قانون موفاز: سيف ذو حدين
أصرّ رئيس وزراء اسرائيل على دعم مشروع قانون في البرلمان (الكنيست) الاسرائيلي سُمي أو عُرف باسم قانون موفاز. وأجبر أعضاء أحزاب الائتلاف على دعمه رغم معارضة رجال القانون لمثل هذا التشريع البرلماني... وهدف من وراء دعم قانون "موفاز" تشجيع صاحبه شاؤول موفاز أو تسهيل الطريق أمامه للانفصال عن حزب كاديما والإنضمام إلى الإئتلاف الحكومي..
قانون موفاز يسمح لسبعة أعضاء كنيست من الأحزاب الكبيرة في البرلمان الاسرائيلي على الانفصال عن حزبهم الكبير إذا تجاوز عدد أعضائه الواحد وعشرين عضوا، وتشكيل حزب جديد، أي أن المنفصلين لا يفقدون عضويتهم البرلمانية، بل يتمتعون بنفس الحقوق والامتيازات كأي عضو آخر بل بالعكس يشكلون حزباً جديداً منفصلاً ذات ميزانية وسياسة خاصة به.
القانون المعمول به والساري المفعول أيضاً هو أنه لا يجوز انفصال الأعضاء عن أي حزب إلا إذا شكلوا كتلة تساوي على الأقل ثلث أعضاء الحزب في الكنيست، ففي حالة حزب العمل فإن عدد أعضائه هو 13، والمطلوب لانفصال أي كتلة عنه أن تتكون من 5 أعضاء، أي أن قانون موفاز هو تعديل للقانون فقط في حالة كان الحزب كبيراً مثل حزب الليكود (27 عضوا) وحزب كاديما (28 عضوا) الذي كان يتطلب تسعة أعضاء على الأقل في حزب الليكود و10 أعضاء في حزب كاديما للانفصال وتشكيل كتلة جديدة، أما اليوم فإن أي سبعة أعضاء يستطيعون الانفصال عن أي من حزبي الليكود وكاديما لأنهما الحزبان الوحيدان عدد أعضاء كل منهما يتجاوز الواحد وعشرين عضوا.
القانون الجديد سيف ذو حدين، إذ أنه في حالة وقوع خلاف داخل حزب الليكود فإن الطريق أمام مجموعة من سبعة أعضاء للانفصال مفتوحة.. ولهذا عارضه رئيس الكنيست الليكود روفين ريفلين واعتبره تجاوزاً للقانون العام، ومسّاً بالبرلمان واستخفافاً بالتشريعات، واتهم نتنياهو بالعمل على سن تشريعات تخدم شؤوناً حزبية وخاصة ولا تخدم الدولة بتاتاً..
توقع نتنياهو أن دعم موفاز في طرحه لمثل هذا القانون سيشجعه على الانفصال عن حزب كاديما لكن موفاز استوعب "الطعم"، وفي الوقت نفسه لا يملك حتى الآن 7 أعضاء للانفصال عن كاديما، ويدرك موفاز حالياً أن انفصاله هذا قد يقضي على مستقبله السياسي وخاصة أنه كان عضوا في حزب الليكود، وتردد كثيراً في الانتقال الى حزب كاديما، واذا انفصل عن كاديما فإن شعبيته ستكون في الحضيض علماً أن تسيبي ليفني، زعيمة حزب كاديما احترمته ودعمته وعينته ليتبوأ المنصب رقم 2 في حزب كاديما.
