تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

نتنياهو يلعب الروليت مع أوباما

 

كيف يعرف المرء أن بنيامين نتنياهو يقرأ "هآرتس"؟. لولا ذلك، لما كان يعرف ان سيد قشوع يسكن في القدس الغربية. ولكن قشوع هو على الاطلاق مواطن اسرائيلي ولد وترعرع في الطيرة في المثلث.
          عن ماذا يتحدث، نتنياهو، حين يتحدث عن الحركة المتواصلة للباحثين عن السكن من شرقي المدينة الى غربها وفي الاتجاه المعاكس. أين يعيش، وأين يظن اننا نعيش. أولم نكن هنا في الـ 42 سنة الماضية ولم نتابع عن كثب المساعي المنهاجية والمبادر اليها من محافل اسرائيلية رسمية للسيطرة على احياء عربية في القدس العربية؟ السيطرة، سحب الارض من تحت اقدام السكان الدائمين ودفعهم الى الخارج؛ مثابة تطهير عرقي بهدف تهويد القدس بأسرها، وترك ميدان السوق فارغا من العرب، مثلما في القصيدة.
          وعن ماذا يتحدث، نتنياهو، حين يتحدث عن "حق كل يهودي بالسكن في كل مكان في القدس"، وكأن الحديث يدور عن مدينة حرة وسوق حرة للمشترين والبائعين بطواعية. في المكان الذي تقمع فيه حقوق أبناء شعب ما، فان حق ابناء شعب آخر يقمع هو ايضا. سيأتي يوم ويحمل معه اتفاقا، وعندها فقط سيحق هذا الحق بالتبادل.
          وعن ماذا يتحدث، نتنياهو إذن، حين يتحدث عن "ارض خاصة" وما الذي يمكن عمله، والحكومة عديمة الحيلة. الحقيقة معروفة للجميع، بما في ذلك واشنطن: لو لم يقرر ارئيل شارون مسكنه في قلب البلدة القديمة، ولو لم تدفع حكومات اسرائيل بالكهنة المعطرين الى داخلها، ولو لم ينصبوا لهم الحراسة، لولا كل هذا، لما كان فعل أي يهودي في شرقي القدس وكأنه في بيته.
          "ارض خاصة": أولم يعلو مستوطنون الى ارض مسجلة بالطابو على اسماء فلسطينيين – ولكل فلسطيني ايضا يوجد اسم – وبنوا عليها بؤرهم الاستيطانية؟ عندما يرغبون بشدة، الارض تكون فجأة خاصة، وعندما لا يرغبون ايضا بشدة، فانها تغير مكانتها كرمشة عين.
          معاذير نتنياهو، باراك وليبرمان تتبدل حسب راحة اللحظة: في لحظة يشددون على "النمو الطبيعي" وفي لحظة اخرى يعودون الى الحق الطبيعي والتاريخي. فليس بطبيعة الحال تسير القدس الى استثمارات أصحاب الكازينو الامريكيين، الذين يقامرون من هناك على حياتنا هنا. ليس بطبيعة الحال، بل بطريقة الخداع. صحيح أن امريكا لم تبعث الى هنا حاليا بقوات طوارىء وانقاذ لاطفاء الحريق، ولكنها لم تعفنا من كل اولئك اليهود غريبي الاطوار الذين يصبون الزيت على الشعلة.
          ومثلما هو الاستيطان على كل تلة عالية وتحت كل شجرة زيتون يرمي منذ البداية الى احباط كل امكانية للاتفاق مع الفلسطينيين، هكذا أيضا الاحياء اليهودية الجديدة في القدس، التي تدق مثل الشوكة في الحلق. الاسرة الدولية والكثير من مواطني اسرائيل يعرفون النهاية، التي بدونها لن تكون نهاية: القدس ستقسم الى عاصمتين، الاحياء اليهودية ستكون لليهود، والاحياء العربية ستكون للعرب.
          ولكن المقامرين غير معنيين بنهاية النزاع؛ الموسكوفيتشيون(اشارة الى الملياردير الصهيوني موسكوفيتش) يريدون أن نواصل العبة القمار خاصتهم، لعبة النار – دوما – وسرقة الاوراق بالطريقة التي يعرفونها من لاس فيغاس: أصحاب المحل يربحون، اما كل الباقين فيخسرون.
                                                                                           هآرتس - مقال - 20/7/2009

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.