تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

وزير اسرائيلي :سنبني مستوطنات في القدس دون موافقة الامريكيين

 

 
الادارة الامريكية ستعرض في الاسابيع القريبة القادمة صيغة سياسية لتقدم المسيرة السلمية، ولكن في ضوء تصريحات وزراء حكومة اسرائيل، يمكن للرئيس الامريكي، براك اوباما ان يشعر بالتشوش بالتأكيد. ففي الوقت الذي يدير فيه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مفاوضات على تجميد مؤقت للبناء في المستوطنات ويعلن عن استعداده لاقامة دولة فلسطينية، فان باقي حكومته تجري انعطافة حادة الى اليمين وتعرض مواقف متطرفة. هكذا، مثلا، قال أمس وزير الداخلية ايلي يشاي انه "اذا لم يكن مفر، سيتعين على اسرائيل أن تبني في كل الكتل الاستيطانية وفي E1 استنادا الى التعهدات السابقة للامريكيين".
نائب الناطق بلسان وزارة الخارجية الامريكية روبرت وود قال امس "نحن نحاول عدم الرد على كل ملاحظة من الزعماء في المنطقة. علينا ان نخلق بعض الثقة بين الطرفين، خطوات بانية للثقة هي عنصر حرج لنقل الطرفين الى المرحلة التالية والتي هي المفاوضات".
وسافر نتنياهو امس جنوبا الى بلدتي اماتسيا وشمرية ليلتقي مخلي غوش قطيف في ختام أربع سنوات على فك الارتباط. وعاد وشدد على مسامعهم بان فك الارتباط كان فشلا، ولكنه حرص على أن يبقى في الاجماع للوسط في الخريطة السياسية. وردا على اقوال قالها حاخام شمرية، في الاصل من مستوطنة عتسمونا، وتفيد بان على نتنياهو "الا يستسلم لاعدائنا ولا حتى لحلفائنا"، تحدث نتنياهو عن بناء المجتمعات من جديد، ولكن اذا كان ممكنا – داخل الخط الاخضر.
التذكير بالوضع السياسي المعقد امسك بنتنياهو في سيارته لدى خروجه من شمرية. على خط الهاتف كان الرئيس مبارك الذي بعد اسبوع سيلتقي اوباما في واشنطن. نتنياهو شكره على كشف خلية الارهاب التي خططت للمس بالسفير الاسرائيلي، ولكنه تحدث اساسا عن الجمود مع الفلسطينيين، عن خطة السلام لاوباما التي ستأتي وعن مؤتمر فتح. بالمناسبة، يحافظ نتنياهو على الصمت في هذا الموضوع ايضا ولا ينضم الى حماسة بضع وزراء في حكومته.
اضافة الى ذلك بعث نتنياهو أمس بمستشار الامن القومي عوزي اراد الى القاهرة كي يلتقي رئيس المخابرات المصرية عمر سليمان ومسؤولين كبار آخرين وتنسيق الرسائل قبيل السفر الى واشنطن. اراد لن ينشغل في مسألة شليت، رغم أن الموضوع طرح في الحديث بين نتنياهو ومبارك.
في الوقت الذي تجول فيه نتنياهو في الجنوب اطلق اعضاء حكومته النار في كل صوب. وزير الخارجية افيغدور ليبرمان التقى مع 29 نائبا ديمقراطيا من الكونغرس مخلصين لطريق اوباما وشدد امامهم على أن نية الرئيس الامريكي عرض خطة سلام ليست واقعية. وقال ليبرمان: "هدف طموح كفرض تسوية في غضون وقت محدد سينتهي بالفشل بل وبالمواجهة. يجب التركيز على المرحلة الانتقالية وعدم خلق انذارات".
وخلافا لنتنياهو الذي امتنع عن التطرق علنا الى نتائج مؤتمر فتح، قال ليبرمان ان "الوضع الذي تكون فيه "حماستان" في غزة و "فتح لاند" في الضفة، وبرنامج فتح السياسي كما عرض في المؤتمر يدفن كل امكانية للتوصل الى تسوية شاملة مع الفلسطينيين في السنوات القريبة القادمة"، قال. "المواقف المتطرفة غير المتساومة للفلسطينيين في مسألة القدس، حق العودة والكتل الاستيطانية تخلق فجوة بينهم وبيننا لا يمكن جسرها". ومع ذلك، فقد صرح وزير الدفاع ايهود باراك أمس في محادثات مغلقة بانه رغم مؤتمر فتح، من السابق لاوانه القول انه لا يوجد شريك. وقال باراك ان "الخطابية في مؤتمر فتح كانت اشكالية ولكن هذا لا يعني انه لا ينبغي التقدم مع خطة اوباما لتسوية اقليمية شاملة. يمكن الوصول الى مفاوضات مع الفلسطينيين، الحوار مع الامريكيين جيد ونحن في الطريق الى مسيرة سياسية".

رئيس شاس، ايلي يشاي، ورئيس الكنيست رؤوفين ريفلين ممن جاءا أمس الى معاليه ادوميم، دعيا لبناء حي جديد في منطقة الخلاف  E1، والذي تعترض عليه الادارة الامريكية. "لا شك ان الادارة الامريكية الجديدة تختلف عن سابقتها، وهذا يلزمنا بمساعي هائلة لاقناع الامريكيين وآمل أن ننجح مثلما لاسفنا اقنعهم الفلسطينيون"، قال يشاي. "اذا لم يكن مفر، فسيتعين على اسرائيل أن تبني في كل الكتل الاستيطانية وفي E1 استنادا الى التعهدات السابقة للامريكيين. اسرائيل ستفعل ما تؤمن به والامريكيون سيفهمون بان لا مفر. هذه حاجة وجودية، هذا حيوي، هذا قومي وهذا أمني". أما رئيس الكنيست ريفلين فقال انه "لا قدس بدون معاليه ادوميم، كلاهما جملة واحدة".

                                                                                                                   صحيفة هآرتس 11/8/2009

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.