تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

إسرائيل تسرع زرع الأراضي المحتلة بالمستوطنات

 

على خلفية الخط المتصلب للادارة الامريكية الجديدة في مسألة توسيع المستوطنات في الضفة الغربية تسارع مؤخرا بالذات البناء في الضفة الغربية  بما في ذلك البناء غير المرخص في المستوطنات شرقي جدار الفصل بل واقيمت بؤرة استيطانية جديدة.
          في الاشهر الاخيرة، وبقوة اعظم منذ ترسيم حكومة بنيامين نتنياهو في بداية شهر نيسان، تبدو ملموسة على الارض عدة ميول اساسية: شق طرق جديدة وتحسين طرق قائمة، اشغال على نطاق واسع لتهيئة اراضٍ زراعية، زيادات مبانٍ في البؤر الاستيطانية وبناء في المستوطنات نفسها – في بعض الحالات دون ترخيص قانوني.
          مسألة البناء في المستوطنات ستحتل مكانا مركزيا في لقاء اوباما – نتنياهو في واشنطن في منتصف الشهر. وفي كلمة القاها اول امس نائب الرئيس الامريكي جو بايدن في مؤتمر ايباك دعا اسرائيل الى وقف البناء في المستوطنات وهدم البؤر الاستيطانية القائمة. ولكن جولات في الضفة الغربية ومراجعة مع طواقم منظمات اليسار المختصة في متابعة المناطق تبين ان البناء يتواصل بل تسارع في الاشهر الاخيرة. وبزعم نشيط "يوجد قانون" درور أتيكس، فان هذا زخم البناء الاكثر اهمية الذي يواجهه منذ صيف 2003.
          وها هي بعض الحالات البارزة:
·                بؤر استيطانية: بين تلمون ونحليئيل، غربي رام الله في موقع يدعى نحلي – تال، بني مؤخرا بيت دائم، بمحاذاة كرم اقامه مستوطنون قبل نحو سنة ونصف وعلى مسافة بعيدة من المستوطنات المجاورة. البيت الحجري ومبنى اخر الى جانبه لا يبدوان مأهولين. فلاحة الارض تمت بإذن، اما البناء فلم يحصل على ترخيص من الادارة المدنية بل صدر ضده مؤخرا امر بوقف الاشغال.
          مؤخرا تم بناء غير قانوني، على ارض فلسطينية، في البؤرة الاستيطانية متسبيه أحيا وعدي – عيد، شمالي رام الله. وفي البؤرة الاستيطانية قرب سوسية في جنوب جبل الخليل نصب كرفان. في التلة 26، وهي البؤرة الاستيطانية التي اخليت في الماضي قرب الخليل، يوجد تواجد متجدد للمستوطنين.
·       البناء شرقي الجدار: بيوت جديدة في مستوطنة عالي، تسعة بيوت في رحاليم، بناء في معاليه مخماش وكوخاف هشاحر، شمال وشرق رام الله، حي في نعله، على الاقل عشرة بيوت في حلميش، بيوت جديدة في تلمون، (كلها غربي رام الله).
·       بناء غربي مسار الجدار المخطط: تهيئة الارض للبناء في مستوطنة كيدار، قرب معاليه ادوميم، التي ستدخل الى مسار الجدار، نحو ثلاثين بيتا في معاليه شومرون، حي جديد في مستوطنة تسوفيم، وحي في الكنا، (كلها في منطقة قلقيليا).
·       شق طرق وتهيئة اراضٍ زراعية كبيرة: بجانب براخا جنوب نابلس، بجانب تفوح غربي نابلس، في منطقة عالي وشيلو، في مستوطنة عمونا شمالي رام الله والعازار في غوش عصيون.
 
حكومات تتغير، مستوطنات تتسع
 
          التسارع في البناء هو نتيجة عدة سياقات. يبدو ان أهمها يتعلق بفترة تغيير الحكومات: حكومة اولمرت قلصت انشغالها في الرقابة على البناء في نهاية ولايتها. اما حكومة نتنياهو التي يدعم جناحها اليميني بقوة البناء فلم تبدأ بالانشغال في ذلك. كما أن صرف انتباه الدولة ووسائل الاعلام للقتال في غزة، في اثناء حملة "رصاص مصهور" في كانون الثاني الماضي استغل لمواصلة توسيع البؤر الاستيطانية.
          رسميا، اسرائيل ملتزمة بالتعهد الذي قطعه لاول مرة رئيس مكتب رئيس الوزراء في حينه ارئيل شارون، المحامي دوف فايسغلاس لكونداليزا رايس (في حينه رئيسة مجلس الامن القومي في الولايات المتحدة) باخلاء كل البؤر الاستيطانية التي اقيمت بعد اذار 2001. عمليا، اخلاء البؤر الاستيطانية تم بكسل وبفترات متباعدة. ومؤخرا حقق وزير الدفاع ايهود باراك ما يعتبره نجاحا كبيرا: اتفاق مع المستوطنين على اخلاء البؤرة الاكبر، ميجرون، ونقلها الى منطقة مستوطنة مجاورة، ادام، ولكن الاتفاق لم يطبق بعد.
          تقرير لجنة ميتشل من العام 2001 وخريطة الطريق لادارة بوش في العام 2003 دَعَوَا اسرائيل الى وقف كل البناء في المستوطنات. ويفهم من ذلك أيضا دعوى لوقف البناء الذي يأتي لتلبية احتياجات النمو الطبيعي. عمليا، اسرائيل لم تتوقف ابدا عن مثل هذا البناء. وتحدث باراك مؤخرا بهذا الشأن بانه لن يمنع "خريج دورية غولاني يتسرح من الجيش من بناء بيت الى جانب أبويه في مستوطنة عالي".
          في عهد شارون، تحقق اتفاق صامت مع ادارة بوش بموجبه تقلص اسرائيل البناء في شرقي الجدار. اسرائيل احترمت هذا الوعد بشكل عام. ولكن في الفترة الاخيرة اتسع ايضا البناء شرقي الجدار. وفي احيان قريبة تم بدون تراخيص مناسبة من الادارة المدنية وخارج المخطط الهيكلي للمستوطنات. غربي مسار جدار الفصل وفي الكتل الاستيطانية الكبرى يتواصل بناء واسع كل الوقت.
          بتواتر عالٍ نسبيا تخلي الشرطة والجيش الاسرائيلي كرافانات ينصبها المستوطنون في عدة بؤر استيطانية، ولا سيما حول شافوت – عامي، عدي - عد وشيلو، في وسط السامرة. حجيت عوفرام من "السلام الان" تقول انه "احيانا يبدو وكأن الطرفين توصلا الى اتفاق على عدة ساحات لعب يتناكفان فيها ويخليان، ولكن أحدا لا يعنى بالمستوطنات الاكثر رسوخا، حتى وان كان البناء هو ايضا غير قانوني".
          وجاء من مكتب وزير الدفاع ان باراك يؤيد اخلاء بؤر استيطانية ليس بسبب التعهد للامريكيين بل اولا وقبل كل شيء للحفاظ على سلطة القانون. وحسب مكتب الوزير، فان كل نقطة جديدة تصعد على الارض تخلى بشكل فوري. وبتعليمات من باراك، كما يذكر رجاله، اخليت بالقوة عدة بؤر استيطانية بما فيها "بيت النزاع" الذي احتله المستوطنون في الخليل. ولا يأخذ الوزير انطباعا بانه هناك ارتفاعا ملموسا دراماتيكيا في البناء في البؤر الاستيطانية وفي المستوطنات شرقي الجدار في الاشهر الاخيرة.

                                                                                                                                                                                                                            صحيفة هآرتس 7/5/2009

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.