الولايات المتحدة لنتنياهو: لا يوجد ما يمكن الحديث فيه
الخلاف المتواصل بين رئيس الوزراء نتنياهو والإدارة الأمريكية في مسألة البناء في المستوطنات أدى إلى إلغاء اللقاء الذي كان يزمع عقده في باريس غداً بين رئيس الوزراء والمبعوث الأمريكي جورج ميتشيل. وعلم أن المستشار الخاص لرئيس الوزراء إسحاق مولكو أجرى في نهاية الأسبوع الماضي محادثات سرية مع مسؤولين كبار في الإدارة الأمريكية في واشنطن في محاولة لجسر الخلاف الذي يلقي بظلاله على العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة. محادثو مولكو أوضحوا له مرة أخرى أن الولايات المتحدة تعارض استمرار البناء في المستوطنات والكتل الاستيطانية، حتى ولا بحجة "النمو الطبيعي".
ولا تعترف إدارة اوباما بالتفاهمات التي كانت تحققت مع إدارة بوش – والتي تشير إليها إسرائيل كحجة لمواصلة البناء – وتصر على الوقف التام لأعمال البناء في الضفة، ولا حتى في الكتل الاستيطانية. على هذه الخلفية اتفق مولكو ورؤساء الإدارة على أن لا معنى لعقد لقاء بين ميتشيل ونتنياهو وأنه يجب مواصلة الاتصالات بهدف إيجاد حل وسط.
مصدر سياسي رفيع المستوى يقول إن البيت الأبيض ينقل إلى نتنياهو إشارة حادة بموجبها "عندما تكمل فروضك المنزلية التي فرضت عليك في موضوع وقف البناء في المستوطنات، أبلغنا. حتى ذلك الوقت لا يوجد أي معنى من أن يطير ميتشيل إلى باريس للقائك".
على هذه الخلفية تقرر إرسال وزير الدفاع ايهود باراك في مهمة عاجلة تستغرق 24 ساعة في بداية الأسبوع القادم لعقد لقاءات مع مسؤولين أمريكيين كبار، بمن فيهم ميتشيل نفسه أيضاً. ويعد باراك الآن الشخصية التي تجسر بين حكومة نتنياهو وإدارة أوباما، ومن المتوقع أن يقترح صيغة تسمح لإسرائيل ببناء شقق ومؤسسات عامة في الكتل الاستيطانية.
كما سيبحث باراك مع مضيفيه في طلب الأمريكيين رفع المزيد من الحواجز في الضفة وفتح المعابر الى قطاع غزة بشكل كامل. ويلمح الامريكيون بانه الى أن تتحقق التفاهمات مع اسرائيل فانهم لن يضغطوا على أبي مازن لعقد لقاء مع نتنياهو بهدف استئناف المفاوضات بين الطرفين.
وتطرق نتنياهو أمس في مقابلة مع التلفزيون الايطالي الى انشغال الاسرة الدولية بمسألة المستوطنات وقال انه "من قبيل إضاعة الوقت الجدال في موضوع المستوطنات بدلا من التقدم في اتجاه السلام".
يبدو ان الرئيس اوباما ومسؤولي الادارة الامريكية فيما يسندهم قادة الدول في اوروبا، لا يتأثرون بحجة نتنياهو هذه.
وأعلن الناطق بلسان رئيس الوزراء في روما أمس أن "اللقاءات المقررة أُلغيت. وبدلا منها سيعقد يوم الإثنين لقاء في واشنطن بين وزير الدفاع ايهود باراك وميتشيل. هذا التأخير سيسمح بايضاح المواضيع غير المحلولة"
يديعوت 24/6/2009
