تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

شهادة اسرائيلية لصالح حركة فتح

 

بعد اسبوع من افتتاح المؤتمر السادس العام لفتح يمكن لرئيس السلطة الفلسطينية ورئيس فتح محمود عباس (ابو مازن) أن يسترخي ويبتسم. "الرئيس" يلوح كالمنتصر الذي لا جدال فيه: فهو لم ينجح فقط في المكان الذي فشل فيه سلفه الاسطوري ياسر عرفات، بمجرد عقد المؤتمر، بل ان المؤتمر انتهى تقريبا دون احداث شاذة (باستثناء نار رجال حرس الرئاسة على نظرائهم من المخابرات العامة بسبب شقاق على مكان ايقاف سيارة). وانتخب عباس لمنصب رئيس الحركة بالاجماع، والقيادة المنتخبة يمكنها أن تعرض على الجمهور وجوها متنوعة وأكثر شعبية: شباب أكثر قليلا (رغم أن ذات "الشباب" كما توجوهم قد تجاوزوا منذ الان سن الخمسين)، اقل فسادا وبالاساس ذوي سجل وطني، مع ماض في السجون في اسرائيل (الرجوب، البرغوثي، دحلان، الشيخ) او في صفوف فتح في لبنان (محمود العالول، محمد المدني وجمال محيسن).
          منتصر واضح واضح هي فتح نفسها. المنظمة أثبتت للشارع الفلسطيني بان الديمقراطية ليست شعارا فقط. يوم الاربعاء الماضي في قاعة المؤتمر في بيت لحم قال حسام خضر، رجل التنظيم من مخيم بلاطة للاجئين لابو مازن ان مكانته في المؤتمر العام لفتح مماثلة لكل واحد من الاعضاء وعليه فينبغي له أن يسمح للاخرين بانتقاده. مثل هذا الحدث ما كان ليمر بصمت في عهد عرفات. ولكن هذا الحدث بالذات، والذي شغل اهتمام وسائل الاعلام العربية، يظهر حجم التغيير الذي نجحت فتح في تحقيقه وحرية التعبير التي اعطيت لاعضائها.
          صحيح أن خضر لم ينتخب الى اللجنة المركزية، بينما مقربو ابو مازن (ابو ماهر غنيم، محمود العالول وسليم الزعنون) انتخبوا لثلاثة من الاماكن الاربعة الاولى، الا انه ظهر ان قائمة الموصى بهم وضغوط رئيس الحزب شرعية ليس فقط في حزب العمل او الليكود.
          في نهاية المطاف، كان التصويت نظيفا من التزييف ودار امام عدسات التلفزيون و أثبتت فتح ان في وسعها أن تسير في طريق مغاير عن ذاك الذي عملت بموجبه حتى اليوم.  .
          الـ 18 منتخبا من فتح يعرضون خليطا مثيرا للاهتمام بين اعضاء القيادة القديمة (غنيم، شعث، الزعنون وعباس زكي) وبين القيادة الميدانية التي قادت الجماهير الى المفاوضات مع اسرائيل وكذا الى الانتفاضتين (دحلان، الرجوب، الطيراوي، الشيخ والبرغوثي) وكذا شخصيات اخرى، مثل الاقتصادي محمد اشتيه او ابن اخت عرفات الدبلوماسي ناصر القدوة، وبالطبع رجل المفاوضات صائب عريقات. لا يدور الحديث عن قيادة من المتوقع أن تعرض مواقف اكثر تطرفا حيال اسرائيل، إذ ان معظم اعضائها كان لهم دور في الاتصالات مع الاسرائيليين في هذه المراحل أو تلك. ويحتمل فقط أن يمارسوا الضغط على ابو مازن الا يوافق على استئناف المفاوضات مع اسرائيل دون تجميد مطلق للبناء في المستوطنات، بما في ذلك شرقي القدس. معظم المنتخبين معروفون بالخط المتصلب الذي يعرضونه حيال حماس، باستثناء الرجوب الذي يسعى الى المصالحة.
          الناطقون المختلفون من اوساط اعضاء اللجنة الجديدة عرفوا أمس كيف يشيرون الى المهمة الاولى التي يقفون امامها: ترميم ثقة الفلسطينيين بفتح. القيادة الجديدة ستختبر بمكبرات الصورة لمعرفة اذا كان لها يد في الفساد، مثلما فعلت القيادة السابقة. اذا ما نجحوا في وقاية أنفسهم من امراض كهذه، فان فرص تعزز فتح في الضفة وغزة تكون عالية على نحو خاص.
                                                                                                                                 صحيفة هآرتس12/8/2008

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.