تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

رعب في إسرائيل خوفا من موقف أمريكي جديد ....

 

اوضحوا في ادارة اوباما أمس أن مطالبة اسرائيل بالانضمام الى ميثاق منع انتشار السلاح النووي لا يرمي الى الحاق الضرر بالمصالح الاسرائيلية. وقال مسؤول كبير في الادارة أمس: "هذا ليس موضوعا يرمي الى الاضرار باسرائيل، بل العكس". فرضية العمل الامريكية هي أن انضماما اسرائيليا الى الميثاق سيسهل ممارسة الضغط على ايران كي توقف برنامجها النووي.
وكما نشرت أمس "يديعوت احرونوت" فان الرئيس اوباما سيطرح في لقائه مع نتنياهو بعد اسبوع ونصف الموضوع الذي يعتبر في البيت الابيض جزءاً من سياسة هدفها خلق نظام عالمي جديد ومنع نشر السلاح النووي في العالم.
رغم الايضاحات الامريكية، لا يزالون في اسرائيل يخشون من ان تتعهد الولايات المتحدة لايران -اذا ما تحللت من برنامجها النووي- بأنها ستحصل بالمقابل على تعهد اسرائيلي بالتوقيع على ميثاق منع نشر السلاح النووي.
وقالت مصادر سياسية: ان مجرد ذكر اسم اسرائيل في قائمة الدول التي لديها سلاح نووي، مثل الهند، والباكستان وكوريا الشمالية يشكل خروجا عن السياسة الامريكية الرسمية التي ايدت حتى الان الغموض الاسرائيلي في الموضوع النووي. وعلى مدى اربعين سنة كان هناك اتفاق سري بين اسرائيل والولايات المتحدة، حسب منشورات اجنبية، في أنه من جهة يبقى الغموض في الموضوع النووي الاسرائيلي وبالمقابل تعهدت اسرائيل بعدم اجراء تجارب نووية.
ما نشر أمس في "يديعوت احرونوت" أثار عاصفة في الساحة السياسية الداخلية والخارجية، فتصريح نائبة وزيرة الخارجية روز غوتملر جاء مفاجئا، وقال مسؤولون في القدس: انه كان خيراً لاسرائيل والولايات المتحدة لو لم تصدر هذه التصريحات.
وقال وزير كبير في حكومة نتنياهو: اذا كان الامريكيون بالفعل يخلقون علاقة بين معالجة النووي الايراني وبين المطلب الجديد من اسرائيل، فان هذا تطور خطير جدا ومغلوط. واضاف الوزير الكبير: يحتمل ان يكون الحديث يدور عن قول يرمي الى وضع ورقة اخرى على الطاولة للمفاوضات قبيل لقاء اوباما – نتنياهو.
في وزارة الخارجية في القدس حاولوا أمس اطفاء "الحريق" وبث احساس بان الاعمال كالمعتاد. وقال مدير اعلامي اسرائيلي في وزارة الخارجية، يوسي ليفي: ان "بين اسرائيل والولايات المتحدة توجد، وستبقى توجد، علاقات استراتيجية على المستوى الاعلى لا مثيل لها عندنا مع أي دولة اخرى. ما نسب الى نائبة وزيرة الخارجية جاء في اطار مؤتمر تمهيدي قبيل اجتماع ميثاق عدم نشر السلاح النووي في ايار 2010 وهي تعكس المواقف الامريكية المرغوب فيها بشأن توسيع الميثاق". واضاف ليفي بان "الحوار الممتاز مع واشنطن سيبقى قائما بشكل يخدم نسيج العلاقات العميقة بين الدولتين".
مصدر آخر في وزارة الخارجية اعترف بان الامور احدثت عدم راحة في اسرائيل ولكن "بالاجمال نحن أسرة واحدة، وحتى لوتغير الزعماء، تبقى الاسرة دوما أسرة". مسؤول اسرائيلي كبير قال: ليس الخطير هو التصريح بل النهج الساذج الامريكي الذي يبث ضعفا تجاه العالم العربي والايرانيين. "الامريكيون يعطون العرب والايرانيين هدايا مجانية ويبدؤون بالدفع بعملة اسرائيلية. هذا سيرتد عليهم وسيتبين لهم أن ليس لهم حقا شريك في الحوار. نأمل أن يستيقظوا قبل أن يعلقوا في مواجهة معنا".
وحسب ذات المصدر، فان ميثاق منع نشر السلاح النووي لم يمنع حتى اليوم أي دولة ارادت ذلك ان تطور سلاحا نوويا، والدليل الافضل على ذلك هو ليبيا، والعراق، وسورية وايران التي وقعت على الميثاق وطورت أو تطور سلاحا نوويا. "نهج ساذج التفكير بانه اذا وقع الجميع على الميثاق فان كل المشاكل ستحل. الامريكيون على ما يبدو نسوا ان العرب يوجدون معنا في حرب، وان بعضهم يرفض التوقيع على الميثاق ضد السلاح الكيماوي والبيولوجي".
موضوع السلاح النووي في رأس سلم الاولويات في ادارة اوباما، القلقة على نحو خاص من خطر سقوط ترسانة السلاح النووي الباكستاني في يد محافل اسلامية متطرفة تحاول اجراء انقلاب في الدولة. وطلب اوباما امس ضمانات من الرئيس الباكستاني الذي التقاهم في واشنطن في أن منشآت السلاح محمية كما ينبغي.
                                                               صحيفة يديعوت احرونوت 7/5/2009

 

المسألة النووية
اوباما لن يغلق ديمونا
                                                                                                          
                                                                                                               بقلم: الوف بن
          موظفة على مستوى متوسط في وزارة الخارجية الامريكية دعت اول أمس اسرائيل، الهند، الباكستان وكوريا الشمالية الى "التمسك" (adhere) بميثاق منع نشر السلاح النووي
 (NPT - Nuclear non proliferation treaty( . السير الفوري في وسائل الاعلام الاسرائيلية كان ان هذا تعبير آخر على ابتعاد ادارة براك اوباما عن اسرائيل بقيادة بنيامين نتنياهو: اذا لم تسمع اسرائيل للتعليمات من واشنطن في المجال السياسي، فانها ستعاقب في المكان الاكثر ايلاما، في سحب الخيار النووي من يديها. حقيقة أن هذا التصريح الذي  لم ينسق مسبقا مع القدس عزز هذا القلق.
          وزارة الخارجية في القدس سارعت الى الخروج ببيان تهدئة، وعن حق. التصريح الامريكي ليس جديدا ومثله اطلق في الماضي ايضا، حتى في عهد ادارة بوش الودية. الرئيس اوباما الذي تعهد في كل محفل وسبيل محتملين الحفاظ على أمن اسرائيل، لا يعتزم "اغلاق ديمونا" بالذات حين تهدد ايران بشطب اسرائيل من الخريطة. لا داعي للقلق، ولكن ينبغي الفهم بانه خلافا لسلفه، يسعى اوباما الى تعزيز أنظمة الرقابة على السلاح في العالم، وستكون اسرائيل مطالبة بان تساهم في دورها في هذا الجهد العام.
          ميثاق NPT يقسم دول العالم الى مستويين. في المستوى الاعلى توجد الدول الخمس العظمى، التي يحق لها الاحتفاظ بسلاح نووي، وهي الاعضاء الدائمين في مجلس الامن: الولايات المتحدة، روسيا، بريطانيا والصين. وتحتها توجد الدول الاخرى، التي بانضمامها الى الميثاق تتعهد بعدم الاحتفاظ بسلاح نووي، وبوضع منشآتها وموادها النووية تحت الرقابة الدولية. "الصفقة" التي تقررت في الميثاق كانت ان تتحلل القوى العظمى النووية من سلاحها بالتدريج.
          منذ سريان مفعوله في العام 1970، فان كل دول العالم تقريبا انضمت الى NPT وتخلت عن خيارها النووي. ثلاث دول عاندت لتبقى في الخارج – اسرائيل (التي تعتبر في العالم ذات سلاح نووي)، الهند والباكستان (اللتان اجريتا تجارب نووية). كوريا الشمالية وقعت وانسحبت. دول اخرى طورت قدرات نووية، وعلى رأسها العراق وايران، اخفت نشاطها الى أن انكشفت. ايران تعاند على أن مشروعها النووي مدني وان منشآتها مفتوحة امام الرقابة.
          أمس امسك بمصر ايضا – التي على مدى السنين عرضت نفسها كمثال يقتدى في التجريد من النووي وطالبت اسرائيل بالانضمام الى NPT وعدم الاحتفاظ بمواد نووية محظورة دون رقابة. تقرير مراقبي الوكالة الدولية للطاقة الذرية اعاد فأثار من جديد المخاوف بانه في الشرق الاوسط تزدهر برامج نووية سرية تحت رعاية ميثاق منع نشر النووي.
          السياسة النووية للولايات المتحدة تعاني منذ سنوات عديدة من "انفصام في الشخصية". فعلى المستوى التصريحي، تجدها ملتزمة بالانضمام عموما الى NPT هذه هي الخلفية لتصريح أول أمس ورسائل مشابهة تطلق بين الحين والاخر. خبراء اسرائيليون لاحظوا بان الصيغة هذه المرة كانت مرنة. اسرائيل ورفاقها في "مجموعة الرافضين" لم تدعى للتوقيع على الميثاق – والتنازل عن قدراتها النووية بل "التمسك" بها، وهو تعبير يبدو أقل الزاما. يمكن تفسيره مثلا كتسوية تخلق صلة بين اسرائيل و NPT ، ولكنه اقل الزاما من التوقيع التام.
          على المستوى العملي، تعترف الولايات المتحدة بالوضع الشاذ لاسرائيل، الهند والباكستان، والتي جميعها اليوم حلفاء هامون لامريكا. كما أن السياسة الامريكية الداخلية تؤثر. فالادارات الديمقراطية، التي تتبنى الدبلوماسية متعددة الجنسيات، عملت على تعزيز انظمة الرقابة والاشراف على السلاح، فيما ان الادارات الجمهورية أهملتها.
          السياسة النووية لاسرائيل "الغموض" الشهير، يعتمد، حسب التقديرات، على تفاهم غير مكتوب في العام 1969 بين رئيسة الوزراء غولدا مائير والرئيس ريتشارد نكسون، وبموجبه تبقي اسرائيل على عدم وضوح في الموضوع النووي ولا تجري تجربة نووية، فيما تمتنع الولايات المتحدة عن الضغط عليها للانضمام الى NPT.
          كل الادارات والحكومات في العقود الاربعة الاخيرة تمسكت بهذا التفاهم. ولكن نتنياهو، في ولايته السابقة، لم يكتفٍ به وطلبا اسنادا خطيا من الرئيس بيل كلينتون، مقابل موافقته على اخلاء مناطق ضمن اتفاق واي. في ختام المداولات بين مستشار نتنياهو، عوزي اراد، والموظفين الامريكيين، وقع كلينتون على الرسالة التي وعدت بان تحافظ الولايات المتحدة على قدرة الردع الاستراتيجية لاسرائيل، وتتأكد من أن مبادرات الرقابة على السلاح لن تضر بها في المستقبل. ايهود باراك طلب وحصل على رسالة مماثلة من كلينتون، حين حل محل نتنياهو في 1999. نتنياهو، إذن هو الذي خلق الصلة غير المباشرة بين التنازلات في المجال الفلسطيني والاتفاقات في المجال النووي.
          في 2009، المشكلة اكثر تعقيدا. كلما تقدمت الولايات المتحدة في الحوار مع ايران، لا بد ستثور مطالب نزع السلاح العام في المنطقة على نمط "ديمونا مقابل نتناز". والاهم من هذا، فان اوباما ملتزم بنزع عام للسلاح النووي في العالم، مثلما اعلن في خطابه في براغ قبل نحو شهر. النووي سيختفي حين يأتي المسيح، وحتى اوباما يفهم ذلك. ولكن الى أن يحصل هذا فانه سيحاول التقدم بعدة خطوات مع عملية. هدفها سيكون تعزيز متجدد لنظام NPT ، الذي اخذ في التضعضع في السنوات الاخيرة بسبب رفض القوى العظمى التحلل من النووي، وسعي دول اخرى الى تحطيم القواعد والانضمام الى النادي.
          اوباما يتحدث عن خطوتين: اعادة اقرار ميثاق حظر التجارب النووية، واقامة نظام جديد لوقف انتاج البلوتونيوم واليورانيوم المخصب على مستوى عالٍ والذين ينتج منهما السلاح النووي. ليس لدى اسرائيل مشكلة مع مسألة اجراء التجارب. فقد وقعت على الميثاق في العام 1996 وامتنعت عن اعادة اقراره اساسا لان الامريكيين لم يفعلوا ذلك. اما اوباما فيعتزم اعادة اقرار ميثاق التجارب (CTBT) في مجلس الشيوخ، ومن المتوقع لاسرائيل أن تسير في اعقابه. المشكلة الاصعب من هذه ستكون مع "ميثاق التجميد"، اذا ما انهي وطرح على الاقرار. نتنياهو وصل في الماضي الى شفا أزمة مع كلينتون، على خلفية محاولة سابقة لبلورة ميثاق كهذا. منذئذ، حسب الخبراء، "استوعبت" اسرائيل بان الفكرة من شأنها أن تثور من جديد. نتنياهو لا بد سيحاول تأجيل او تخفيف حدة القضاء، او ان يحصل على شيء ما مقابل انضمام اسرائيل. سيكون مشوقا متابعة التطورات في هذا المجال.

                                                                                                                                                                                                                                   صحيفة هآرتس– 7/5/2009

بين الغموض والردع
 
          شمعون بيرس، مهندس مشروع الذرة الاسرائيلي تجادل ذات مرة مع وزير الخارجية المصري الاسبق عمرو موسى. فقد طلب موسى من بيرس ان توقع اسرائيل على الميثاق الدولي لمنع نشر السلاح النووي. وفي ختام الجدال قال بيرس بابتسامة لموسى: "انتم ستدخلون المفاعل وسترون بانه لا يوجد هناك اي شيء، مجرد مصنع نسيج". موسى ابتسم.
          حسم التفاهمات بين اسرائيل والولايات المتحدة، ستحرص اسرائيل على سياسة الغموض النووي، وبالمقابل تدعها لها الولايات المتحدة ولا تطالبها بالتوقيع على الميثاق. تصريح كذاك الذي اطلق اول امس كفيل بالتلميح بان الولايات المتحدة لا تتمسك بالضرورة بهذه التفاهمات، التي تبلورت منذ عهد غولدا مئير.
          الغموض غريب ذلك ان الحديث يدور ظاهرا عن السر الاكبر في دولة اسرائيل، ومن جهة اخرى، ظاهرا، سر تكاد كل تفاصيله قابلة للاطلاع في بحث بسيط على الانترنت. شهادة موردخاي فعنونو لم تكن مثل الاولى: في البداية حاولت اسرائيل ان تبيع للعالم المفاعل في ديمونا بصفته مصنع نسيج وبعذ ذلك اعترفت بان هذا مفاعل نووي، ولكن للاغراض السلمية والبحثية وليس العسكرية. منشورات اجنبية تدعي بان اسرائيل بنت المنشأة النووية الاولى لديها عشية حرب الايام الستة ومنئذ، حسب تلك المنشورات انكبت على تطوير سريع لترسانتها النووية على اختلاف انواعها وبالتوازي على تطوير صواريخ ارض ارض بعيدة المدى.
           في اعقاب نشر فعنونو في "الصاندي تايمز" عن 100 حتى 200 قنبلة اسرائيلية، نشرت تفاصيل اخرى في وسائل الاعلام الاجنبية ضمن امور اخرى انه في حرب يوم الغفران كانت اسرائيل قريبة من استخدام السلاح النووي.
          وافادت المنشورات الاجنبية ايضا بان اسرائيل طورت جيلا ثالثا من صواريخ يريحو وان صاروخ "يريحو 3 " يمكن ان يصيب اهداف بعيدة جدا، بما في ذلك ليبيا وايران. وبالتوازي تلقت اسرائيل هدية ثلاث غواصات "دولفين" من المانيا. وهذه الغواصات قادرة حسب منشورات اجنبية، على الوصول سرا ودون ان تكتشف الى كل نقطة تقريبا في الكرة الارضية، وهي مسلحة بصواريخ بعيدة المدى يمكنها ان تحمل سلاحا نوويا. ويفترض بالغواصات ان تشكل ما يسمى "الضربة الثانية"، تلك التي ستقع على من يهاجم اسرائيل.
          ماذا سيحصل اذا ما وافقت اسرائيل على التوقيع على ميثاق عدم نشر السلاح النووي؟ اذا وقعت، كما ينظر اليها في العالم، كمن يوجد لديها سلاح نووي فان من شأن الامر ان يغير تاريخ الشرق الاوسط. اذا ما ادعت بان ليس لديها مثل هذا السلاح، فان عليها ان تفتح منشآتها امام الرقابة، كما يفترض الميثاق. يمكن لاسرائيل ان تخبىء السلاح الذي بنته حتى الان، اذا كان لديها بالفعل مثل هذا السلاح، ولكنها ستخاطر بكشف هذا المخزون وبمقاطعة دولية.
          مجرد الانشغال في الموضوع هو امر خطير على نحو خاص في ضوء المساعي للعمل ضد ايران. ومن الصعب على اسرائيل ان تشرح لماذا تحظى ايران بمعاملة متصلبة كهذه بينما هي، التي تخفي ما يجري في ديمونا، تخرج نقية.
                                                يديعوت – مقال افتتاحي – 7/5/2009
 

 

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.