في ذروة الازمة الحادة بين القدس وواشنطن، على خلفية مسألة المستوطنات والبناء في القدس سيصل هذا الاسبوع الى اسرائيل أربعة ممثلين من الولايات المتحدة الى اسبوع مليء بالقضاء السياسي.
اليوم يصل الى البلاد المبعوث الامريكي الى الشرق الاوسط جورج ميتشيل، وغدا سينضم اليه وزير الدفاع روبرت غيتس. مستشار الامن القومي، جيم جونز، والمستشار السياسي الخاص للرئيس دنيس روس سيصلون يوم الاربعاء وسيلتقون مستشار الامن القومي عوزي اراد.
في لقاءاته مع القيادة السياسية في اسرائيل سيعنى ميتشيل اساسا بتقدم مسألة السلام مع الفلسطينيين والسلام الاقليمي، فيما ان الموضوع العاجل الذي سيطرح على طاولة المباحثات هو تجميد البناء في المستوطنات. اليوم يلتقي المبعوث الامريكي بوزير الدفاع باراك. في اللقاءات التي عقدت بينهما في الاسابيع الاخيرة عرض باراك على ميتشيل معطيات عن 700 مبنى في المستوطنات بناؤها سبق أن بدأ. وحاول باراك اقناع الامريكيين بان يسمحوا بمواصلة البناء في هذه المباني، وتقول مصادر سياسية أنه طرأ تقدم حقيقي في هذا الشأن.
اضافة الى ذلك يصرون في اسرائيل على أن الطلب من اسرائيل تجميد البناء لا يمكنه أن يتم الا بالتدريج مع فتح المفاوضات مع سوريا ولبنان وكذا مع خطوات تطبيع مع الدول العربية. وقال مصدر سياسي ان "واشنطن يمكنها أن تطلب من اسرائيل تجميد البناء، ولكن فقط في اطار التقدم في السلام الاقليمي". واضاف: "حتى الان ليس معروفا لنا ان الامريكيين حققوا نتائج من الدول العربية. طالما لا يوجد لاوباما مهر من الدول العربية، فلن يكون بوسعنا اتخاذ أي قرار بتجميد البناء".
ومع ذلك، فقد ادعى مصدر سياسي كبير آخر بان على اسرائيل أن توافق على تجميد مؤقت للبناء في الضفة. وشرح بانه "اذا كان تجميد مؤقت من جانبنا، سيكون بوسعنا السماح للامريكيين بالتوصل الى تفاهمات مع الدول العربية واقناعها بالشروع في خطوات تطبيع مع اسرائيل". في مكتب رئيس وزراء اسرائيل ، الذي سيلتقي مع المبعوث يوم الثلاثاء يقدرون بانه من اجل الوصول الى اتفاقات في موضوع المستوطنات ستكون حاجة الى جولة محادثات اخرى. وشرح مصدر سياسي يقول: "موضوع المستوطنات لن ينتهي بزيارة واحدة".
وزير الدفاع غيتس، الذي يصل اليوم، سيلتقي وزير الدفاع باراك والقيادة الامنية. بين باراك وغيتس تسود علاقات طيبة، ومصدر سياسي كبير قدر بان زيارته ترمي اساسا الى التلميح لايران بان نافذة الزمن للحوار والتي منحتها الولايات المتحدة لها آخذة في الانغلاق.
هذا اللقاء سيأتي بعد تهديد صريح أطلقته ايران في نهاية الاسبوع. فقد قال محمد علي جعفري، قائد الحرس الثوري انه "اذا هاجم النظام الصهيوني ايران فسنضرب مفاعلاتهم النووية بقدراتنا الصاروخية". واعرب الجعفري عن ثقته بالقدرة الاستراتيجية لايران على ضرب كل منطقة في اسرائيل. وقال: "لسنا مسؤولين عن غباء النظام في اسرائيل، وغباء أنظمة اخرى. ردنا سيكون مصمما ودقيقا".
صحيفة معاريف 26/7/2009