تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

لوحات الفنانة سارة شمة في الآرت هاوس تستنبط أحاسيس المرأة وانفعالاتها

محطة أخبار سورية

افتتح في صالة فندق الآرت هاوس مساء أمس معرض الفنانة التشكيلية سارة شمة الذي حمل عنوان ولادة ويضم 25 عملاً زيتياً جديداً من قياسات مختلفة رسمت أغلبها خلال عام 2010.

 

وعمدت الفنانة شمة إلى رسم ذاتها المتمثل في مرحلة معينة من حياة المرأة في حالة من الإسقاط الجريء ومحاولة عكس مشاعر المرأة بشكل عام فاستحوذت روحها الحسية على انفعالاتها وقوة خطوطها في عملية بناء وهدم كي ترمم روح المرأة المضطربة والقلقة بطبيعتها.

 

ولم تكتف شمة بتجديد الموضوع المحكوم بحالة الولادة فيزيولوجياً ونفسياً بل ظهر التجدد والتطور على ملامح لوحتها لونياً وتقنياً متبعة حدسها في البناء اللوني وخصوصاً لاستلهام رؤى بصرية من فكرة طالما استعصى على الكثيرين شرحها.

 

وفي تصريح لوكالة سانا وصف الدكتور رياض عصمت وزير الثقافة خلال افتتاح المعرض الفنانة شمة بالاستثنائية نظراً لحسها العالي في الفن التشكيلي إضافة إلى تميزها بدقة التصوير والبراعة في رسم البورتريه والتفاصيل الأخرى وهذا ما أهلها لتحوز عدة جوائز عربية وعالمية موضحاً أن ما تقدمه الفنانة شمة في هذا المعرض يشكل نموذجاً للفن الجماهيري الراقي.

 

 

وقال وزير الثقافة: إن معرض الفنانة شمة يتميز بمناخ جديد وتجربة متكاملة وهي تجربة المرأة عند الحمل والولادة مشيراً إلى أن هذه التجربة الحسية تستطيع أن تمس مشاعر أي إنسان رجلاً كان أم امرأة وتعيده إلى ذكريات وأحلام سابقة.

 

وأوضح الدكتور عصمت أن وزارة الثقافة مهتمة من خلال مديرية الفنون الجميلة بإقامة المزيد من المعارض الفنية لجميع الأجيال ولاسيما أنها تعتزم قريباً إطلاق بينالي للفنون الجميلة على مستوى دولي فضلاً عن إقامة ملتقى للنحت إضافة إلى استقطاب تجارب الفنانين المبدعين في إطار حرص الوزارة على البحث عن الفن الجيد.

 

من جانبها أشارت الفنانة سارة شمة إلى إنها رسمت هذه المجموعة خلال فترة حملها في الأشهر الأخيرة فجاءت متأثرة بمشاعر الأمومة التي أينعت داخلها وقالت: إن الأعمال المعروضة التي أنجزتها في مرحلة حساسة من حياتي رافقتها إرهاصات ومشاعر بدت واضحة على اللوحات بشكل متسلسل.

 

وأوضحت شمة أن لوحاتها شهدت على المستوى الفني تطوراً في اللون والتكوين والموضوع وبهذا فالمعرض يقترب من أن يكون توثيقاً ولاسيما أن الفنان عادة ما يرسم الأشياء التي يشعر بها.

 

وشهد المعرض بيع مجموعة من المنتجات التي تحمل صور بعض اللوحات كالبوسترات والفناجين وغيرها إضافة إلى كاتالوغ المعرض لمصلحة برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة وذلك في خطوة من خطوات سارة شمة لدعم مشاريع البرنامج.

 

وكان برنامج الأغذية العالمي اختار الشهر الماضي الفنانة شمة كشريك له لتعمل على دعم مشاريعه الإنسانية وتسليط الضوء عليها من خلال مكانتها وشهرتها في الوسط الثقافي والفني وسيتخذ هذا الدعم مظاهر عدة أهمها قيام الفنانة عما قريب برسم لوحة ذات قياس كبير مستوحاة من معاناة المحتاجين واستجابة برنامج الأغذية وستباع هذه اللوحة في نهاية عام 2011 في أحد المزادات العلنية بعد أن تكون قد جالت عدة معارض محلية ودولية وسيعود كامل ريعها لبرنامج الأغذية العالمي.

 

 

وفي هذا الشأن قالت شمة: إن ارتباطي بأكبر منظمة إنسانية في العالم يعد أمراً جيداً بالنسبة لي لأنني كنت دائماً أرغب في تقديم شيء للآخرين وتأكيد الاهتمام بشؤونهم إضافة إلى لفت نظر لما يقوم به البرنامج والمنظمات الأخرى في مساعدة المحتاجين.

 

من جهته قال النحات أكثم عبد الحميد مدير الفنون الجميلة إن ما يميز الخط الفني للفنانة سارة شمة هو الأسلوب الذي ينم عن شخصيتها وما تنتجه من أعمال لها علاقة برؤيتها تجاه ذاتها وتجاه محيطها وهذا ما يعلل سبب مقدرتها على تحديد شخصيتها بهذه السرعة واستطاعتها تكوين هوية واضحة ضمن الفن السوري المعاصر.

 

وعلى المستوى التقني وصف عبد الحميد الفنانة شمة بالجيدة وذات الحضور المتميز والمقدرة الواقعية حتى يخال المتلقي أن ما ترسمه هي صورة فوتوغرافية وقال: إن لديها إبهاراً تقنياً وجرأة في الاستخدام اللوني فضلاً عن التكوين الجميل.

 

فيما رأى الفنان عبد الله السيد أن المعرض يؤكد تحولاً في أسلوب الفنانة شمة ولاسيما من خلال العمليات التشكيلية الجميلة في لوحاتها التي أدخلت فيها عنصراً عفوياً مع أسلوبها الخاص في رسم الشخصيات إلى جانب اهتمامها بإدخال اللون العفوي وإسقاطه في اللوحة.

 

بدوره أكد الفنان سعد يكن أن تجربة الفنانة سارة شمة ليست غريبة أو جديدة على جمهور الفن وإنما هذا المعرض الذي يمكن وصفه بالجديد يشكل امتداداً لهذه التجربة التي تعتمد فيها على الإنسان المتحرك ضمن تكوين مغلق وقال: إن هذه الحالة يحرض انفعالاً قوياً عند المتلقي لأن هناك تركيزاً على الشخصية المرسومة.

 

يشار إلى أن الفنانة سارة شمة من مواليد عام 1975 بدأت ممارسة الرسم في سن الرابعة وانتسبت إلى كلية الفنون الجميلة قسم التصوير الزيتي في جامعة دمشق وتخرجت منها عام 1998 وحققت الفنانة شمة في عمر مبكر حضوراً جيداً فقد درست بضع سنوات في مركز أدهم إسماعيل للفنون التشكيلية وكانت عضو لجان تحكيم في عدة ملتقيات وفعاليات فنية وشاركت في الكثير من المعارض الفردية والمشتركة داخل سورية وخارجها وحصدت العديد من الجوائز المحلية والعالمية بينها الجائزة الأولى في بينالي اللاذقية عام 2001 والجائزة الأولى للرسم في مسابقة الفن العالمية للتاريخ الطبيعي في متحف جنوب أستراليا مدينة أدوليد عام 2008.

 

*- باهل قدار

 

 

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.