صرح نائب الرئيس الامريكي جو بايدن أمس بان اسرائيل ستقرر بنفسها اذا كانت ستهاجم ايران. وقال بايدن في مقابلة مع شبكة إي.بي.سي "يمكن لاسرائيل أن تقرر عن نفسها. هذه دولة ذات سيادة يمكنها أن تقرر ما هو صحيح لمصالحها بالنسبة لايران وكل موضوع آخر، سواء وافقنا أم لا. ومن حقهم ان يفعلوا ذلك. كل دولة ذات سيادة من حقها أن تفعل ذلك".
واوضح بايدن أن ضغط اسرائيل أو دول أخرى في موضوع الحوار الامريكي مع طهران لن يغير السياسة الامريكية. "نحن نؤمن بان هذه هي المصلحة القومية للولايات المتحدة، ونحن نؤمن أنها ايضا مصلحة اسرائيل والعالم بأسره"، قال. "اذا قررت حكومة نتنياهو اتخاذ خط عمل مغاير عن ذاك الذي نبحث عنه، فهذا حقها السيادي. هذا ليس خيارنا. نحن لا يمكننا ان نملي على دولة ذات سيادة ما يمكن لزعمائها أن يفعلوه او لا يفعلوه حين يقررون بان هناك تهديداً وجودياً عليهم من دولة اخرى".
في الاسابيع الاخيرة، على خلفية الاضطرابات في ايران، نقلت اسرائيل رسائل حادة الى ادارة اوباما ودول اخرى وبموجبها "يجب الاستعداد منذ الآن لفشل الحوار بين ايران والغرب". المطلب الاسرائيلي كان اعداد خطة بديلة تتضمن رزمة من العقوبات شديدة الفعالية" ضد ايران واجراءات اخرى.
الرسائل الاسرائيلية نقلت مؤخراً في عدة مناسبات الى البيت الابيض، الى وزارة الخارجية وكبار مسؤولي أسرة الاستخبارات، من قبل مسؤولين كبار في مكتب رئيس الوزراء، من وزارة الخارجية الاسرائيلية وجهاز الامن. ومن المعلومات التي بيد "هآرتس" يتبين بان رسائل مشابهة نقلت ايضا الى مسؤولين كبار في المانيا، روسيا، فرنسا واليابان. واعلنت ادارة اوباما عدة مرات عن ارادتها الشروع في حوار بين ايران والغرب على المسألة النووية، ولكن طهران لم تقدم حتى الان ردها على الخطوة.
وشدد المسؤولون الاسرائيليون امام الامريكيين على أنه في حالة كانت الادارة ملزمة بفرض "عقوبات شديدة" مثلما صرح في الماضي الرئيس اوباما ووزيرة الخارجية كلينتون، فينبغي الشروع ببلورتها منذ الان. واشار مصدر سياسي كبير في القدس الى أن "اسرائيل تلائم رسائلها مع الظروف الجديدة الناشئة في أعقاب الاضطرابات في ايران. ينبغي قول الامور الان بشكل واضح كي لا يكون تشوش حول موقفنا".
وقال مصدر سياسي كبير انه قبل الاضطرابات في ايران قدروا في اسرائيل بانه يوجد احتمال صغير لنجاح الحوار مع الولايات المتحدة حول البرنامج النووي. اما بعد الاضطرابات، وفي ضوء رغبة المعسكر المحافظ في ايران في ترسيخ حكمه، تعتبر اسرة الاستخبارات الاسرائيلية أن احتمالات الشروع في حوار، ناهيك عن نجاحه، طفيفة للغاية. "في الواقع الناشئ بعد الاضطرابات في ايران يوجد استعداد دولي أكبر لخطوات اشد ضد النظام في طهران"، قال المصدر السياسي الكبير.
تبادل الرسائل بين اسرائيل والإدارة الامريكية في الموضوع الايراني يشير الى ميول إيجابية وسلبية. في الجانب الايجابي، يدور الحديث عن استئناف المحادثات بين الدولتين في الموضوع الايراني، بعد قطيعة جزئية استمرت نحو نصف سنة. في الجانب السلبي، يوجد تخوف حقيقي في اسرائيل، تشارك فيه ايضا المانيا، بريطانيا وفرنسا من أن الخطة الامريكية للحوار مع ايران تعاني من النقص ولا سيما بسبب غياب خطة بديلة لفشل الحوار.
مسؤولون كبار في الادارة الامريكية ينشغلون في المسألة الايرانية قالوا لنظرائهم الاسرائيليين في المحادثات بين الطرفين انهم على علم بالاحباط الناشئ في اوروبا، في اسرائيل وفي اوساط دول الخليج عقب سياسة الحوار الامريكية. واشار المسؤولون ايضا الى أنهم لا يعتقدون بان احتمالات الحوار عالية، ولكنهم اذا بدؤوا في البحث في خطة بديلة وفي عقوبات جديدة، فان الامر سيبث للايرانيين رسالة تقول ان الرئيس اوباما غير جدي في نواياه.
المحافل الاسرائيلية التي تعنى بالمسألة الايرانية تشهد على تعاون مثمر للغاية مع المانيا، بريطانيا وفرنسا. الاوروبيات الثلاث تعمل هذه الايام معاً الى جانب اسرائيل لتحقيق هدفين – وجود تقويم للحوار مع ايران في هوامش الجمعية العمومية للامم المتحدة في شهر ايلول، وكذا نشر علني للملحق العسكري لتقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والذي سيرفع هو ايضا في ايلول. والى ذلك، أفاد مكتب رئيس الوزراء أمس بان "المنشورات في "الصاندي تايمز" مغلوطة تماماً وعديمة كل أساس".
وقال مسؤول كبير سابق في دائرة البحوث في شعبة الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية ان "السعوديين قلقون جداً من القنبلة الذرية الايرانية، حتى اكثر من الاسرائيليين".
كما أن رئيس الاركان الامريكي، مايكل ملن تطرق امس في مقابلة مع شبكة "فوكس" للموضوع الايراني وقال ان هجوما محتملا من شأنه "ان يضعضع الاستقرار في المنطقة". ومع ذلك، قال رئيس الاركان الامريكي ان برأيه "مهم جدا عندما نتصدى لايران الا نسقط أي خيار، بما في ذلك الخيار العسكري عن الطاولة".
صحيفة هآرتس 6/7/2009
