تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

"أقواس وأفكار".. البحث العلمي في الإبداع والتنمية

 

محطة أخبار سورية

ركز التقرير العربي الثالث للتنمية الثقافية للعام 2009 الذي أصدرته مؤخراً (مؤسسة الفكر العربي) على قضية البحوث العلمية والابتكار في العالم العربي وعلى دور البحث العلمي في الإبداع والتنمية من حيث المردود المجتمعي والاقتصادي للمعرفة العلمية ووضع الصناعات العربية ومدى استيعابها للإبداع.

 

يتضمن التقرير أرقاماً وتحليلات عن أزمة البحث العلمي العربي، وعن كيفية تواصل الجمهور العربي رقمياً في 20 فرعاً ثقافياً، وعن عدد الكتب التي تم نشرها وعن الرواية والسينما والأقنية التلفزيونية العربية ومن خلال استعراض بعض الأرقام يتضح لدينا أن الفقر العربي في الإنتاج العلمي والثقافي مدقع جداً الأمر الذي ينعكس سلباً على تطور الحياة العربية بشكل عام. ‏

مثلاً عدد براءات الاختراع العربية المسجلة عالمياً، بين عامي 2005 و2009، لم تتجاوز 475 براءة اختراع، بينما بلغت في ماليزيا وحدها /566/ براءة، وإذا اعتبرنا أن عدد سكان العالم العربي يبلغ نحو /330/ مليون نسمة وعدد سكان ماليزيا نحو /26/ مليون نسمة، فإن معدل الإبداع في ماليزيا هو /15/ ضعفاً لمعدل الإبداع في الدول العربية مجتمعة. ‏

 

وأما بخصوص الموارد المخصصة للبحث العلمي بالنسبة إلى إجمالي الدخل القومي، فإن المتوسط العربي (باستثناء السعودية وقطر وهما من أكثر الدول العربية إنفاقاً على البحث العلمي) لايتجاوز 2%، بينما يبلغ في السويد واليابان وفنلندا نحو 3.4 بالمئة، ولئن كان دور الجامعات في دعم الأبحاث لأساتذتها في المجالات العلمية العالمية، ووفق الأبحاث المنشورة في الدوريات المفهرسة عالمياً، يظهر أن هناك /5/ جامعات عربية فقط ضمن جامعات الألف الأولى في العالم. ‏

 

ضمن باب التأليف والنشر أظهر استبيان عشوائي تم إعداده في معرضي القاهرة وتونس للكتاب أن /90%/ من المستطلعين فضّلت الكتاب المطبوع مقابل 10% فضّلت الكتاب الرقمي و(الفئة العمرية الأكثر اهتماماً بالقراءة عبر الانترنت هي مادون سن العشرين، ومن ضمن محفزاتها قلة التكلفة، وانها في متناول كفاءاتهم المعلوماتية العالية). ‏

 

ومن خلال استطلاع /154/ دار نشر تمثل معظم الدول العربية. ولم تنشر تلك الدور، خلال عام 2009 سوى /2683/ عنواناً منها 46% طبعات ثانية، علماً أن مصر جاءت في المقدمة (بنسبة 39% من الاصدارات)، تليها سورية 15%- السعودية 12%- الأردن 9% يحفل التقرير بمعطيات وأرقام غنية عن الواقع الثقافي والعلمي العربي، وهو جهد مشكور لـ (مؤسسة الفكر العربي) لما قدمته في التقرير الذي يوجهنا إلى مكامن الخلل الواقعة في الحياة العربية العلمية والثقافية من خلال المقارنات على الأقل ليس مع الدول المتقدمة فحسب، بل مع الدول التي تتماثل ظروفها مع ظروفنا، لكن تمكنت من تحقيق قفزات تنموية غدت مثالاً يحتذى. ولاأدل على ذلك إلا التجربة الماليزية وتجارب دول شرق آسيا التي أخذت تنافس سيطرة البلدان المتقدمة على الابتكار والإنتاج والمنافسة. ‏

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.