تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

الجيش الإسرائيلي ينفخ عضلاته ضد الأبرياء والضعفاء

 

ان تكون جنديا مقاتلا هو أروع شيء يا أخي: ومن الجيد ان لدينا الفرقة البحرية الخاصة رقم 13. مقاتلو الكوماندوز الجريئين انقضوا مع الفجر وسيطروا على هدفهم الذي كان سفينة صدئة صغيرة غير مسلحة تتأرجح في قلب البحر. لهذا السبب بالضبط لدينا كوماندوز بحري: السيطرة على السفن التي تسعى لتقديم المساعدة الانسانية، ولا نامت أعين حراس اسرائيل الاوفياء. المراسلون العسكريون تحدثوا بانفعال وتأثر من اختصاصهم هم وحدهم، ولكنهم لم يستطيعوا ايضا تغطية العورة المكشوفة: الجيش الاسرائيلي بطل مرة اخرى على الضعفاء، وسلاح الجو يتصرف مرة اخرى كالقراصنة.
          "الاوريون" اختطفت في اطار الحفاظ على أمن اسرائيل لأبد الآبدين، بلا، بلا، بلا. جنود وصحافيون ومستهلكون للإعلام العفوي لا يطرحون الاسئلة بطبيعتهم. سلاح البحرية اختطف سفينة مساعدة رمزية اخرى وعلى متنها اشخاص من الشمال من دول مختلفة ودمى للاطفال وادوية للعلاج وكأن هؤلاء  قراصنة البحر في الصومال.
هذه ليست العملية الجريئة الاولى من هذا النوع التي يقوم بها سلاح البحرية، ولا الاخيرة ايضا. عندما لا تكون في الافق سفن مساعدات يسيطر سلاح البحرية على قوارب الصيد الغزاوية البسيطة ويطلق النار على مسافريها الفقراء المتمردين على القرارات والذين يسعون لإيجاد مصدر رزق لهم في البحر. هذا جوهر نشاطات سلاح البحرية قبالة سواحل غزة.
الجندي المزود بخيرة ترسانة السلاح العالمية يصطاد الحسكات، وأحد أكثر الجيوش تسليحا في العالم يطارد الاطفال ويفتش هويات الكهول ويدخل الى غرف نوم الناس لتنفيذ الاعتقالات.
          يجب الانتباه للأمور التي يمارسها الجيش الاسرائيلي ومن يقفون قبالتهم. بينما يجري جهاز الامن مداولات لشراء طائرة اف 35 بـ 200 مليون دولار للقطعة الواحدة، ينشغل الجيش الاسرائيلي في اغلبية ايامه بأعمال بوليسية هزلية ولا جدوى منها بصفته جيش احتلال ويخوض "حربا" ضد من يمتلكون اكثر الاسلحة بدائية في العالم.
          جنود الوحدات النخبوية والدنيا يقتحمون منازل السكان الفلسطينيين في الليالي، الذين لم يرتكب بعضهم أي جريمة كانت، يوقظونهم ويبعثون الرعب في نفوس الاطفال والنساء سدى، ورفاقهم الآخرون يقضون فترة خدمتهم في الوقوف وراء الحواجز وبين الحين والاخر يطلقون النار ويقتلون عبثا. جنود اخرون يلاحقون الاطفال راشقي الحجارة او الزجاجات الحارقة ويطلقون النار نحوهم. "عملية ضخمة" اوشكت على الحدوث قبالة الجدار الحدودي في غزة قبل شهر على أيدي ثمانية فلسطينيين بعضهم يمتطون البغال. كتيبة سائقي البغال هذه هي القوة التي تقف قبالتنا.
          شاهدنا حقيقة الأمر طبعا في عملية "الرصاص المصهور" تلك الحرب على غزة التي لم تكن فيها أي مظاهر مقاومة. طائرات بلا طيار قصفت السكان الابرياء وقتلت بضعة عشرات من بينهم الاطفال. هكذا افاد تقرير منظمة هيومان رايتس ووتش الامريكية في الاسبوع الماضي، كما ان طائراتنا ومروحياتنا بملاحيها والاكثر تطورا في العالم تقصف احياء سكنية. ربما يتدرب الملاحون استعدادا لعملية تلهب الخيال في ايران ولكنهم في الوقت الحالي يحلقون بسرور وسعادة في أجواء غزة كما يحلو لهم.
          وان لم يكن ذلك كافيا فلدينا الان ايضا المنظومة الاكثر تطورا من غيرها والصرخة الاخيرة:
مجندات استطلاع تم إعدادهن لإطلاق الذخيرة الحية. مجلة "بمحنية" الناطقة بلسان الجيش الاسرائيلي تحدثت عن ذلك بتأثر وانفعال: "هذه المرة الاولى التي تقوم فيها مجندات باطلاق النار من الرشاشات"وبالعبرية البسيطة نقول شابات في التاسعة عشرة من عمرهن يلعبن في الرشاشات في غرفة مكيفة ويقمن "بإزالة" بني البشر من هناك. خيرة الشبان يذهبون للطيران والان خيرة الشابات يذهبن للقنص.
          هذا هو إذاً اكبر تقدم يحرزه "جيش الشعب" الذي يعد بناته للقتل بينما ترسل رفيقاتهن المفترسات في صفوف حرس الحدود بصورة دائمة لاطلاق الذخيرة الحية على المتظاهرين غير المسلحين في بلعين ونعلين. هذا جوهر ميزانية الجيش الاسرائيلي وجل ما يفعله الجيش الافضل. طيارون من دون طائرات معادية في الجهة المقابلة وجنود من دون جيش يواجههم يقضون اغلبية وقتهم في تعزيز آلة الاحتلال ونوع من القتال البائس السخيف الذي لا يعدو كونه صيداً وأعمالاً شرطية – هذا الجيش هو القوة التي تدافع عن اسرائيل وتحميها. عندما سيأتي يوم الحساب سنتذكر كل ذلك.
 
                                                                                                                                     صحيفة هآرتس6/7/2009
 
 
 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.