"
تونس- يمينة حمدي/ محطة أخبار سوريا
"ورقة حمراء" هو مولود مسرحي جديد من نوع ال "وان مان شو" ""one man shew رأى النور يوم 28 كانون الأول/ ديسمبر 2010 والعمل في طرحه الهزلي المتهكم تطرق إلى ظاهرة العنف المسلط على الحكام الرياضيين داخل الملاعب الرياضية وخارجها، انها فكرة جديدة ورأية مغايرة لما شهدته الساحة التونسية في مجال الفن الرابع وخاصة المسرح من نوع ال "وان مان شو"، انطلق منه الممثل جلال الدين السعدي.
حاول بطل العمل الذي أخرجه كمال العابد وكتب نصه مع حافظ الجديدي، الجمع بين شخصيات متعددة ومتداخلة تفاعلت فيما بينها لكن الرابط بينها كان شخصية "جلول" ذلك الفتى الذي يتوق الى أن يصبح لاعب كرة قدم محترف الا أن والده فرض عليه امتهان التحكيم الرياضي.
ويتطرق النص في مجرى أحداثه الى نتائج خضوع "جلول" لرغبة والده، حيث اصبح ضحية عنفين مادي ومعنوي، يتعرض له من الجمهور الرياضي لا سيما من قبل الانصار المتعصبين للجمعيات الرياضية والذين يحملون عادة التحكيم مسؤولية هزيمتهم. إنها ظاهرة باتت جلية في المشهد الرياضي الراهن عبر عنها السعدي من خلال استعراض مواقف طريفة في ظاهرها الا انها تحمل نقدا لاذعا لما خلفته هذه العقليات من انعكاسات سلبية على وضع الحكام.
جلال الدين السعدي في تجربته الاولى مع الشكل المسرحي الاكثر رواجا في السنوات الاخيرة ، تناول موضوعا جديا ومثيرا في الواقع الاجتماعي خاصة وان الجانب الرياضي وتحديدا كرة القدم التي أصبحت بمثابة "الأفيون" لمختلف شعوب العالم، لكن ما نعيبه على بطل العمل هو استعماله لتقنيات تعبيرية وخطابات هزلية مستهلكة دأبت عليها الجماهير وهذا ما جعل العمل رتيبا لم يتجاوز دائرة المألوف والمتداول في هذا الصنف من الفن "الوان مان شو" الذي يتطلب دائما قدرات هامة وتوظيفات جديدة للتعبير المسرحي كما أن ضعف توظيف الاضاءة والديكور اثر على بلوغ المستوى المنشود للمسرحية التي قد ترتقي الى مستوى افضل في عروضها المقبلة.
لكن مع ذلك تبقى الرسالة التي أراد القائمون بالعمل تبليغها الى ال
