تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

الأمم المتحدة تدين الوحشية الإسرائيلية

مصدر الصورة
sns

 

حقق تقرير رسمي من الامم المتحدة، في النار الاسرائيلية على مؤسسات الامم المتحدة في حملة "رصاص مصهور" يتهم اسرائيل بسلسلة خطيرة من الاتهامات، وعلى رأسها نار غير متوازنة، اصابة مقصودة للمدنيين ولمؤسسات الامم المتحدة. وفي القدس يمارسون ضغطا كبيرا على الامين العام للامم المتحدة بان كي مون لتأجيل نشر التقرير او على الاقل تقليص الاتهامات القاسية الواردة فيه.
 
وكانت صاغت التقرير لجنة خاصة من الامم المتحدة برئاسة ايان مارتن. وحققت اللجنة بملابسات النار الاسرائيلية على مؤسسات الغوث التابعة للامم المتحدة في غزة في اثناء حملة "رصاص مصهور". اعضاء اللجنة برئاسة مارتن زاروا في شباط قطاع غزة والتقوا ممثلين كباراً من الجيش الاسرائيلي ووزارة الخارجية عرضوا عليهم نتائج مفصلة بالنسبة لأحداث النار التي وقعت في منشآت الاونروا في اثناء الحملة.
 
وعرض ممثلو اسرائيل صورا جوية التقطتها طائرات بلا طيار، ومواد استخبارية اخرى اظهرت نشاطا قام به رجال حماس على مقربة شديدة من منشآت الامم المتحدة في ظل استغلال الحصانة التي لديهم.
وفي الجيش الاسرائيلي أجروا تحقيقا خاصا في اعقاب شكوى الامم المتحدة وفي اعقابه ادعت محافل عسكرية اتخاذ وسائل عديدة للامتناع عن اصابة المنشآت والسيارات التابعة للامم المتحدة، الصليب الاحمر او منظمات دولية اخرى.
 
وبالنسبة لحدث اصابة مدرسة الاونروا في جباليا ادعوا في الجيش ان نشطاء حماس اطلقوا قذائف هاون نحو قوات الجيش الاسرائيلي من نقطة تبتعد 80 مترا فقط عن المدرسة، وبعد أن شخص مصدر النار بشكل مؤكد، وتأكدت المعلومة وثبتت من مصادر اخرى، نفذت قوة من الجيش الاسرائيلي -كانت تعرضت للهجوم الناري- ردا متوازنا وفي الحد الادنى.
 
وبالنسبة لاصابة سيارات الامم المتحدة قرروا في الجيش الاسرائيلي أنه "في حالة واحدة وجد أن سيارة الامم المتحدة اصيبت نتيجة نار نفذت خلافا للتعليمات، وسيقدم الجندي الذي فتح النار الى محاكمة انضباطية".
 
وفي الاونة الاخيرة وضع التقرير على طاولة الامين العام للامم المتحدة، من شأنه أن يحدث هزة أرضية دبلوماسية، وقد فضّل واضعو التقرير تجاهل ادعاءات اسرائيل وقرروا بشكل لا لبس فيه: "اسرائيل اطلقت النار بشكل موجه نحو مؤسسات الامم المتحدة، رغم علمها بانه محظور عليها عمل ذلك".
 
ويتهم التقرير اسرائيل باطلاق نار غير متوازنة واستخدام القوة المبالغ فيها، كما يقضي التقرير بأن اسرائيل اصابت مدنيين فلسطينيين لغير حاجة وبشكل مبالغ فيه. كما تجدر الاشارة الى أن التقرير مصوغ بشكل احادي الجانب ويتضمن اتهامات عديدة وخطيرة ضد اسرائيل. وبالمقابل يتجاهل التقرير تجاهلاً شبه تام حماس ونار الصواريخ نحو بلدات في اسرائيل.
 
وشهدت محافل رأت التقرير بأن واضعيه تجاهلوا تماما المعلومات التي نقلتها اسرائيل الى الامم المتحدة بعد "رصاص مصهور"،  مصدر في الوفد الامريكي الى الامم المتحدة قال لـ "يديعوت احرونوت" امس انه "باستثناء اتهام اسرائيل بجرائم حرب يوجد في هذا التقرير كل شيء. هذا تقرير غير مسبوق في شدته تجاه اسرائيل، وسيتعين عليها ان تلعق جراح التقرير لسنوات طويلة اخرى، اذا ما اخذ بالصيغة الحالية كما هي".
 
إن التوصية الرئيسة في التقرير كفيلة بان تورط اسرائيل في معركة دبلوماسية وان تلحق ضررا هائل الحجم: تعيين لجنة تحقيق مستقلة بتكليف من الامم المتحدة تحقق بشكل جذري بالعمليات والخطوات الاخرى في حملة "رصاص مصهور" وتفحص اذا كانت اسرائيل عملت في الحملة تبعا للقوانين والمواثيق الدولية.
 
وحسب التوصية، سيرسل وفد رفيع المستوى بتكليف من الامين العام للامم المتحدة لجمع الشهادات من الفلسطينيين ومن رجال مؤسسات الاغاثة التابعة للامم المتحدة للفحص اذا كانت اسرائيل نفذت جرائم حرب او شذت عن القانون الدولي. وغني عن البيان ان لجنة كهذه ستحدث موجة من التنديد الدولي ضد اسرائيل، تفتح امكانية اتهام مسؤولين اسرائيليين كبار في مؤسسات قانونية في ارجاء العالم وتجر اسرائيل الى وحل دبلوماسي عميق.
مع بلوغ أمر النية بنشر التقرير سافر سرا الى نيويورك مدير عام وزارة الخارجية حديث العهد يوسي غال لتلقي مسودة التقرير وادارة محادثات مع مسؤولين كبار في الامم المتحدة لاقناعهم بتأجيل النشر، تغيير جزء من الصيغ الحادة التي تصدر فيه والضمان في أن يوازن الامين العام النتائج القاسية التي تظهر فيه في المؤتمر الصحفي الذي سيعقد بعد نشر التقرير.
 
في اسرائيل قلقون جدا من توقيت النشر – عشية لقاء رئيس الدولة شمعون بيرس بالأمين العام للامم المتحدة بان كي مون صباح غد. وكان من المتوقع لبيرس أن يجري أمس حديثا صعبا مع الامين العام وان يطالبه بتأجيل النشر. كما أن وزير الخارجية افيغدور ليبرمان اتصل بأمين عام الامم المتحدة من روما وادار معه حديثا قاسيا. وبقدر ما هو معلوم، أوضح الامين العام انه لا يمكن تغيير مضمون التقرير او تأجيل نشره. وعليه، فان الضغط يتركز الان على ان يحاول الامين العام تقليص الضرر في الامور التي سيقولها في المؤتمر الصحفي الذي يفترض أن يعقده بعد النشر.
 
مصدر سياسي كبير قال ان "تقرير الامين العام هو احادي الجانب، عديم النزاهة، يعاني من العمى ويتجاهل الظروف التي كانت في اثناء حملة "رصاص مصهور" عندما استخدمت حماس السكان كدرع بشري ونفذت نارا من داخل البيوت وكذا من داخل وبجوار منشآت الامم المتحدة".

وقال مصدر في الوفد الفرنسي امس: اذا ما اقرت استنتاجات التقرير فان حملة "رصاص مصهور" من شانها أن تجر اسرائيل الى معركة اكثر قسوة من التي واجهتها في عهد الانتفاضة الثانية، كما أن من شأن استنتاجات التقرير ايضا أن تثير موجة كراهية دولية ضد اسرائيل وان تجعلها هدفا اساسا في حرب منظمات حقوق الانسان.

اضافة الى ذلك تتعاظم الاحتمالات في أن يوضع التقرير على طاولة مجلس الامن في الاسبوع القادم – الامر الذي سيلحق باسرائيل وجع رأس شديداً، وسيتطلب منها الشروع في حملة شاملة لاحباط قبول استنتاجات التقرير في المجلس، كما أن من غير المستبعد أن تتعرض اسرائيل الى التنديد في مجلس الامن، وذلك لان الولايات المتحدة ستجد صعوبة في أن تستخدم حق الفيتو ضد استنتاج رسمي في تقرير للامين العام للامم المتحدة.

 

                                                                                                                                                                                                                                            يديعوت احرونوت 5/5/2009

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.