تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

باراك يعمل( صبي حمام) عند نتنياهو

مصدر الصورة
SNS

 

           يوجد مشروب مميز في فرنسا يسمى "بي آند بي"، خليط من ليكيور بندكتين والبراندي. الذواقة لا يجن جنونهم على هذا المزيج. لأن احدهما دوماً يسيطر على الآخر. فلا يكون الحاصل لا هذا ولا ذاك. عندنا أيضاً ينكشف أنه توجد لنا قيادة ب و ب ، (ايهود باراك وبنيامين نتنياهو بيبي)
          الظاهرة السياسية المشوقة هي أنه بينما يحتج الكثيرون على أن بيبي لا ينجح في أن يختار لنفسه مستشارين طيبين وناطقين مناسبين والفوضى في مكتبه تزدهر – الحقيقة هي أن بيبي جعل باراك مستشاره الرئيس والناطق بلسانه.
          وها هو لتوه ألغي اللقاء بين ميتشيل وبيبي في باريس، حين تبين أن ليس في رأي الحكومة أن تستجيب لمطلب الإدارة وقف البناء في المستوطنات. واستدعى رئيس الوزراء باراك للسفر في بداية الأسبوع القادم للقاء ميتشيل وقيادة الإدارة في واشنطن لتوحيد البث. وهذه خدمة للرئيس وكذا فرصة طيبة للعريس الشاب نسبياً(باراك) لأن يأخذ معه عقيلته نيللي للتعرف على الكبار والهامين، لحالة أن تكون حاجة لرزق آخر من رزق وزير الدفاع في حكومة إسرائيل.
          عوزي برعام يقول إن بيبي جعل باراك مستشاراً وفتى المهمات لديه على حد سواء. ويصف مراسل سياسي كبير مكانة باراك كإسداء المشورة لبيبي. المستشار الذي يسمح له بمهمات ليست في مسؤوليته المباشرة. ولا يزعجه أن يعرق بيبي في هذا الجحر المسمى مكتب رئيس الوزراء. وعندما سئل باراك لماذا يدافع عن بيبي كل الوقت أجاب: "هو سيفاجئنا، هو يحتاجني أكثر مما أنا أحتاجه". ونتنياهو يشبه المقعد الذي يستند إلى عكازتين. عكازة واحدة قديمة يمكنها ان تكسر في كل لحظة – والتي هي شمعون بيرس، وعكازة ثانية قوية ومتينة وهذه هي باراك. كان لبيبي تصريحان أثارا غضب الإدارة الأمريكية. في أثناء لقائه مع برلسكوني في روما وصف بيبي إيران بأنها التهديد الأكبر فأحرج بذلك إدارة أوباما التي تحاول تخفيض مستوى اللهيب في إيران والشروع في حوار معها. تفوه فاشل آخر لبيبي كان القول إن الانشغال بالمستوطنات هو إضاعة للوقت.
          بينما يقول متيشيل وهيلاري كلينتون صراحة إن التفاهمات مع بوش في هذا الموضوع لا تنطبق وإن على إسرائيل أن توقف البناء بجلاء قاطع، قال بيبي إننا قريبون جداً من تحقيق تفاهمات مع الأمريكيين على أن يتواصل البناء في الكتل الكبرى. وهكذا، بدلاً من اللقاء الذي ألغي مع ميتشيل، يبعث بيبي ببراك الى واشنطن مبعوثاً ومستشاراً سياسياً، وبالأساس سترة واقية.
          من اللحظة الأولى بعد عودته إلى إسرائيل من أمريكا بنى بيبي صورته كمن هو جدير بالعظائم إثر خدمته في وحدة هيئة الأركان الخاصة. قدامى وحدة هيئة الأركان يكشرون كلما تباهى بهذه الخدمة. صحيح أنه كان ضابطاً جيداً، ولكنه ليس كثير المجد ولم يكن مشاركاً في العمليات خارج حدود إسرائيل والتي أصبحت أساطير، مثل باراك. العلاقات بين عائلتي نتنياهو وباراك هائلة المجد ونسجت عندما كان باراك ونافا يسكنان في المبنى ذاته الذي سكن فيه يوني نتنياهو.
          منذ عاد نتنياهو، وغير اسمه الأمريكي بنجامين نيتاي إلى بنيامين نتنياهو وتنافسا الواحد ضد الآخر – بيبي هاجم العمل، ولكنه لم يهاجم باراك شخصياً. وحتى عندما ضربه باراك بالصدمة على ركبته في انتخابات 1999 اعترف بيبي في قلبه بأن ايهود هو الأعلى بينهما وهجر لزمن ما السياسة.
          بعد أن تغلب شارون على باراك بنصف مليون صوت وكذا باراك هجر حزبه كي يتفرغ لبيته، فقد باراك ثقته بنفسه وبحث عن أحد ما يتعلق به. مريح جداً له أن بيبي رئيس الوزراء وهو وزير الدفاع؛ عملياً، يمكن للرجلين أن يكونا في ذات الحزب. باراك لم يكن أبداً مدمنا على معسكر السلام. في التصويت على اتفاق اوسلو ب مثلا امتنع عن التصويت – فأثار بذلك رئيس الوزراء إسحاق رابين الذي قال في حينه انه انتهى مع ايهود باراك.
          ولكن سواء بيبي أم باراك فانهما من النوع الذي يخدش وينجو. العمل كفيل بأن ينهي وجوده بينما رئيسه مستشار لرئيس وزراء الليكود، يقول أحد المستائين من حزب العمل. ومع ذلك فإن المجال هنا للذكر بان العلاقات بين اولمرت وباراك بدأت بتدخين السيجار جمعاً،و بتبادل الآراء المهنية عن الأقلام الثمينة والساعات الحديثة – ولكنها انتهت بتنحية اولمرت من الحكم بالمساعدة السخية من باراك.
          مثلما تبدو الأمور الآن، فإن الثنائي اللطيف سيواصل التحكم بحياة الإسرائيليين .

                                                                                                            هآرتس - مقال - 26/6/2009

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.