محطة أخبار سورية
عودنا الفنان رابي جرجس أن يستوحي أعمالاً تتعلق بتساؤلاته الذاتية حول الهوية الفردية لكلا الجنسين من الشرق والغرب، تساؤلات تطرح نفسها دائماً عند لقاء ثقافتين مختلفتين.
وفي عمله الأخير الذي عنونه ب «حدائق باردة» وعرض في المركز الثقافي الألماني - معهد غوته في دمشق - قدم الفنان تجهيزاً فراغياً ومعرضاً للصور الضوئية.
وقد تخطى رابي جرجس في عمله الإيحائي هذا حدود تفكير الرجل، عابراً إلى عالم المرأة الاجتماعي، واستخرج تمثيله الحقيقي للعلاقات الاجتماعية التي هي موضوع أعماله عبر اكتشافه وخلقه لجمالية اختار لها مؤشرات معينة مثل الملح والحرير والحبر الأسود، أو حتى سكاكين فولاذية.. لقد استطاع رابي عبر الشعائر التقليدية والطقوس التي ابتكرها في عرضه أن يربط بين هذين العالمين مستخدماً لذلك بعض الرموز مثل رقص الدراويش ( الميلوية) وشعائر الزفاف وغير ذلك..
وفي دردشة سريعة قال:
-- ولدت في ألمانيا، وعمري الآن 29 سنة، درست الفنون الجميلة وقبل ذلك تخصصت بفن تصميم ملابس المسرح، والاهتمام بالفنون ليس حديثاً في عائلتي، بل هو موروث تناقلناه في العائلة ومن أجل التخصص درست في الإخراج..
- ما مفاهيم الرموز التي استخدمتها في عرض «حدائق باردة»..؟
-- في العرض استخدمت الأرز بكميات كبيرة، حيث جعلت منه بساطاً يغطي مساحة العرض، والأرز يرمز للدفء، وللجو العائلي، وللمرأة بشكل عام، والأم بشكل خاص، فكما هو الأرز طعام يسد رمق الجائع، كذلك الأم تمنح الدفء والحنان لعائلتها جميعاً.
- ما دور الرقصات الصوفية في هذا العرض؟
-- الثياب التي أديت فيها رقص «الميلوية» كتب عليها أفكار عن الحب باللغتين الألمانية والعربية، وهي مكتوبة بمشاركة الأصدقاء والصديقات، كل منهم كتب عبارة تعبر عن المشاعر السامية وأثناء الدوران تنصهر هذه الأفكار وتذوب في النفس وبالمحيطات حتى ينتشر كلام الحب هذا في العالم الخارجي المحيط به.
- وماذا يرمز كلام الحبر الأسود الذي تسكبه ويغطي جميع أجزاء جسمك؟
-- هذا الحبر أسكبه على نفسي، حتى تمحى هذه المعاني السامية من نفسي لتذهب وتنتشر إلى جميع من حولي، وهي دعوة للجميع، لنشر الحب وخصوصاً نحن نعاني أزمة في العلاقات الإنسانية.. ويبقى الحب هو الرمز الأسمى وهو الذي ينتصر أخيراً، في عالم كادت تطفو عليه المادية، والنرجسية.
- ماذا تسمي هذا الأداء الذي تقوم به بمفردك؟
-- أولاً الأداء كل يقرؤه حسب معطياته، ورؤيته الخاصة، لكن يبقى الأرز هو رمز للدفء والحياة.
يسمى هذا العرض بالفن الأدائي وهو جزء من الفنون الجميلة ويعتمد على التجهيز الفراغي بفن أدائي..
يرافق العرض معرض للصور الضوئية المعبرة.. ويتميز العرض بأن الفنان هو صاحب الفكرة، وهو المؤدي الوحيد في العمل..
- ما الأعمال التي قدمتها؟
-- شاركت بمعارض فردية عديدة، وببعض المعارض الجماعية، ومن العروض، العين بالعين، ماذا تريد أن تكون، وهذا العرض بعنوان حدائق باردة، وأحضر لعمل سيقدم في حلب باسم حدائق ساخنة..
