمال التشكيلية.
ورغم غربته وإقامته في إسبانيا إلا أن الفنان الباشا ظل محافظاً على سمة الانجاز الإبداعي الغزير من خلال مشاركاته المتعددة في أعمال نصبية وملتقيات ومعارض فردية ومشتركة حول العالم بدءاً من كوريا الجنوبية وحتى كوبا كما أنه ظل وفياً لبيئته يستلهم منها ويجد فيها المنهل الذي لا ينضب.
ويضيف: إن كل الأعمال التي اشتغلتها تؤكد أنني ابن سورية وأن التراث السوري القديم يشكل أساس عملي وتربيتي الفنية كما حاولت خلال أعمالي الخارجية أن أترك فيها شيئاً وملمحاً من ملامح حضارة الشرق ولاسيما السورية من خلال اعتماد هذه الأعمال على الحركة الداخلية للكتلة.
والجدير بالذكر أن الفنان عاصم الباشا من مواليد بوينس أيرس في الأرجنتين عام 1948 تخرج عام 1977 في معهد سوريكوف العالمي للفنون التشكيلية بموسكو ثم انتقل للإقامة والعمل في غرناطة بإسبانيا.
وخلال مسيرته الفنية الطويلة عرض الباشا عدداً كبيراً من المعارض الفردية داخل سورية وخارجها ونال عدة جوائز مهمة.
وعدا إبداعه الفني فإن للفنان الباشا مجموعة من الأعمال الأدبية بينها رواية وبعض من أيام أخر ومجموعة قصص بعنوان رسالة في الرأس ويوميات الشامي الأخير في غرناطة التي نال عنها مؤخراً جائزة ابن بطوطة الأدبية لأدب الرحلات.

 

**ديما ديب  

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.