تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

العقرب الفضي:أول الإنجـــازات وبـــداية لسلسلة تعــــاون مشترك

 

محطة أـخبار سورية
 أعترف أن ثمة خجلاً راودني وأنا أتهيّأ لمشاهدة العرض الأول من كتاب الرسوم المتحركة (العقرب الفضي) أمس، لبضع دقائق كنت أستحضر كمّ الأسئلة التي انهالت قبل ستة أشهر في المؤتمر الصحفي الذي أطلقت فيه مبادرة الأيدي المفتوحة لقمة قدرات الشباب بين مجموعة من اليافعين والشباب من الأشخاص ذوي الإعاقة في سورية وأمريكا، في صنع نموذج لبطل خارق مشترك، وأجزم أن العديد من زملائي خرج بانطباع شرحه في كمّ التساؤلات حينها عن الفجوة والاختلاف وأي صورة سترسم بعد ورشة العمل لعالمين: الأول تكرس أحداثه الساخنة مشاهد القتل والحروب من كل بقعة حوله، والثاني يكرس ربط الإرهاب بالعرب والمسلمين.
 
لكنني أعترف أيضاً ان ثمة مساحات حوار علينا عدم تجاوزها لأن بإمكانها أن تغير الكثير أيضاً. ‏
منذ ذاك الحين وأنا أتشوق لرؤية النموذج (للبطل الخارق) الذي سيصنعه لقاء اليافعين والشباب من كلا البلدين.. لقد كان العرض أكثر من رائع والنتيجة مذهلة. في كل منا قوة وشجاعة لا بد من أن نتحاور ونتحد لإبرازها من أجل عالم أفضل. ‏
 
أهمية المبادرة التي أطلقت قبل ستة أشهر في دمشق (الأيدي المفتوحة) أنها وجدت كما يؤكد أصحاب المبادرة أيدياً مبادرة لها ومفتوحة من السيد الرئيس بشار الأسد والسيدة عقيلته، لأن الناس هنا مشجعون ليؤدوا بصوتهم وليؤدوا دورهم في صنع مصائرهم كما وصفهم أصحاب المبادرة قائلين إن سورية تؤمن بشعبها ونحن نؤمن أن الشعوب تملك مفاتيح التعاون، تعاون يمكن أن يخلق أموراً مذهلة.
 
‏في البدء كان الحوار ‏
بالأمس حضرت السيدة أسماء الأسد إطلاق كتاب الرسوم المتحركة وشاركت الحاضرين مساهمين ومعنيين من شباب ويافعين وجهات أهلية وأصحاب مبادرة الأيدي المفتوحة في مشاهدة العرض الأول من (العقرب الفضي) وهو أول نتاج للتعاون القائم بين المبادرة وعدة جهات أهلية في سورية في دار الأوبرا للثقافة والفنون بدمشق. ‏
 
ويحكي العرض (العقرب الفضي) عبر الرسوم المتحركة قصة شخصية كوّنها وطورها مجموعة من الشباب والشابات عندما اجتمعوا في ورشة عمل قبل أشهر سميت (قمة قدرات الشباب) وهم 13 شاباً وشابة سوريين مع عشرة من نظرائهم الأمريكيين. وتعرفوا بعضهم على بعضهم الآخر وتناقشوا وتحاوروا حول الأسس والاستراتيجيات الممكنة لتحسين حقوق الأشخاص المعوقين وظروفهم. ‏
 
وبعد النقاش قاموا بوضع فكرة كتاب للرسوم المصورة تعزز فكرة المساواة والدمج عبر اختراع شخصية البطل في قصة العقرب الفضي، واسمه بشير وهو شاب فقد ساقيه في حادث مأساوي على أيدي عصابات عنيفة، يلجأ للعزلة ويستغرقه الأسى ويرفض نظرات الإحسان والشفقة عليه كشخص معوق. وبعد أن يشهد بالمصادفة مقتل ابن بلدته طارق (الحداد الغامض) يتم اختياره دون علمه ليكون الحارس الجديد لقوة أزلية بقيت مخبأة لقرون عدة، ومع امتلاك بشير لمقدرات جديدة تمكنه من التحكم بالجديد من حوله يجب عليه ان يقرر بعدها كيف يستخدم هذه الهبة وكيف يوازن الكفة بين العدالة والانتقام. ‏
 
وهي قصة تصور البطل الخارق الجديد (بشير) كأحد الأشخاص ذوي الإعاقة الذي يملك قدرات أخرى. وهي كما ذكرنا مستوحاة من أفكار مبتكرة لمجموعة من الشبان السوريين والأمريكيين وتمثل أول نتاج للتعاون وسيليها سلسلة من المبادرات التي ترسم شخصيات أخرى. ‏
ومن ثم الثمار ‏
وكان مؤسس مبادرة الأيدي المفتوحة جاي تي سنايدر قد بين قبل بدء العرض أن هذا العمل قد جاء نتيجة لأفكار من تلاقي أطفال سوريين وأمريكيين وان بإبداعهم وبتعاونهم قد ساهموا في بعث الأوصال في الحياة، مشيراً إلى أن مبادرة الأيدي من أجل تعزيز الدبلوماسية المفتوحة بين أناس عاديين، مستعرضاً مراحل العمل في ستة أشهر ومخاض هذا التعاون متوجهاً بالشكر لكل من المنظمة السورية (آمال) للمعوقين ولجمعية النور والزهور ولجمعية السفينة ودار بترا للنشر ومؤسسة فيكتور بينيدا (مؤسسة تربوية معنية بالإعاقة)، وشركة ليكويدكوميكس وللفنان قصي خولي ولجميع من شارك في مشروع التعاون وفي الوصول إلى أول نتاج سيقدم في جميع أنحاء العالم. ‏
 
وأوضح سنايدر أن المدهش ليس في النتاج للكتاب المصور بل في مجمل الظروف التي أحاطت بالمشروع وتخطاها الشبان والشابات، عندما كانوا يتحدثون بلغتين مختلفتين وثقافتين مختلفتين ومع ذلك أوجدوا أرضية مشتركة لتبادل قصصهم وأبدعوا في تصويرهم. ‏
 
وهو ما يثبت أن توفير منصة لشعبين مختلفين ليتحدثوا معاً يمكن أن يحدث أعمالاً خارقة ويمكنه صنع شيء ذي قيمة. ‏
بعد عرض فيلم قصير عن مشروع مبادرة الأيدي المفتوحة في دمشق وقمة قدرات الشباب ومراحل العمل وصولاً إلى بلورة المشروع بنتاج سيصل للملايين من الأطفال واليافعين والشبان في العالم. ‏
‏وبعدها الاستمرار ‏
أهمية هذه المبادرة التي انطلقت من دمشق وأطلق بالأمس أول نتاج لها لا تنطلق فقط من كتاب للرسوم المتحركة قد صدر على أهميته وفحوى مضمونه ودلالاته, رغم أنه يستحق أن تفرد له المساحات, وربما لاحقاً سنفرد تفاصيل أخرى حوله, بل ثمة أهداف مجتمعة تحققت لا يقل كل منها في الأهمية عن الآخر سواء لجهة الحوار والتعاون وتجاوز الاختلاف في الثقافات والانطلاق من منصة حوار كما وصفها سنايدر, بل لجهة التصدي والخوض في قضية محورية في هذا العمل ألا وهي حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في العدالة والمساواة والأهم في الدمج كحق أساسي أو (كشخصية بشير البطل الخارق من الأشخاص ذوي الإعاقة), وكذلك لجهة استمرارية التعاون في المبادرة التي لقيت النجاح الكبير وفي استنباط قصص وحكايا لأشخاص جدد قد يكونوا مصدراً لنتائج مذهلة دوماً. ‏
 
حرص اليافعون والشباب السوريون المشاركون في المبادرة من عدة جهات أهلية ومعهم الفنان قصي خولي الذي أدى شخصية بشير في العقرب الفضي, على التوقيع في نهاية العرض على كتب الرسوم المتحركة التي صنعوها بأفكارهم ومشاركتهم, وفي تصريح لـ(تشرين) تحدث عبد الرحمن ملا حسين 21 عاماً عما استفاده من مشاركته قائلاً: لقد اكتسبت الكثير من الثقة بالنفس وبمن حولي, ولن أقف عند هذه النقطة في الحياة بل يجب أن أقدم جميع الافكار التي اكتسبتها إلى أصدقائي ومجتمعي.
 
‏في حين بدت الشابة رهف المصري 21 عاماً أكثر سعادة وهي تدعو الناس لمشاهدة البطل الخارق (العقرب الفضي) الذي ساهمت بصنعه مع أطفال من أمريكا جاؤوا للنقاش والحوار معهم. ‏
 
بينما أشارت ولاء من جمعية النور والزهور أثناء إطلاق العرض إلى أن للمشاركة أثراً إيجابياً كبيراً حيث تعرفت على ثقافة الشعب الأميركي من شبان وشابات من ذوي الإعاقة وتبادلوا المعارف وكانت الفائدة عملاً مشتركاً للجميع. ‏
 
فيما دعا رامي خليل المدير التنفيذي لآمال إلى ترقب أصداء جديدة لأعمال وشخصيات جديدة مشيراً إلى تلقي الكثير من الطلبات لشخصيات أخرى للعمل عليها. ‏
 
أما الفنان قصي خولي فوصف التجربة الرائدة بين الشعبين في المؤتمر الصحفي بعد إطلاق الكتاب والعرض الأول للعقرب الفضي بقوله: شعرت أن التجربة أضافت لعملي الكثير وطورتني حقيقة, معتبراً مساهمته في إحدى أدوات العمل (الصوت) واجباً تجاه مهنته
 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.